صحة المصريين فى خطر.. هذا ما كشفه المسح الطبى الذى تتبناه الدولة تحت شعار «100 مليون صحة» الذى كشف حتى الآن عن معاناة 11٫7 مليون مصرى من مشكلات صحية مختلفة من جملة 17 مليون مواطن تم الكشف عليهم فى المرحلة الأولى وجزء من المرحلة الثانية. هذه الأعداد الضخمة مؤشر خطير وهو ما حذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسى، مطالبا بضرورة تكاتف الجميع للتوعية ضد مخاطر الأمراض وتعديل السلوكيات ومحاربة الأسباب التى تؤدى للإصابة بها. مبادرة «100 مليون صحة» كشفت حتى الآن عن 700 ألف مصاب بفيروس C و11 مليونا مصابين بأمراض أخرى، مما يؤدى إلى ارتفاع تكاليف العلاج. فقوائم الانتظار التى بدأت محاربتها فى مشروع صحى هو الأضخم من نوعه، كانت تضم 17 ألف حالة قامت الصحة بإنهاء 5 آلاف ليتبقى 12 ألفا، وفى خلال 4 أشهر وصل الرقم ل50 ألفا بتكلفة 600 مليون جنيه من وزارة الصحة وصندوق «تحيا مصر». وأكد رئيس الجمهورية أن قوائم الانتظار ستكلف الدولة 18 مليار جنيه. «الوفد» تفتح ملف صحة المصريين الذى يرتبط ارتباطا وثيقا بالتقدم والتنمية والإنتاج، ويعد أهم التحديات والمعوقات التى تواجه الوطن. قلة النشاط البدنى.. والمياه الغازية.. والسهر.. واختلال الساعة البيولوجية.. و«التوك توك» وراء انتشاره قال الدكتور مجدى نزيه، رئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية، إن سبب تزايد نسب السمنة فى المجتمع المصرى، ترجع إلى الإفراط فى الأغذية والمشروبات المصنعة، وقلة النشاط البدنى، بالإضافة إلى اختلال الساعة البيولوجية النهارية، حيث إن الغالبية العظمى من المصريين يتناولون الإفطار الساعة الحادية عشرة أو الثانية ظهرا، مؤكدا أن المصريين قديما كانون يفطرون مع طلوع الفجر ويتناولون الغداء فى الظهيرة. وأوضح أن قلة شرب المياه على موائد الطعام، واستبدالها بالمياه الغازية والعصائر المصنعة، كما أن اختفاء الوجبة العائلية، أدى إلى أن كل فرد فى الأسرة أصبح يأكل فى ميعاد بمفرده، مما ستعطيه الحرية فى اختيار الطعام الذى يأكله، مضيفا أن الوجبة العائلية تكون نوعا أو أثنين والجميع يأكل من نفس الطعام، مؤكدا أن اختفاء الوجبة العائلية السبب الرئيسى فى زيادة نسب السمنة بمصر. وأكد أن السمنة هى الباب العريض لانتشار جميع الأمراض الخطيرة، مثل السكر والضغط ومشاكل الشرايين والأورام السرطانية ومشاكل الكبد والكليتين.. إلخ. وأوضح أنه لم تعد هناك توعية صحية إعلامية صحيحة، مؤكدا أن هناك عشوائية فى البرامج وتخمة فى المفاهيم، كما أن هناك خلطا فى البرامج الصحية الإعلانية والبرامج الصحية الإعلامية، أدى إلى عدم قدرة المشاهدين على اختيار النصيحة الغذائية السلمية، مؤكدا أن هناك بعض البرامج الإعلامية التى تقدم المعلومة الصحية المفيدة وهناك بعض البرامج الصحية الإعلانية التى تروج لسلعة بهدف البيع والربح، ولا تهتم بصحة المصريين. وأكد أن التكنولوجيا سبب رئيسى من أسباب زيادة السمنة، قائلا: النهاردة الشخص مش هاين عليه يقوم يعلى أو يخفض صوت التليفزيون، لازم الريموت يكون بجانبه، وهناك مقايس كثيرة فى المنزل على هذا المثال، قائلا: إنه منذ دخول «التوك توك» فى مصر لم يقم باتخاذه كأداة للمواصلات. وأوضح أن اتجاهات المواطنين أصبحت تبحث على أسهل شىء فى كل شىء، وهذا غير صحيح صحيا، ونفى أن يكون المحشى السبب فى زيادة الوزن، قائلا: طول عمرنا والناس بتأكل محشى، ولكنها كانت الناس قديما تتحرك بخلاف اليوم الكثير يأكل ويجلس أمام التلفاز. وأكد أن معهد التغذية اشترك فى الحملة الرئاسية، تحت شعار إحمى نفسك من نفسك، لكون أن هناك تدابير