قالت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية أن وصول أخر رئيس وزراء في عهد مبارك (أحمد شفيق) إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية يدفع البعض للتساؤل هل انتهى تأثير الثورة ليقترب أحد أركان الفلول من الرئاسة، ويكون أول رئيسا لمصر بعد الثورة "كارها" لميدان التحرير، أم أن الشارع فقده الإسلاميين بشكل كبير، خاصة أن شفيق يقدم نفسه على أنه حصنا ضدهم. وأضافت الآن اثنين من المرشحين للرئاسة في مواجهة بعضهم البعض في الجولة الثانية المقرر عقدها منتصف يونيو القادم، مرشح جماعة الإخوان "محمد مرسي"، و"أحمد شفيق" أخر رئيس وزراء في عهد مبارك الذي قدم نفسه باعتباره حصنا ضد "قوى الظلام" الإسلاميين، وهكذا سيكون مرشح جماعة الإخوان ضد الفلول. وتابعت إنه ليس من قبيل المصادفة أن يصل عضوا من الحرس القديم والطبقة العسكرية والبيروقراطية، وجماعة الإخوان المسلمين لجولة الإعادة، بل هي مقنعة جدا في مصر اليوم، فقد جاء في المراكز الخمسة الأولى مختلف التيارات التي تعصف بمصر حاليا من إسلاميين وعلمانيين، فأن عمرو موسى صاحب التاريخ السياسي الطويل ورغم هجومه على إسرائيل الدائم لم يقنع الرأي العام، وقد هلل للعلمانية. ولكن تم الالتفاف عليه من قبل شفيق، الذي لا ينفك يواصل هجومه على قوى الإسلام السياسي. وتعتبر هذه الانتخابات هي تتويجا لحلم الجماعة من إنشائها قبل ثمانية عقود، حيث تشكلت عام 1928، خاصة لأنها كانت جزء من ميدان التحرير، تلك المنطقة الساحرة التي شهدت مولد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. وشفيق هو أحد قادة الفلول وأمل الأقباط في الرئاسة حيث أنه البديل الأمن من حكم الإسلاميين، كما أن شفيق حصد أصوات الناخبين في المناطق الريفية التي لازال رجال النظام القديم يحتفظون بنفوذهم بها.