يحتفل العالم في التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وذلك وفقًا لما أقرته الجمعية العامة للامم المتحدة يوم 2 ديسمبر عام 1977م، باعتباره يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه. وجاء قرار الاممالمتحدة بإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني على خلفية قرار سابق اتخذته الجمعية رقم 181 لعام 1947م والذي نص على أن تنشأ في فلسطين "دولة يهودية" و"دولة عربية"، مع خضوع القدس لنظام دولي خاص، حيث شكل هذا القرار انتزاع واضح لحقوق الفلسطينين وانتهاك حريتهم وأصبحوا تحت رحمة الاحتلال الصهيوني. كان قرار الاممالمتحدة بتقسيم فلسطين بداية للازمة الحقيقية التي يعيشها الشعب الفلسطيني حتى اليوم، فكانت عواقب هذا القرار وخيمة على الفلسطينين أكثر من الاسرائيليين، فقام الاحتلال الصهيوني بالتوغل داخل الاراضي الفلسطينيية باعتبارها حقًا من حقوقه لاقامة دولته اليهودية، وسعوا لاستيلاب أراضيهم بالعنف، وقاموا بأعمال تخريب وقتل، وتشريد جموع الفلسطينيين حتى أصبحوا لاجئين في شتى بقاع الارض. ورغم كل الجهود والمساعي والمبادرات والمفاوضات التي قام بها مئات المسؤولين والوفود من الدول العربية والاجنبية، وتعاقب الرؤساء والحكومات على مستوى العالم ووعودهم بحل القضية الفلسطينية إلا أنها جميعها باءت بالفشل ، حتى جاء قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لاسرائيل في ديسمبر 2017م ونقل السفارة الامريكية هناك، مما أصبح الامر أكثر تعقيدًا لحل القضية الفلسطينية. وفي هذا الصدد، قال الدكتور أسامة شعث، المحلل الفلسطيني وخبير العلاقات الدولية، إن الاممالمتحدة قد ارتكبت جريمة حين اتخذت قرارًا بتقسيم فلسطين عام 1947م إلى دولتين عربية ويهودية، مشيرًا إلى أنه قرار انتهك حقوق الفلسطينيين. وأشار شعث، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أنه منذ هذا القرار وأصبح الشعب الفلسطيني يبحث عن حقوقه التي انتهكها العدوان الاسرائيلي، مؤكدًا أن التضامن الحقيقي مع الشعب الفلسطيني يكمن في تنفيذ القرارات الدولية بإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدسالمحتلة، وقطع المنتجات الاسرائيلية. وأشاد المحلل الفلسطيني، بدور الجامعة العربية ودعمها للقضية الفلسطينية والتي مازالت تقوم بدور فعال لتسوية الازمة الفلسطينية، مستشهدًا بذلك بمبادرة السلام العربية التي قررتها الجامعة في عام 2002م بضرورة الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة عام 1967م. وطالب خبير العلاقات الدولية، الاممالمتحدة في يوم التضامن العالمي بإلزام الاحتلال الاسرائيلي بوقف اعتداءاته السافرة وممارساته العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الاممالمتحدة عاجزة عن إجبار الاحتلال الصهيوني من الانسحاب.