أكد بحث علمي ضرورة تقبل الإنسان نواقصه ومنح ذهنه الراحة الكافية ليبدأ أولى خطواته لصحة أفضل. وأشار البحث، الذي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقتطفات منه، إلى أن الشخصيات التي تتفهم أحوال المحيطين تلوم نفسها على أخطاء وهمية مثل البدانة أو عدم الصحة أو عدم ممارسة الرياضة وتسجل نسبة ضئيلة في التعاطف مع الذات، بينما تحقق الشخصيات الأخرى نسبة أعلى بشكل يقل معه ما تشعر به من إحباط وقلق وتصبح أسعد وأكثر تفاؤلا. وأوضحت الدكتورة كريستين نيف، أستاذ مساعد التنمية البشرية بجامعة تكساس أن الذين يعانون من فقدان التعاطف مع النفس يخشون الانهيار ويعتقدون أن الانتقاد الذاتي يبقيهم على الصراط المستقيم. وأضافت كريستين أن البالغين عندما يرون أطفالهم يكافحون في المدرسة للفوز بالنجاح ويفضلون الأطعمة السريعة، يسعون للبحث عن الوسائل المثلي لصناعة أطعمة صحية يحبها الأطفال، في حين عندما يتعرضون هم لنفس الموقف يصابون بإحباط وينتقدون أنفسهم بسبب البدانة. مشيرة إلى أن التعاطف مع النفس يقود إلى الرغبة في التغيير واتخاذ المواقف الإيجابية تجاهها. وعرضت الدكتورة كريستين في كتابها "التعاطف الذاتي: توقف عن تأنيب نفسك ودع الخوف وراءك" الذي سيصدر الشهر المقبل نماذج من 26 اختبار ليجريه الإنسان على نفسه حتى يتطور في اتجاه تقبل ذاته. واقترحت أستاذ مساعد التنمية البشرية مجموعة من التدريبات لعلاج أوجه القصور في الذات مثل كتابة خطاب لنفسك تدعم فيه ذاتك، مثلما تفعل مع أسرتك وأصدقائك، وتقترح فيه بعض الخطوات الواجب اتخاذها لتحسين شعورك تجاه نفسك أو تردد لنفسك: سأكون جيدا مع نفسي في الدقائق القادمة. وأوضحت أن دراسة أجرتها جامعة "ويك فورست" أثبتت أن ضعف التعاطف مع النفس يؤثر على عادات الطعام وأنواعها، وأن المرأة التي تتبع ريجيما يسيئها النظر إلى الحلويات وينتهي بها الأمر لتناولها بكميات كبيرة، أما المرأة التي تمنح نفسها متعة تناول الحلويات لا تأكل كثيرا. وأكدت الأبحاث العلمية أن التعاطف مع النفس هو العنصر المفقود في أي نظام غذائي لفقدان الوزن. وأوضح دكتور جون فين استاذ علم النفس الذي يدرس التعاون بكلية طب جامعة هارفارد في كتابه "رجيم التعاطف مع الذات" أن أغلب نظم التخسيس تعتمد على قوة الإرادة والتنظيم وهو ما يبرز أهمية التعاطف مع الذات.