وجهودا مبذولة فى حماية المستهلك كثيرة، ثم نجد أن المستهلك يقوم بإضاعتها كلها، بالسلوكيات الخاطئة، كما أن أنواع الأكل الذى أصبح المصريون يتناولونه وبعدهم عن الأغذية التقليدية المصرية، ونتناول الأطعمة المنقولة من مجتمعات ظروفها المناخية غير ظروف مناخنا، لافتا إلى أن المصريين أصبحوا يأكلون البيتزا والمقليات، موضحا أن المجتمع الغربى درجة الحرارة به صفر، بينما درجة الحرارة فى مصر أربعون، مما تزيد من السمنة بمصر. وتابع أن حالة الخصام الموجودة بين المصريين وطعامهم الأصلى مثل الفول والعدس، وسلطة الجبنة والمش، أحد أسباب زيادة السمنة فى مصر. وأوضح أن الدولة والحكومة لا تقع عليهما أى التزامات لحل مشكلة السمنة، مؤكدا أن المشكلة تقع على الأشخاص أنفسهم، ولكن يجب زيادة برامج التوعية الغذائية السليمة، كما يجب على المواطنين الانتباه والمحافظة على أنفسهم من زيادة أوزانهم، مطالبا إياهم بعدم شراء احتياجات منزلهم من خضار وفاكهة بكميات كبيرة، مضيفا أنه يجب على كل أسرة شراء احتياجاتهم اليومية فقط، لكى يستطيعوا المشى يوميا لشراء متطلباتهم دون عناء ومشقة حمل المتطلبات الثقيلة، وعدم اللجوء لركوب «التوك توك»، وفى ذات الوقت المحافظة على توفير موارد الدولة. السمنة.. موت مبكر.. المرض يضرب 15 مليون مصرى.. و5 ملايين فى حالة خطرة جهات عديدة قدرت عدد المصابين بالسمنة فى مصر ب15 مليون مصرى منهم 5 ملايين يعانون من السمنة المفرطة التى تحتاج إلى تدخل جراحى، وأكد خبراء التغذية أن هناك زيادة بصورة قوية فى نسبة السمنة بمصر فى الآونة الأخيرة، نتيجة انتشار العادات الغذائية الخاطئة، واختلال الساعة البيولوجية النهارية، حيث إن المصريين يتناولون الإفطار الساعة الحادية عشرة أو الثانية ظهرا، بعدما كانوا يفطرون مع طلوع الفجر ويتناولون الغداء فى الظهيرة، كما أن قلة شرب المياه على موائد الطعام، واستبدالها بالمياه الغازية والعصائر عامل أساسى فى زيادة البدانة عند المصريين. موضحين أن السمنة هى الباب العريض، لانتشار الأمراض بجسم الإنسان، ومنها تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة معدلات الإصابة بآلام المفاصل والسرطان، والإصابة بالنقرس. وكشفت دراسة أعدها فريق من 2300 خبير لمعهد «مقاييس وتقييم الصحة» فى جامعة واشنطن بسياتل عن أن زيادة الوزن - التى لم ترق إلى السمنة- تقتل ملايين الأشخاص حول العالم، وأن أكثر من مليارى بالغ وطفل يعانون من مشكلات صحية فى العالم بسبب أوزانهم. وأضافت الدراسة التى نقلت صحيفة «الجارديان» نتائجها، العام الماضى، أن ما يقرب من 4 ملايين شخص توفوا فى 2015 إثر الإصابة بمرض له صلة بأوزانهم، وعادة ما يكون مرض قلب، ولكن 60% منهم فقط كانوا يعانون من البدانة بمعنى أن مؤشر كتلة الجسم أعلى من 30، بينما ال40% الآخرين، أو 1.6 مليون شخص كانوا يعانون من زيادة الوزن وليس البدانة. وكشفت الدراسة، التى أُجريت فى 195 دولة حول العالم فى فترة زمنية امتدت ل35 سنة من 1980 إلى 2015، عن أن 30% من سكان العالم، ما يقرب من 2.2 مليار من الأطفال والبالغين يعانون من آثار زيادة الوزن. وخلصت الدراسة إلى أن معدل السمنة استمر فى الارتفاع حول العالم منذ عام 1980 مع تضاعف المعدل فى 70 دولة، موضحة أن الولاياتالمتحدة تحتل رأس القائمة بين الدول التى يرتفع فيها معدل السمنة بين الأطفال والبالغين، إذ يعانى منها 13% من الأمريكيين، بينما تحتل مصر المركز الأول فى انتشار السمنة بين البالغين، إذ تصل نسبة من يعانون منها من البالغين السكان إلى 35%، أى حوالى 15 مليون مصرى يعانون السمنة وحذر الباحثون فى