من أفسد الفرح ؟ عشقنا الصندوق الذى حقق الحلم ، فهل خذلنا ؟ فلن نعد منه نقترب ؟ هل الميدان سيكون الأقرب ؟ الصندوق البراق هل كان يخفى ستارا أسود ؟ فأتى بمرشحين قسما جموع المصريين الى كتليتين متضادتين بعد إنتخابات هى الأولى فى تاريخنا الطويل ، فأحتار أى منهما يختار ، فكم كان للأنظمة الفاشلة السبق فى الغش والتدليس ، حمرة الخجل تذوب أمام التزوير المفضوح ، فريق يتكلم دون توقف يبكى على اللبن المسكوب ، يتخذ من الندم حليف ، يقول لو لم تتفتت الأصوات بين هذا وذاك لما وضعنا فى هذا الموقف العصيب ، لو كان الآداء جيدا للتيار الدينى لما عاداه عدد ليس بالقليل فصوتوا ضده عنادا وانتقاما ، وفريق أخرس الشفاه لاينبث ببنت شفة ، تائه لايعرف مصير أولاده وماسوف تخبئه الأيام ، تبدل حال المصريين الآن ، فمن سعادة غامرة لم تزر أفئدتنا منذ سنين ، الى خوف ورعب ، فالطرق جميعها تعج بالصخور والمنحنيات ، فضاع الخط المستقيم ، أيام معدودات ونذهب الى الصناديق من جديد ، والجيش والشرطة لايشق لآدائهما غبار فكانا بحق ونعم الكفاءة والحماية كعهدنا بمؤسساتنا الوطنية على مر العصور ، لكن الإقتراع فى الإعادة سوف يشوبه القلق ، بعض آخر قرر منذ اللحظة الأولى أنه مع الدولة الدينية والعودة الى عصر الخلافة ، أما حرية الرأى والتعبير فلم تعد بلا سقف حاشا لله ، الحلال والحرام سيتدخل بقوة فى كل عمل وربما تقصف الأقلام ونعود للريشة والكتابة على الجلد ، سوف تقيم الأعمال الإبداعية بأثر رجعى ، ربما نمحو نجيب محفوظ من التاريخ كروائى كبير تمحى من الأرشيف مسرحيات عادل إمام خاصة المشاغبين ، عادل إمام يرونه المسئول الوحيد عن تخلف الأمة ، مسئول عن الفقر والجهل ، مسئول عن القوانين التى تعيدنا الى دول العالم الرابع ، مسئول عن القوانين التى تفصل فى الشواطى وتسعى لتدثر أبو الهول وحوريات البحر وكل التماثيل بالشمع فلا سياحة ولا دخل للعاملين بهذا القطاع ، فليبحث كل منهم عن لقيمات تسد رمقه بأى وسيلة أخرى ، مسئول عن إقناعنا بأن صوت المرأة عورة ، ختانها والتحرش بها حق أصيل ، المرأة من ترتكب الإثم ، تسير سافرة الوجه والعينين فتلهى الرجل عن العمل والإنتاج ، فالعودة الى عصر الجوارى هو الحل الأمثل ، البيت مأواها أو تخرج مع محرم وتظل تتبعه ، بعض آخر حائر أمام الصندوق يرفع كلتا يديه للسماء يناجى ربه فى الفجر : ياالله مرة أخرى فلول ! والشهداء ومن فقدوا نور العيون ، ياالله أين المفقودين هل ننساهم ؟ التحرير ماذا عنه وكل مربع صغير فيه كم سقاه محمد ومينا بالدم ! أنخذله ؟ كما خذله المتحولون فأشاعوا أنهم باتوا الليالى فى الميدان يلتحفون العلم ، وهم أبعد مايكون عن يناير المجيد ، والبعض الآخر يقول : إنا لمرابضون على الكنبة لن نبرح أماكنا ، الآن تهنا عن العنوان نعيش كابوسا يؤرق مضاجعنا يسلبنا السكينة والهدوء ، كنا نتوق للإستقرار كفى مليونيات ، مظاهرات ، وقفات إحتجاجية وقطع للطرق ، كنا نتوق لمسلة كبيرة تحفر عليها أسماء الشهداء لتجمل الميدان ، نكتب على قواعدها هنا يرقد الشرفاء النبلاء ولاننسى "خالد سعيد " مفجر الثورة وصولا الى الطفل الملاك " أنس " الذى أدمى القلوب مع أقرانه فى مبارة بورسعيد ، نبغى الإستقرار لتدور عجلة الإنتاج أوشك الخبز على الإنتهاء ، الشعب الذى ضج له العالم بالتصفيق وهو يمارس حقه فى الديمقراطية فالتزم بالطوابير ، ولم يسمح لرئيس مجلس الشعب أن يتقدم الصفوف بل يقف بلا تفرقة بينهم حتى يحين دوره فيدلى بصوته ، هذا الشعب أصبح من الوعى والنضج عالما بم يحاك ضد الوطن ، يصغى السمع لكل الآراء لايحجر على قول هنا أو هناك ، الشعب أولا وأخيرا هو الحاكم ، كلمته كما مصر فوق الجميع ، الشعب يصبر يحاول أن يتحاور مع نفسه بصوت عال ، لكنه فى الوقت المناسب سيتخذ القرار السليم فيحسم أمره ، مع من سيقف ؟ مع من سيمد يده !!