لم يكن ضياع حلم التتويج بلقب دورى أبطال افريقيا سوى نهاية طبيعية لمسلسل من الأخطاء الادارية والفنية التى ارتكبها مسئولو النادى الأهلى فى الشهور الماضية لتضيع فرصة التتويج بأسهل بطولة قارية فى ظل تواضع مستويات المنافسين وعلى رأسهم الترجى حامل اللقب. يتحمل محمود الخطيب رئيس النادى الأهلى ورئيس لجنة الكرة الجانب الأكبر من مسئولية ضياع الحلم الأفريقى فى ظل فشل الاستراتيجية التى وضعها لملف كرة القدم بالقلعة الحمراء رغم أن الخطيب تولى مهام منصبه بالانتخاب بعدما أوهم بعض المستفيدين أعضاء وجماهير النادى بأن الفريق فى كارثة كروية مع المجلس السابق وأن الخطيب هو المنقذ لهذا الملف. ارتكب الخطيب مجاملات فاضحة منذ اليوم الأول فى ملف كرة القدم بداية بتكوين لجنة كرة "عفا عليها الزمان" لتسديد الفواتير الانتخابية وتعيين صديقه وأحد مؤيديه عبدالعزيز عبدالشافى"زيزو" وعلاء عبدالصادق وحسام غالى الذين ساندوه فى الانتخابات والعمل على الاطاحة بالمدرب حسام البدرى المدير الفنى السابق رغم الأرقام القياسية والتتويج بالدورى والسوبر ولمجرد خسارة الكأس والهزيمة فى مباراة بدورى الأبطال. وفشل الخطيب فى الحفاظ على القوام الرئيسى للفريق بسبب سياسات مالية متناقضة بعدما دفع النادى 38 مليون جنيه لضم صلاح محسن مهاجم انبى تبرع بها المستشار تركى آل الشيخ الرئيس الشرفى السابق للنادى ولكن المبلغ جعل اللاعبين يطلبون ترضية مالية لتحدث ثورة داخلية فشل بيبو ف بالسيطرة عليها بدليل رحيل عبدالله السعيد بعد توقيعه للزمالك وفى الطريق مؤمن زكريا وغضب بعض النجوم مثل شريف اكرامى ووليد سليمان وغيرهم. واستمر التخبط الإدارى فى كرة القدم من خلال سياسة فاشلة للتعاقدات وعودة المهندس عدلى القيعى الذى كان يعمل فى زمن مختلف تماماً فى ابرام الصفقات ثم تقليص دوره والاطاحة بعصام سراج ثم تعيين محمد فضل استجابة لضغوط حسام غالى رغم أن فضل يبدو دوره الفنى أفضل من الادارى والتفاوضي. وأبرم الأهلى صفقات فاشلة لم تنفع الفريق شيئاً بداعى البناء للمستقبل رغم أن أغلب الصفقات تتخطى20 عاماً وبالتالى لن تستطيع افادة النادى سوى موسم واحد ليتم تقييمها سواء بالبقاء أو الرحيل فأصبحت صفقات الفريق من عينة محمود الجزار ومحمد فخرى ويوسف الجبالى وعمار حمدى بعيداً عن تقديم أى فائدة فنية للفريق الأول. وأصبحت الصراعات داخل لجنة الكرة "على عينك يا تاجر" وأبسط دليل على هذا الأمر أزمة استقالة علاء ميهوب رئيس اللجنة الفنية الذى خرج وهاجم عبدالعزيز عبدالشافى وبعدها تم احتواء غضبه براتب من قناة النادى إلا أن الحرب الباردة بينه وبين محمد فضل وادارة التعاقدات مازالت مستمرة. وفشل مسئولو الأهلى فى تدعيم قوام الفريق بلاعبين سوبر قادرين على استكمال مشوار دورى الأبطال بقوة واستمر الاعتماد على لاعبين دون المستوى أمثال أحمد حمودى وميدو جابر ومروان محسن ومحمد هانى وصبرى رحيل ورغم وجود نقص حاد فى مراكز الدفاع والوسط المدافع. وظهر الضعف الادارى واضحا في العديد من الأزمات والخلافات ولكنه وصل الى الذروة فى مواجهة الاتحاد الافريقى"كاف" الذى خرج رئيسه ووصف المدرب الفرنسى باتريس كارتيرون المدير الفنى بالمتواطئ مع وليد أزارو فى واقعة تمزيق قميصه بخلاف الأزمات التى ضربت البعثة فى تونس دون تحرك من الخطيب ومجلسه للحفاظ على حقوق الأهلى وهو ما يجعل المجلس الحالى مطالبا بثورة تصحيح كروية سريعاً.