ينتظر مزارعو الأقصر صرف كميات الأسمدة لمحصول القمح بالجمعيات الزراعية، والمقرر صرفها خلال النصف الأول من شهر ديسمبر المقبل، لكن هناك تخوفا وقلقا من جانب المزارعين فى حال ارتفاع أسعارها، إضافة إلى شكاواهم من عدم كفاية الكميات المقررة للفلاح حسب الحيازة الزراعية. ويقول ناصر زايد، مزارع: الكمية التى نصرفها من الجمعيات الزراعية بأسعار مدعمة لا تكفى حاجة الأرض الزراعية، وهذا يدفعنا لشراء كميات إضافية من السوق السوداء والتى يزيد سعرها مائة جنيه عن أسعار الأسمدة بالجمعيات الزراعية. وأوضح زايد أن سعر الشيكارة للفدان يتراوح من 165 حتى ال180 جنيها لليوريا والنترات، لافتًا أن الأرض الزراعية السوداء تختلف عن الأرض الصفراء الصحراوية إلى جانب نظام الرى بالغمر، والذى يتطلب كميات أكبر فى التسميد من الرى بالتنقيط. وقال ابو الفتيان درغام، نقيب الفلاحين، إن العام الماضى رفعت الوزارة سعر شيكارة الأسمدة ما يقرب من أربعين جنيهًا، موضحًا أن محصول القمح يتوفر له 3 شكائر يوريا للفدان، و4 نترات بالجمعيات، لافتًا إلى أن فدان محصول القمح يحتاج فى الاساس من 6 إلى 8 شكائر سماد، حسب جودة الأرض متهمًا الوزارة بالتقصير فى سد حاجة الفلاح الذى يعانى طوال فترة زراعة المحصول وحتى وقت حصاده من تكاليف يتحملها فى الرى والتسميد، والحرث والأيدى العاملة إلى جانب فواتير كهرباء الرى التى تعدت تكلفتها إنتاج الفلاح. وأوضح درغام أن شيكارة التسميد فى السوق السوداء وصل سعرها حاليًا إلى سعر 300 جنيه، ويضطر المزارع لشرائها لسد حاجة الأرض مما يحمله فوق طاقته من تحمل تكاليف الزراعة والإنتاج. وعلمت «الوفد» أن كميات الأسمدة المحددة لمحافظة الأقصر، تم توفيرها بالجمعيات الزراعية بالإدارات السبع على مستوى المحافظة والتى يبلغ عددها حوالى 61 جمعية ائتمان زراعى، لكن تستعد إدارات الزراعة للسماح للجمعيات بالصرف لحين انتهائها من أعمال الحصر والمعاينة للحيازات الزراعية للمزارعين بالمحافظة. وطالب المزارعون بزيادة الكميات المقررة بالجمعيات الزراعية من الأسمدة، للقضاء على السوق السوداء التى تستغل المزارع، وتكوى جيبه طوال فترة التسميد، بالإضافة لمطالبهم بخفض سعر الأسمدة مساندة للفلاح وحفاظًا على البقاء على الزراعة. ومن جانبه قال المهندس على قناوى نقيب الزراعيين فى تصريحات ل«الوفد»: إن الموسم الزراعى الشتوى الحالى يشهد وفرة فى الأسمدة بكافة الجمعيات الزراعية بنسبة 100٪ منذ بدء زراعة المحصول الشتوى، لافتا إلى أن هناك لجان متابعة من الجمعيات التعاونية من الإدارات الزراعية بمراكز المحافظة، لحصر المساحات المزروعة بمحصول القمح، ومنح الأسمدة للفلاحين الذين يزرعون المحصول بالفعل وتجنب عمليات التلاعب التى تحدث مع أصحاب الحيازات وتلاشى أى أزمات مستقبلية.