منذ أسابيع قليلة تولت نائلة فاروق منصب رئيس التليفزيون خلفاً لمجدى لاشين الذى استمر فى هذا المنصب لفترة تجاوزت ال4 سنوات وفشل الرجل طوال هذه السنوات فى تطوير الشاشة لأسباب خارجة عن إرادته. الحقيقة التى يعلمها الجميع أن التليفزيون المصرى يعانى بشدة منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011. انفلات لم يسبق له مثيل بين العاملين، حالة ضياع برامجى، مطالبات مستمرة بتحسين الأوضاع المالية، وبالتالى عدم وجود أى إمكانية للتطوير وسط حالة من الاضطراب السياسى الشديد فى البلاد. فى تلك الآونة انتشرت الفضائيات بشدة وتوارى التليفزيون المصرى تماماً وأصبح تقريباً بلا مشاهدين، اللهم مباريات كرة القدم، فضلاً عن توقف الإنتاج الدرامى للدولة. العاملون أصبحوا بدون إبداع. مئات البرامج تذاع على مدار الأسبوع بدون مشاهدين. ترى ماذا ستفعل نائلة فاروق لإنقاذ التليفزيون من الضياع، ولا نعرف ما يدور فى عقلها. وهى لم تدل حتى الآن بأية تصريحات صحفية. وأعتقد أنها تعمدت ذلك حتى تتفرغ تماماً للتفكير فى التطوير. وفى نفس الوقت لا تتورط فى تصريحات تحسب عليها مستقبلاً. وهى فى نفس الوقت تعلم تماماً ما يعانيه التليفزيون من نقاط ضعف هائلة، منها عدم وجود أى موارد مالية لإنتاج برامج جديدة، وعدم وجود موارد لتطوير الاستديوهات. البرامجيون أنفسهم توقفوا عن الإبداع، كل همهم الحصول على مستحقاتهم المالية فى موعدها. وهناك نقطة مهمة عدم وجود سلطة لرئيس التليفزيون لاستبعاد المذيعين والمذيعات الذين أصابهم الجمود، هذا ما أكده لى مجدى لاشين رئيس التليفزيون السابق مراراً وتكراراً. إذن كيف يطور التليفزيون ورئيس القطاع مكبل بلوائح وقوانين صارمة. مطلوب من حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام مساندة نائلة بكل قوة وإزالة العقبات من أمامها، حتى يعود للتليفزيون ولو شىء من بريقه المفقود. ولا ننسى أن تجربة تطور القناة الأولى قد أصابها الفشل. مطلوب من نائلة فاروق إعادة الحماس المفقود لكافة العاملين وتدبير الموارد المالية لعمل تطوير حقيقى حتى لو تطلب ذلك تدخل المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء شخصياً وتكون لدى الدولة رغبة أكيدة فى تطوير ماسبيرو. أعتقد أن نائلة فاروق فى اجتماعات مستمرة لهذا القرض. والسؤال هل تعلم نائلة أن التليفزيون لا يملك أموالاً لتجديد حق عرض مئات الأفلام القديمة والحديثة من المؤكد أن شاهدت كافة البرامج التى تعرض حالياً. وشعرت بنفسها بحالة التكدس البرامجى الرهيب فى برامج لا طائل منها على القنوات الأولى والثانية والفضائية. هل تستطيع نائلة إلغاء بعض البرامج التى تعانى من الجمود. هل نتحمل أى حالة غضب من العاملين الأمر يحتاج لبعض الوقت. المشكلة الحقيقية والكبرى التى تعانى منها نائلة حالياً حالة الثقة المفقودة بين ملايين المصريين وشاشة تليفزيون الدولة وهذه الحالة عمرها الآن ما يقرب من ثمانى سنوات بما يعنى أنها بالفعل فى مهمة انتحارية. وبالتأكيد وضعت الروشتة وعرضتها على رئيس الهيئة وبالتأكيد لديها طلبات محددة أبرزها بدون أن أعلم توفير موارد مالية حقيقية للتطوير. وأنصحها بالاستقالة لو لم تنفذ طلباتها لأنها حتماً ستفشل فى حالة عدم تنفيذ مطالبها. القاعدة تقول إن أى وسيلة إعلامية لا يتم تطويرها بشكل حقيقى إلا فى حالة توفير الموارد المالية. وهى الآن مازالت فى بداية الطريق، أعتقد أنها فى حالة تواصل مستمر مع كافة البرامجيين لتحقيق الهدف المنشود الذى يبدو تحقيقه أمراً صعباً للغاية.