هدد الرئيس الإيرانى حسن روحانى، أمس بإغلاق مضيق هرمز، الذى يمر عبره نحو ثلث إجمالى صادرات النفط العالمية التى تنقل بحرا ردا على تصريح مسئولين أمريكيين بأنهم يعتزمون وقف صادرات النفط الإيرانية تماما فى مسعى لكبح برنامج طهران الصاروخى ونفوذها الإقليمى. وقال روحانى فى كلمة أدلى بها فى محافظة سمنان ونقلها التليفزيون إن «على أمريكا أن تعلم أنها غير قادرة على منع تصدير النفط الإيرانى». وأضاف أن الولاياتالمتحدة عاجزة عن قطع علاقات إيران التجارية مع المنطقة والعالم، مؤكدا أن طهران ستحافظ على علاقاتها مع كل الدول، وستعمل على تنميتها وتطويرها. وأكد أنه لن يكون فى وسع أى بلد تصدير النفط فى الخليج، ما لم تتمكن طهران من ذلك. وإن الولاياتالمتحدة يجب أن تعرف أنه ما لم تتمكن بلاده من تصدير النفط، فلن يتمكن أى بلد من تصدير النفط من الخليج. من جانبه، قال أسامة كمال وزير البترول السابق، ل«الوفد»، إن ما يحدث من إيرانوقطر، خلال ال48 ساعة، لا يعدو ان يكون فرقعات إعلامية. وأضاف أن طهرانوالدوحة تستهدفان تحريك أسعار البترول صعودا، لأن ميزانيتيهما لم تعدا تحتملان استمرار انخفاض الأسعار. وأشار كمال إلى أن الولاياتالمتحدة بعد أن فرضت حظرا على صادرات الدول التى تستورد النفط الإيرانى، عادت واستثنت من الحظر 8 دول من بينها الصين والهند واليابان، وهى الدول التى تستورد غالبية الإنتاج الإيرانى البالغ 4 ملايين برميل يوميا. أما قطر فإنتاجها ضئيل ولا يتعدى 600 الف برميل يوميا، فى حين أن الإنتاج العالمى يتعدى 92 مليون برميل.. وبالتالى فخروجها من «أوبك» أو انضمامها للتهديد الإيرانى بلا جدوى. وقال محمد عبدالمنعم، سكرتير عام شعبة البترول، إنه لا تأثيرات حقيقية على إمدادات البترول إلى مصر والعالم، الواردة من الخليج، خصوصا أن الدول الكبرى ومنها السعودية لها سواحل شاسعة على البحر الأحمر، ولديها موانئ كبيرة عليه أيضا، وبإمكانها نقل الصادرات البترولية من حدودها الغربية. وأشار ل«الوفد»، إلى المناورات المشتركة بين مصر وفرنسا التى تستهدف حماية مياه البحر الأحمر، وتكرار المناورات العسكرية لحماية مياه البحر الأحمر. أضاف: «من الوارد تأثر الإمارات والبحرين، وإنتاجهما النفطى قليل.. وإيران تهدد لكنها لن تقدم على خطوة صدام مع الولاياتالمتحدة». أما قطر حليف إيران فإنتاجها ضعيف إذ تمثل الدوحة أقل من 2% من الناتج الإجمالى لمنظمة «أوبك» التى خرجت منها أمس الأول. وقال رمضان أبوالعلا، الخبير البترولى، إن إيران لن تستطيع إيقاف تصدير برميل واحد متجه إلى أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف ل«الوفد»، أن تصريح الرئيس الإيرانى هو تصريح غير متزن، ومقصود منه استفزاز المنطقة، لأن طهران لا تملك الإمكانيات التى تمكنها من تنفيذ مثل هذا التهديد.. فأوروبا والولاياتالمتحدة تعتمدان على البترول السعودى.. والمساس بوارداتهما لن يكون بالشىء السهل عليهما. وأشار أبوالعلا، إلى أن إيران لا تستطيع الدخول فى مواجهة مع جيرانها المصدرة للبترول ومع الدول الغربية المستوردة له، ولا أن تواجه القوة العسكرية الغربية.