ورقة بحثية نشرت فى مجلة نيو إنجلاند للطب من أزمة صحية عالمية عامة متنامية وتدعو للقلق. فيما شككت دكتورة علياء هاشم، أستاذ التغذية وسلامة الغذاء بالمعهد القومى للتغذية، على الدراسات الغربية التى تؤكد على أن مصر الأولى فى السمنة بين البالغين، قائلة إن مصر لديها سمنة ضخمة ولكنها ليست الأولى على العالم، مؤكدة أن أمريكا لديها النسبة الأكبر من الإصابة بالسمنة، نتيجة أكل الهمبرجر. وقال الدكتور أحمد صبرى، خبير التغذية، إن السمنة هى البوابة الرئيسية لجميع الأمراض غير السارية مثل السكر وضغط الدم وأمراض المفاصل وأمراض الكبد والفشل الكلوى، موضحًا أن الأطعمة السريعة لها تأثير كبير على زيادة الوزن، حيث استقطب المجتمع المصرى كافة الأفكار الغربية الخاصة بالأطعمة السريعة ذات السعرات الحرارية المرتفعة، وأن العادات الحياتية والسلوكية للشعب المصرى قد تغيرت، من السهر لفترات طويلة وعادات الأكل الخاطئة، والتى تؤثر بشكل كبير على عمل الغدة الدرقية المسئولة عن عملية حرق الدهون. وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى دائما ما يدعو الشعب المصرى لممارسة الرياضة وخاصة المشى، وهناك العديد من المبادرات التى تدعو لممارسة الرياضة مثل «الرصيف ملك المشاة». طرق تغذية خاطئة.. تزيد الوزن قالت الدكتورة علياء هاشم، أستاذ التغذية وسلامة الغذاء بالمعهد القومى للتغذية، إن انتشار السمنة فى مصر، يرجع للعادات والمفاهيم الخاطئة عند المصريين منذ سنوات طويلة، مضيفة أن هناك العديد من الأبحاث فى معهد التغذية منذ الثمانينيات تؤكد وجود السمنة بمصر، لافتة إلى أن السمنة فى مصر لها جذور قديمة، حيث إنه قديما كان الجمال يقاس بالبدانة، وكانت البنت الرشيقة لا تتزوج ويقال عليها دى (معصعصة) وكانت السيدات تعملن بمهارة على تغذية بناتهن لكى يتزوجن بسرعة. وأوضحت أنه فى السنوات القليلة الماضية، أصبحت الرشاقة هى معايير الجمال، فانتبه الجميع للبدانة المتواجدة للمجتمع، لافتة إلى أن المصريين لديهم أمراض منذ سنوات طويلة تؤدى إلى السمنة، مثل الغدة الدرقية، بخلاف الجينات الوراثية من الآباء والأجداد. وأكد أن الكثير من الأمهات فى السنوات الحالية، تنظرن إلى أن البدانة وأن أكل ابنها الكثير من الأطعمة المختلفة دليل على الصحة الجيدة، فتحاول الكثير من الأمهات زيادة أكل أطفالهن، وتقوم الأم بفطم أطفالها على أكل يعمل على زيادة وزنهم. كما أن انتشار السمنة بمصر، يرجع إلى طريقة غذاء المصريين، والتى تعتمد على النشويات بصورة كبيرة جدا، منها الأرز والمكرونة، والبطاطس، والفول والطعمية المشبعة بالزيت، لافتة إلى أن كل هذه الأطعمة تؤدى إلى السمنة. طريق الأمراض القاتلة.. يبدأ ب «أكلة» حذر المعهد القومى للتغذية التابع لوزارة الصحة والسكان، من مخاطر السمنة وتأثيراتها على الصحة العامة للإنسان، مؤكدا أن السمنة تتسبب فى الإصابة بأمراض القلب والرئة والحصوات المرارية والعقم الذى قد يحدث نتيجة لبعض الاضطرابات الهرمونية عند الشخص البدين. وأضاف المعهد القومى للتغذية، أن السمنة تتسبب فى الإصابة بالنقرس وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة معدلات الإصابة بآلام المفاصل والسرطان، إضافة إلى الإصابة بأمراض: القلب والسكتة الدماغية وسرطان المرارة والمبيض والبنكرياس وأمراض المرارة وتشوهات العمود الفقرى والنقرس وتوقف النفس أثناء النوم. إذا كان لديك مرض السكرى من النوع الثانى، فإن فقدان الوزن وزيادة النشاط البدنى يمكن أن يساعد فى التحكم فى مستويات السكر فى الدم، كما أن زيادة نشاطك قد تقلل أيضًا من حاجتك لأدوية السكرى.