أكد خبراء فى العلاقات الدولية، أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس السيسي لموسكو، التى أعلن عنها المبعوث الروسي للشرق الأوسط لمناقشة العديد من الملفات الثنائية والإقليمية، موضحين أنها تأتي فى إطار سياسة التوازن فى العلاقات الخارجية، التى تنتهجها مصر منذ تولي السيسي السلطة. وذكر الخبراء أن أبرز الملفات التي سيتناولها الزعيمان على صعيد العلاقات الثنائية، مناقشة مشروع الملف النووي السلمي «الضبعة» والاستثمار الروسي فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى جانب مناقشة بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى الصعيد الإقليمي تتطرق المباحثات إلى الأزمة السورية والسلام فى الشرق الأوسط ودور مصر الداعم لروسيا فى عملية السلام فى المنطقة. وقال السفير السيد أمين شلبي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن توقيت الزيارة المرتقبة للرئيس السيسي لموسكو بعد زيارته للولايات المتحدة، تأتي فى إطار الاستراتيجية المصرية بعد 30 يونيو والتى تقوم على مبدأ تعدد الاختيارات والقوى والمراكز الدولية التى تتعامل معها مصر، بحيث تكون لها قاعدة واسعة من العلاقات الدولية. وأضاف أن هذه الاستراتيجية تعتبر الإطار الأشمل لسياسة مصر الخارجية، والتى تتحقق فى جولات الرئيس السيسي، مبينًا أن الزيارة تعكس مدى قوة العلاقات بين البلدين خاصة أن روسيا الاتحادية كانت أول القوى التى دعمت اختيار الشعب المصري بعد 30 يونيو. وأوضح أن الزيارة المرتقبة تتضمن الكثير من الملفات فى محور العلاقات الثنائية منها مشروع الضبعة والتعاون المشترك ومشاركة روسيا فى مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروعات الطاقة وما إلى ذلك من مشروعات حيوية بالنسبة لمصر بما فيها التعاون العسكري، مشيرًا إلى أنه على المستوى الإقليمي هناك الأزمة السورية خاصة أن روسيا يهمها رأي مصر فيما يتعلق بتطورات الوضع السوري والأهمية البالغة فى التعامل مع الوضع الدقيق فى إدلب. وأعتبر أن دور مصر فى مكافحة الارهاب، أصبح مقدراً من مختلف دول العالم، لذلك فإنه سيكون ضمن المباحثات المهمة التى سيتطرق لها الزعيمان. وأكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية الاستراتيجية، أن مصر منذ تولي «السيسي» الحكم تتبع سياسة خارجية متوازنة، لذلك فإن اختيار توقيت زيارة روسيا بعد زيارة أمريكا جاء وفقًا لهذا المنطلق إلى جانب العلاقات الثنائية العميقة بين البلدين والعلاقات الثقافية. ونوه «اللاوندي» إلي أن الأزمة السورية تعتبر أبرز الملفات التي سيتم مناقشتها على طاولة المباحثات، بعد أن أثبت التدخل العسكري فشله وعدم جديته، مضيفًا أن هناك قضية أخرى تمثل نقطة مهمة فى مباحثات الطرفين وهي توسيع مجلس الأمن وزيادة عدد أعضائه لعشرة بدلا من خمسة أعضاء. وأكد أن عودة السياحة الروسية مرتبطة بعودة العلاقات كاملة بين مصر وروسيا، وأن «السيسي» سيناقش هذه القضية مع الرئيس بوتين وتوصيل رسالة بأن مصر ترحب بالسياحة الروسية. وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الزيارة تأتي فى إطار اللقاءات الدورية بين الجانبين الروسي والمصري لمناقشة الملفات الثنائية الثابتة بين البلدين قبل التطرق إلى الملفات الإقليمية، موضحًا أن الزيارة ستركز على أساسيات التعاون المشترك بين البلدين ومناقشة الملف النووي السلمي وتوثيق الشراكة بين الجانبين. وتابع: أن الزيارة بمثابة رسالة يوجهها الرئيس السيسي إلى روسيا بأن مصر معها فى كثير من القضايا، التى تحمل جانب الاهتمام المشترك، إلى جانب التأكيد ان اللقاءات مع الجانب الأمريكي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة التى اتسمت بالحميمية، لا تؤثر مطلقًا على علاقة مصر مع روسيا.