كتب - علاء عادل: طرح بدور العرض السينمائى فيلم «عيار نارى» بطولة أحمد الفيشاوى ومحمد ممدوح وروبى، تأليف هيثم دبور وإخراج كريم الشناوى، بعد إثارته حالة من الجدل بعد عرضه الأول فى مهرجان الجونة السينمائى خارج المسابقة الرسمية، بسبب ما يحمله العمل من تفسيرات لأحداث مرت بها مصر عقب أحداث 25 يناير، ربما لم يتم حسم أمر بعضها حتى الآن. لذلك تحدثت «الوفد» مع مخرج ومؤلف العمل لنرى كيف كانت ردود الأفعال حول الفيلم، وما الصعوبات التى واجهوها للخروج بهذا العمل. يقول السيناريست هيثم دبور: فى البداية أنا سعيد بمشاركة الفيلم فى مهرجان الجونة بعرضه الأول، وأنا بشكل شخصى أحمل للمهرجان ذكريات طيبة لأن فيلمى «فوتوكوبى» العام الماضى حصل على جائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل عمل عربى، وهذا العام حصد فيلمى القصير «ما تعلاش عن الحاجب» على جائزة أيضاً، لذلك هناك نوع من المحبة الشخصية للمهرجان والمسئولين عنه، ودائماً عرض الفيلم فى المهرجان يحمل أصداء واسعة خاصة. وأضاف: ردود الأفعال التى وصلتنى عن الفيلم مختلفة ما بين مؤيد ومعارض، وأنا احترم كل نقد بناء عن العمل، وآخذ به فى أعمالى القادمة، فأنا أقدم عملاً فنياً إنسانياً وليس سياسياً، من اللحظة الأولى يظن البعض أنهم أمام فيلم جريمة وهو بالفعل فيلم به جريمة لكنه أيضاً يحمل أموراً مختلفة تدفع للتساؤل وتضع المتفرج أمام اختبارات أخلاقية وتساؤلات حول لماذا حدثت الجريمة؟.. وماذا لو كانت فى نفس الموقف؟.. وما دوافعها؟.. فكل هذه الأمور تعد التفصيلة الأساسية فى «عيار نارى». وعن اسم الفيلم، قال: جاء اختيار الاسم لأننا استخدمنا العيار النارى فى الجريمة، وكنا مهتمين كثيراً بالتفاصيل وندرك أننا نقترب من النار فى الطرح الذى قدمناه وهى جريمة افتراضية حدثت فى السنوات الماضية لتعيد مجموعة كبيرة من الأسئلة ومراجعات لما كنا نشاهده ونعيشه. وأشار إلى أن الفيلم لا يتضمن تاريخاً محدداً، فقراءته قد تحمل أكثر من موقف، فحينما كتبت الفيلم عام 2012، وقال: إذا تم تنفيذه فى هذا العام كان سيقرأ بشكل مختلف، أيضاً انطباع من يشاهده لأول مرة غير من يشاهده بعدها بأشهر وحتى خمس سنوات، فالفيلم يحمل قراءات مختلفة، وكان هناك أكثر من نسخة للكتابة وكنا نبحث عن منتج قوى ومتحمس للمشروع، فالكتابة أخذت وقتاً طويلاً، وتطويرها أخذ المزيد من الوقت. وبسؤاله عن اختيار الموضوعات الإنسانية فى أعماله، قال: أنا من عالم بعيد عن السيناريو والكتابة، فعملت بالصحافة سنوات فى قصص إنسانية اختلطت من خلالها بالناس وبشكل أساسى فأجتهد جداً حينما أكتب عن مهنة أو شخص أحرص على أن أجمع كل التفاصيل، كيف يتحدثون ويتصرفون فى المواقف المختلفة؟.. وفى «عيار نارى» كان هناك أكثر من لوكيشن وحالة مختلفة سواء مجتمع الإعلام والصحافة وحتى مجتمع الطب الشرعى والمنطقة التى يسكن بها الأبطال ولابد أن يكون كل ذلك بالشكل الحقيقى وأن تكون الشخصيات من لحم ودم لأن القصص الإنسانية هى الباقية من الممكن وضع مجموعة كبيرة من الأفكار والفلسفة، لكن فى النهاية المشاهد أما يتعاطف مع الأبطال أو يتوحد معهم وممكن أيضاً أن يختلف معهم وهذا هو المحك الأساسى لأى عمل وأنا بشكل شخصى أحب هذه النوعية من الأفلام. ومن جانبه تحدث المخرج كريم الشناوى عن الفيلم، قائلاً: فكرة العمل عملنا عليها أنا وهيثم الكثير من السنوات، وكانت أول مخاوفى هى أننى كنت حريصاً على تقديم فيلم مختلف عن نوعية الأفلام المطروحة، فكنت أبحث عن شكل معين، وكان اهتمامى أيضاً بصناع الفيلم وأن يكون لدينا جميعاً نفس الرؤية وكنت محظوظاً بأننى عملت مع مجموعة من المجتهدين والمهمين فى مجالهم. وعن استغراق التحضير للعمل فترة طويلة، قال: أنا مخرج بطيء، فهناك دائماً شك فى مرحلة ما، ولابد أن ننفذه بأفضل طريقة، وأحب أن يكون هناك مساحة ووقت للتحضير، ولا أعتقد أن فيلمى الثانى سيستغرق تصويره 3 أشهر، إذ أفضل أن آخذ وقتاً لأعمل على الفيلم ولن أقول راضياً عنه لكن المهم ألا أقصر فيه. وأشار إلى أنه بطيء فى التحضير لكن التصوير استغرق شهرين، لكن لكى تقدم فيلم جيد لابد أن نحضر له بشكل جيد، مثل تجهيز اللوكيشن والمعاينات وليس سهلاً أن تقنع شركة الإنتاج بأن تُصور مثلاً مشاهد ما فى محاجر المنيا، مع أنه يوجد مثلها فى القاهرة، فلابد أن يكون هناك سبب لذلك فلو كان هناك أى مشهد ليس ضرورياً، فالأفضل أن يتم حذفه من الفيلم. وبسؤاله عن طبيعة الفيلم ومشاركته فى المهرجانات، قال: فيلم «عيار نارى» طبيعته تجارية، لكن وجهة نظرى أن السوق كبير ولابد أن يتم تقديم أفلام تجارية وأخرى فنية سهلة الفهم، ليس شرطاً أن تكون عميقة فالأهم أن يستمتع المشاهد بها، وأنا مخرج مصرى وأقدم أفلام مصرية، ولست مهتماً بأن أقدم أفلاماً بصورة معينة عن مصر لتناسب مهرجان أوروبى مثلاً، لكنى أقدم فيلماً استمتع به، وإذا المهرجان أحب هذه النوعية فهذا جميل.