تحتضن قاعة بيكاسو بالزمالك، غدا الأحد في السابعة مساءا، معرض الفنان سمير فؤاد للفن التشكيلي، بحضور عدد من الشخصيات العامة والفنانيين. ويضم المعرض أحدث مجموعة من لوحات الفنان تحت شعار "طعم الزمن"، ويصدمك المعنى كنصل لامع يخترقك بسلاسة ونعومة، كشعاع ضوء الشمس يثقب فراغ الحجرة، ويتحرك عبرها كعقارب ساعة عتيقة، تتأخر دقاتها يوما بعد يوم معلنة أنه لا شيء باق على حاله، شاهدة على ذلك اليوم الآتى لا محالة، عندما يتوقف بندولها عن التأرجح.. وتصمت دقاتها إلى الأبد. وخيالات الماضى تختلط بواقع لا تستطيع الإمساك به، زفاف وعروس فى طرحة بيضاء وأنت فى حيرة من أمرك هل هى مناسبة سعيدة ؟، وإذا كانت فلماذا يشى وجهها بكل هذا الحزن الذى يتردد صداه فى وجدان الطفل الذى يسكن بداخلك، فينزف قلبه ماءا نقيا. وتصعد بك أرجوحة إلى السماء السابعة وتهبط على صهوة حصان خشبى عاجز عن الحركة، تخوض على ظهره معارك مثل التى خاضها دون كيخوته ضد أعداء من نسج خيال. الطفل الذى يسكن بداخلك يعبث ويمزح ويضحك، ويتساءل دوما وبإلحاح.. لماذا؟.. وأين؟.. وكيف؟..، وتعتريه النشوة مع كل شيئ يجود بسره، وكل باب يظهر ما وراءه وتصبح مثل جوديث فى قلعة ذى اللحية الزرقاء، وتنساق وراء رغبتها فى معرفة ما وراء الأبواب السبعة الموصدة حتى لو كانت فى النهاية ستدفع روحها ثمنا لهذا . يختفى ذلك الطفل رويدا تحت طيات الزمن ولكنك دائما تهفو إلى روحه الوثابة، وحماسه النضر، ومزاحه البرئ، وتحاول أن تستدعيه بين حين وحين خاصة وأنت أمام لوحة جديدة.