شهد مركز ومدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية كارثة طبية جديدة ،ضمن مسلسل الأخطاء الطبية ، فجرتها وفاة طفله ،وإصابة 8 آخرين بنزيف حاد أثر أجرائهم عملية اللوز بمستشفي خاص ، وتم نقل 7أطفال منهم لمستشفي السنبلاوين العام للعلاج، والمحافظ يقرر تحويل الملف بالكامل إلي النيابة العامة وتشكيل لجان من مديرية الصحة للتحقيق . بدأت وقائع الأزمة عندما استقبل مستشفى السنبلاوين العام بتاريخ 4 أكتوبر أعقبها وعلى مدار أربعة أيام،استقبال ثلاث حالات لأطفال وهم " أحمد أيمن الغزالي وعمره 4 سنوات ونصف، وعبد الستار تامر عبد الستار حلمي 6 سنوات ، ودولت حامد الغزالي وعمرها 8 سنوات وجميعهم من أبناء قرية غزالة التابعة لمركز السنبلاوين. وأكد تقرير المستشفى أنهم أصيبوا بنزيف حاد نتيجة مضاعفات إجراء عملية استئصال اللوزتين ، والتي تم إجراؤها لهم جميعا بمستشفى الرحاب الخاصة بالسنبلاوين ، بتاريخ الخميس 27 سبتمبر، وتم احتجاز الأطفال الثلاثة بقسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى السنبلاوين العام للعلاج. وعلى الفور أصدر الدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، قرارا بتشكيل لجان تقصي حقائق ضمت " المتابعة، والطب الوقائي ، والعلاج الحر" للتوجه لمستشفى السنبلاوين، وقرية غزالة، ومستشفى الرحاب الخاصة والتي أجريت فيها العمليات ، وصولا لحقيقة إصابة الأطفال ، وأسباب تدهور حالتهم. وقد جاء التقرير ليكشف عن أنه بتاريخ 27 سبتمبر ، تم إجراء جراحة استئصال اللوزتين لعدد تسعة أطفال بمستشفي " الرحاب"، وتدهورت حالة الأطفال التسعة، وتوفيت منهم طفلة تدعى "منة ممدوح نعمان " تبلغ من العمر 10 سنوات ، نتيجة إصابتها بنزيف حاد، بالإضافة لإصابة 8 آخرين بنزيف ، وتم نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى في حالة حرجة في 4 أكتوبر ، بينما تم نقل 4 حالات آخرين، يوم أمس الاثنين 8 أكتوبر، للاطمئنان على حالتهم الصحية والتي تدهورت عقب إجراء الجراحة. وكشفت لجنة تقصي الحقائق المكلفة من الدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، المكلفة بالتحقيق في واقعة وفاة طفلة وإصابة 8 أطفال آخرين بنزيف عقب إجرائهم عملية استئصال اللوزتين بمستشفى خاص بالسنبلاوين، أن الطبيب الذي أجرى العمليات للأطفال التسعة غير مؤهل لإجراء أي عمليات جراحية. وكشف اللجنة بعد فحص مستشفى الرحاب الخاصة بمدينة السنبلاوين التي تم إجراء العمليات أن الطبيب "محمد السيد النبوي " هو الذي أجرى العمليات للأطفال وأكدت المستندات أنه غير مصرح له بإجراء أي جراحات لأنه حاصل على بكالوريوس طب فقط ، ولم يستكمل دراسته العلمية ، وخلي ملفه من وجود أي شهادات علمية أخري ، ولم يقدم للجنة أي شهادات تثبت غير ذلك . كما تبين من الفحص أنه يعمل بمستشفي السنبلاوين العام ، وتم نقله في عام 2016 لمستشفي المنزلة ، بسبب الإهمال وعدم التزامه بمواعيد العمل ،ثم صدر قرار بنقله منذ عام ونصف إلي مستشفي تمي الأمديد المركزي ، ولم يتوجه لاستلام عمله،وتم استصدار قرار بإنهاء العمل لعدم الحضور. كما كشف تقرير اللجنة عن مخالفة المستشفى للقانون بالسماح لطبيب غير مؤهل بإجراء جراحات بداخلها، وهو ما يهدد بإلغاء رخصتها، حيث قامت اللجنة بجمع السجلات والمستندات الدالة علي أجراء عمليات بالمستشفي لفحصها . وأكد الدكتور سعد مكي وكيل وزارة الصحة أنه وجه اللجان المتخصصة لمستشفى السنبلاوين وللقرية وللمستشفى الخاص للعمل بالتوازي مع بعضها البعض لتقصى حقيقة إصابة الأطفال والتي أكدت إجراء 9 عمليات لأطفال في نفس اليوم، توفيت منهم حالة وأصيب 8 بحالات نزيف ، وجاري التعامل مع الحالات طبيا وتوجيه الرعاية اللازمة وحالتهم الآن مستقرة وبعد انتهاء اللجان من عملها ستتّخذ الإجراءات اللازمة ضد المستشفى. وأشار إلى أنه يجري إعداد مذكرة لعرضها على محافظ الدقهلية لاتخاذ قرار بغلق المستشفى وإلغاء رخصتها بسبب المخالفات التي كشفتها اللجان المتخصصة.من جانبه أحال الدكتور كمال جاد شاروبيم محافظ الدقهلية الواقعة بالكامل للنيابة العامة ، للتحقيق ، وشدد علي ضرورة تفعيل دور الرقابة المستمرة علي كافة مستشفيات العامة والخاصة بالمراكز والمدن التابعة للمحافظة ، كما وجه بتوجيه الرعاية الطبية للأطفال المصابين تحت إشراف طبي من وكيل الوزارة ، مؤكد علي ان الاطمئنان على صحة أبنائنا الأطفال هي الأولى بالرعاية ولن نترك حقهم أبدا وسيتم مجازة كل مقصر أو من تسبب في الواقعة.