لم تجد «شيماء» صاحبة ال25 عاماً، تجارة رائجة للبحث عن المال، سوى جسدها، فألقت بنفسها فى أحضان الرجال بحثاً عن الأمان والشهوة، والمال، اشتهرت وسط منطقتها بالسمعة السيئة التى كانت سبباً في تخلى والديها عنها بعدما فشلوا فى السيطرة عليها، تعرفت المتهمة على ديلر مخدرات وبعد أسابيع قليلة من أول لقاء جمعهما دخلا فى علاقة غير شرعية وباتت تذهب لمقابلته فى الأماكن التى يتخذها لترويج المخدرات بمنطقة السلام، أشهر قليلة مرت ووضعت المتهمة طفلتها من الحرام ورفض بائع الحشيش الاعتراف بها فسرعان ما دخلت فى علاقة أخرى انتهت بقتل الطفلة ودفنها سراً كأنها لم تأت إلى الدنيا، وكأن شيئاً لم يكن. سلمت شيماء جسدها للمتهم الأول "أحمد" واستمرت علاقتهما المحرمة عدة أشهر حتى سقط الديلر فى قبضة الأجهزة الأمنية أثناء ترويجه للحشيش وتم حبسه على ذمة القضية.. أيام قليلة مرت والفتاة تنتقل من منزل لآخر بحثاً عن المأوى، حتى شعرت بحالة إعياء شديدة، فلم تجد أمامها سوى شقيقتها الصغرى فتوجهت إليها وذهبا سوياً إلى الطبيب للاطمئنان عليها لحظات معدودة وخرجت الطبيبة لتخبرهما بأنها حامل، وقع الخبر على الشقيقتين كالصاعقة الأم صعقت بسبب شتات الأمر وحبس شريكها فى الجريمة، أما الأخت فانهارت من الخبر وأيقنت أن شقيقتها لطخت سمعتها ووالديها ووضعتها بالوحل، وتحولت إلى فتاة ليل تلهث وراء الشهوة وتعرض جسدها لراغبى المتعة. أخبرت المتهمة عشيقها بما جرى وأنها حامل لم يهتم أحمد بالخبر ليؤكد لها أنهما لم يتفقا على الزواج من الأساس وكانت اللقاءات بينهما للمتعة فقط، وطالبها بالتخلص من ابن الخطيئة، أشهر قليلة مضت وباتت الفتاة تنتقل من منزل لآخر حتى وضعت طفلتها وأسمتها «غزل» ولم تقم بتسجيلها فى دفاتر المواليد، لأن ليس لها أب ولا يوجد معها قسيمة زواج، فأصبحت الفتاة بلا هوية ولكن علمت الشقيقة الصغرى الخبر واكتفت بالصمت منعاً لتجدد الفضيحة فى المنطقة مرة أخرى. وفوراً عقب تماثلها للشفاء عادت إلى أفعالها المحرمة وسرعان ما تعرفت على معتز التربى ويقيم بمنطقة منشأة ناصر، وسلمت له جسدها بسهولة وأصبحت المقابر مأوى لهما ولطفلتها الصغيرة «غزل». استمرت العلاقة بينهما داخل المقابر عدة أشهر خاصة أن كليهما يعرف ماذا يريد من الآخر فالشاب يبحث عن الجنس والمتعة وهى تبحث عن المأوى والهروب من أعين من يعرفها. تركت المتهمة صغيرتها التى لم تتجاوز شهرها الخامس، بالحجرة الصغيرة بالمقابر وخرجت لتباشر عملها فى التسول وتغيبت لساعات طويلة، صاحت الطفلة ودخلت فى نوبة بكاء طويلة لم يدر العشيق الثانى ماذا يفعل لها فالطفلة تعتصر ألماً من الجوع، فشل العشيق فى السيطرة عليها وتهدئتها فسدد لها ضربات قوية بيده على جسدها الضعيف حتى صمتت ولفظت أنفاسها الأخيرة.. ظن المتهم أنها هدأت وحاول الاتصال بأمها للحضور، وعندما عادت فوجئت بمنظر الطفلة قاطعة للنفس سألته عن حالتها فأخبرها بأنها سقطت من أعلى السرير وراحت فى نوم عميق، حاولت إسعافها ولكنها كانت قد فارقت الحياة. عادت المتهمة إلى المقابر مرة أخرى لتخبر شريكها الجديد بجريمته لم يبال ويهتم بالواقعة لأنه يعلم جيداً أنها بنت سفاح ولم تسجل فى دفاتر المواليد.. بعد لحظات صمت وتفكير عرض عليها فكرة دفنها بالمقابر دون شوشرة وعلى الفور وافقت الأم ودفنت طفلتها، وكأن القدر كان فى صالح الطفلة التى صعدت روحها الطاهرة إلى السماء كى لا تعيش وتكبر وترى وسط عار أمها بائعة الهوى. تم اكتشاف الجريمة عن طريق الصدفة عندما حاولت شقيقة المتهمة الصغرى الاطمئنان عليها وعلى طفلتها أخبرتها بتفاصيل الجريمة صعقت الفتاة للمرة الثانية لما فعلته شقيقتها، وهرولت نحو قسم شرطة منشأة ناصر وحررت محضراً وأفادت بأن شقيقتها والسابق اتهامها في قضيتين آخرهما «خطف طفل» حملت سفاحاً ووضعت مولودها طفلة منذ 5 أشهر، وأسمتها «غزل» ولم تقم بقيدها بدفاتر المواليد. وتابعت أقوالها فى المحضر بأن شقيقتها ارتبطت عقب ذلك بعلاقة غير شرعية بتربى وأنه قتل طفلة عشيقته، واشتركا معاً فى التخلص من الجثة بدفنها بمقابر الصدقة بباب الوزير. بعد التأكد من صحة المعلومات تمت مداهمة المقابر والقبض على الأم وشريكها واستخراج جثة الطفلة لتشريحها لتحديد سبب الوفاة بناء على قرار النيابة العامة. انهارت شيماء وأيقنت أن نهايتها أتت لا محالة وأدلت باعترافات تفصيلية عن علاقاتها المحرمة بعشيقها الأول والثانى وكيفية التخلص من «غزل» ودفنها كالشاة واعترف المتهم أيضاً بجريمته قائلاً: «كنت بسكتها وماكانش قصدى أموتها» وتم حبس العشيق على ذمة التحقيقات. دموع تنسال من عينى الأم ولكن ليس هناك من يتعاطف معها فهى ارتكبت من الجرائم والمحرمات ما يجعل الجميع ينبذها ولا يرحمها، وفى النهاية تسببت فى موت طفلتها ودفنها بدم برد.. ودموعها لن تشفع لها.