بعد كلمة السيسي في الأمم المتحدة.. سياسيون: التطرف ظاهرة تهدد أمن البلاد

تعد ظاهرة التطرف من الظواهر التى لم تكن موجودة في السابق، حيث يعيشها العالم كلة حالياً، نتيجة لوجود اضطرابات سياسية وظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، حيث ظهرت الكثير من المصطلحات التى من أبرزها الطائفية والتشدد والعصبية والإرهاب.
في إطار توجه الدولة للقضاء على التطرف والإرهاب جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال قمة نيلسون مانديلا للسلام، حيث شدد فيها على ضرورة التضامن والتعاون من أجل القضاء على الإرهاب ومحاربة التطرف والعنصرية والطائفية.
قال العقيد حاتم صابر، الخبير فى مكافحة الإرهاب الدولى، إن التطرف والتعصب ظهر نتيجة فهم تعاليم الإسلام والقرآن والسنة النبوية بصورة خاطئة، الأمر الذى أدي إلى ظهور جماعات همجية تستخدم الدين بما يخدم مصالحها الشخصية.
وأضاف صابر، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن فهم الدين وتفسيره الخاطئ، أدي إلى ظهور جماعات متطرفة بداية من جماعة الإخوان المسلمين وحتى تنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذى يعمل على تهديد أمن وسلامة البلاد في شتى أنحاء العالم.
وأشار الخبير فى مكافحة الإرهاب الدولى، إلى أن الجماعات الإرهابية ليست لها إنتماء لمثلها من الجماعات المتطرفة فهم دائماً في نفاق مع بعضهم، لافتاً إلى أن التمويلات التى تخدم التطرف، كانت قبل ذالك من داخل الدولة، ولكن حاليا يوجد الكثير من التمويلات الخارجية للجماعات من قبل دول تسعى إلى زعزعة أمن وإستقرار البلاد.
وأوضح أن الدولة لديها معرفة بكل ما
يحدث لها من مؤامرات خارجية تسعى لهدم الدولة من خلال هذه الجماعات، لافتاً إلى أن الحل لمواجهة هذه الجماعات، رفع الوعي الثقافي للمواطنين وتصحيح الأفكار التى تعمل هذه الجماعات على نشرها، بالإضافة إلى ضرورة تطوير الخطاب الديني لبث روح الوطنية لدى أفراد الشعب، مشدداً على ضرورة توضيح الصورة من قبل وسائل الإعلام على خطر هذه الجماعات على الدولة.
وفي نفس السياق قال الدكتور صلاح هاشم، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة المنوفية، إن عمليات التطرف مرتبطة ارتباط وثيق بالأديان، حيث إن السبب الأول لهذه الظاهرة هو التشدد والتعصب للدين، معرفاً التطرف بأنه الفهم الخاطئ للدين.
وأضاف "هاشم" في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن المعلومات لدى المتطرف ناقصة عن الدين، الأمر الذى يؤدي إلى الفهم الخاطئ ومحاربة أي شخص يختلف معه في رأيه، لافتاً إلى أن التطرف الفردي أقل خطورة من التطرف الجماعي.
وأشار أستاذ علم الاجتماع السياسي إلى أن التطرف تظهر خطورته عندما يتحول إلى تنظيمات دينية مثل الجماعات الإرهابية مثل داعش وغيرها من التنظيمات، لافتاً إلى أن التطرف يبدأ فردياً ثم ينتشر وبعدها يتحول إلى تنظيمات كبرى.
وأوضح أن التنظيمات الإرهابية تبدأ باستخدام الجماعات
المتطرفة ضد دولتها لصالح دول أو جهات معينة مستفيدة من تهديد أمن واستقرار البلاد، حيث يتم تمويل هذه الجماعات من شركات متعددة الجنسيات.
وتابع، أن الحل الجزري لمواجهة التطرف هو محاربة الأفكار وليس الأفراد، لافتاً إلى أنها أطول عمرا من أصحابها، مضيفاً أن الدولة تعمل على محاربة التطرف بالطرق الأمنية، الأمر الذى يخمد هذه الجماعات فترة وجيزه لحين وجود بيئة مناسبة لها مرة أخرى، منوهاً بضرورة عمل خطابات ثقافية ودينية بمحتوى مختلف، لتصحيح مفهوم الدين لدي هذه الجماعات المتطرفة.
من جانبه قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن كلمة الرئيس السيسي فى قمة نيلسون مانديلا للسلام أمام الأمم المتحدة، وحرصه على محاربة التطرف والعنصرية والطائفية، تؤكد حرصة على جعل مصر بلد بدون جماعات متطرفة وتمكين الأمن والاستقرار في البلاد.
وأضاف "صادق" في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن العنصرية ظاهرة انتشرت في العالم كله، حيث إنها مرتبطة بالتعليم وثقافة الدولة في تعامل المواطنين مع بعضهم، فقد ظهرت العنصرية في أمريكا في التفرقة بين السود والبيض.
وأشار أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن التطرف كان أداه من أدوات الحكم في العالم العربي، حيث كان يستند على الدين، لافتا إلى أن الحكم الصحيح يعتمد على عدم تدخل السياسة في الدين.
وتابع، أن الحكم المستبد كان يعتمد على جعل المجتمع منقسم لطوائف عديدة ليجعل لنفسه ثغرات تجعله يتحكم في هذه الجماعات عن طريق انقسامه، لافتا إلى أن الحل لمواجهة هذه الظواهر السلبية، هو الإصلاح السياسي غير مستند للحكم، فضلا عن استخدام سلاح الإعلام في عدم استضافة أشخاص المتشددين في الدين، وعدم الإثارة بهؤلاء الأشخاص أمام الشاشات.
شاهد الصور...
شاهد فيديو كلمة السيسي في قمة نيلسون مانديلا