الطرق والشوارع ليست مجرد ممرات للسيارات والمواطنين، ولكنها أكبر من ذلك كثيرًا، فأغلب دول العالم، حولت شوارعها إلى «رئة» توزع الأوكسجين على المدن والأحياء التى تمر فيها. ومصدر إنتاج زراعى يضاهى إنتاج مئات الأفدنة. وشوارع وطرق مصر ممتدة يطول «24» ألفا و«500» كيلو متر، أغلبها أراض جرداء بلا شجر ولا زرع، ولهذا تعددت مبادرات تشجير الشوارع، لزيادة المساحات الخضراء لخلق جو صحى، خاصةً بعدما قلت نسبة المساحات المزروعة فى مصر بعد ثورة 25 يناير حيث وصل حجم التعديات على الأراضى الزراعية أكثر من مليون و800 ألف بمساحة تصل لأكثر من 82 ألف فدان خلال السنوات الأخيرة، إلا أنها لم تلق قبولًا كبيرًا خاصة فى المناطق الشعبية التى لا يعلو فيها صوت فوق القمامة والأتربة والمناظر التى ترهق النظر والجسد. فمعظم المبادرات التى تم تدشينها بواسطة افراد أو مؤسسات أو بعض المسئولين فى الأجهزة التنفيذية، لاستزراع الشوارع بالأشجار لم تر النور إلا فى المناطق والاحياء الراقية. ولكن منذ أيام قليلة ماضية، تم تدشين مبادرة من نوع جديد، حيث لا يقتصر الداعون لها والمشاركون فيها على نفس البلد، فضلًا عن أنها لم تركز على الشوارع هذه المرة وانما الجسور والترع، فتحت عنوان «ازرع شجرة فى حوض النيل» تم التعاون بين مصر وروندا لتجميل جسور المصارف والترع الموجودة بمحافظة الجيزة، حيث شارك محافظ الجيزة والدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى والشيخ صالح هابيمانا سفير جمهورية رواندا بمصر بالإضافة إلى طلاب من مصر ورواندا وذلك بزراعة 200 شجرة على جسر البر الأيسر لترعة المريوطية بمنطقة آثار سقارة فى البدرشين. وحسب ما قاله المحافظ فإن المبادرة شارك فيها 300 طالب مصرى ورواندى من الدارسين بالمرحلة الإعدادية والثانوية وتشاركوا معا فى زراعة أشجار البامبو تدعيما لروح التوافق التى وصل إليها البلدان، مشيرًا إلى أن المبادرة لن تكون الأخيرة وسوف يتم تنظيم العديد من المبادرات والاحتفاليات بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والرى لنشر قيم التعاون والمحبة مع البلاد المجاورة. ودعم هذه الحلول البسيطة لوجود متنفس، عدد كبير من الشباب وشاركوا فى فعاليات مع المحافظة التابعين لها منها مشاركة نحو 815 شابا من شباب جامعة بنها بمحافظة القليوبية فى تشجير المدينة بنحو 500 شجرة مساهمة من الجامعة فى المبادرة. وفى هذا الشأن، يقول أحمد حنفى المنسق العام لمبادرة «زراعة مليون شجرة فى مصر»، أنه بالتعاون مع مجموعة من الشباب يقدر عددهم بنحو 12 باحثا فى مجال الزراعة، قرروا الاستفادة من أفكارهم التنموية فى مجال الزراعة لتطوير ودفع البلاد إلى الإمام خاصةً بعدما فقدت البلاد فى السنوات الأخيرة مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية. وتابع: «فكرة زراعة 50 مليون شجرة ليمون فى شوارع مصر تم تسجيلها برقم 411 عام 2013 فى مكتب براءة اختراعات تابع لجامعة عين شمس، مشيرةً إلى أن هذه الفكرة تعالج مشكلة عشوائية التشجير فى كل شوارع مصر، بالإضافة إلى أنها تحل مشكلة إهدار الموارد المائية. وأشار إلى أن فكرتهم فى زراعة 50 مليون شجرة موفرة للمياه وتحقق عوائد اقتصادية كبيرة، فضلًا عن استغلالها المساحات المهدرة من الشوارع التى تقدر بأكثر من 280 ألف فدان، لافتًا إلى أنه من خلال ابحاثهم فى مجال الزراعة اكتشفوا أن الاشجار التى تتم زراعتها فى شوارع مصر نحو 113 مليون شجرة زينة تستهلك سنويًا نحو 1.3 مليار متر مكعب من المياه، وهذا يعد تدميرًا للاقتصاد الزراعى. وأكد أن سببه اختياره تحديدًا لشجر الليمون، لقلة استهلاكها المياه عن غيره من الانواع الاخرى من الفاكهة، فضلًا أنه غير مكلف حيث لا يتعدى سعر الشجرة 5 جنيهات، وكذا تم دعمها من قبل الدولة لتشجيع المواطنين. ومن المزمع ألا يتعدى سعرها نحو جنيهين فقط.
