كتبت - تقى عادل: علاقة الفنان محمد صبحي بالفنان الراحل جميل راتب لم تقتصر على أنها أشهر دويتو فني في "عائلة ونيس" استمر نجاحه لسنوات، بل كانت علاقة أبوية وأخوية ناجحة وقوية جدا، ظهرت طبيعة هذه العلاقة في الأعمال الفنية التي شاركوها سوياً، وأيضاً في حياتهم الشخصية حيث أعتبره محمد صبحي أب فني وشخصي له وسند وقوة . بدأت علاقة الصداقة بين جميل راتب ومحمد صبحي من مسلسل "رحلة المليون" التي كان فيها "جميل" شخص غني وشرير و"صبحي" الطيب الساذج الذي جاء من الأرياف إلى القاهرة بحثاً عن لقمة العيش فيستغل جميل طيبته وبراءته في تنفيذ أشياء لمصالحه الشخصية، ساعاتهم الطويلة في تصوير المسلسل مع بعض الكواليس المضحكة اثناء التصوير خلقت علاقة صداقة قوية الى ابعد الحدود رغم فارق السن بينهم ، لكن لم يمثل هذا عائق بالعكس أخذ منه صبحي علاقة الأب والصديق والأخ. نستعرض لكم في السطور الآتية..أهم الأعمال التي شاركها جميل راتب مع محمد صبحي: -رحلة المليون عام 1984 مع سعاد نصر وحسن القلعاوي -سنبل بعد المليون عام 1987 مع سماح أنور -يوميات ونيس التي بدأت عام 1994 وشارك جميل راتب في الأجزاء الثمانية للمسلسل. شارك معه في مسرحية يوميات ونيس التي كان فيها نفس فريق عمل المسلسل 1995 . -مسلسل فارس بلاجواد2002. -انا وهؤلاء2005. -مسلسل عايش في الغيبوبة 2006. خلقت هذه الأعمال الدرامية روح صداقة مع جمهورهم أيضاً ، حيث لن يستطيع أحد من محبي مسلسل ونيس نسيان دور "أبو الفضل" الذي قدمه جميل راتب ببراعة وبساطة شديدة وقريبة جداً من الجمهور، فتميز وجودهم سوياً لدى الجمهور وتمنوا أن يكن بينهم في الحياة الواقعية شخص مثل "أبو الفضل" وعلاقته ب إبنه ونيس وأحفاده. وفي إحدى اللقاءات التلفزيونية لجميل راتب تحدث عن موقف إنساني لن ينساه مع محمد صبحي قبل بدء تصوير "مسلسل ونيس"، حيث كان يمر بضائقة مالية في هذا الوقت وطلب من محمد صبحي مساعدته، ولم يتوانَ الأخير ولو لحظات في تقديم العون له، وبعد ذلك رشحه في بطولة يوميات ونيس، شكره الفنان الراحل قائلاً:"أشكرك جدً انت أخ"، ليجيب صبحي ضاحكاً :"أخ إيه أنا إبنك". وفي لقاء تليفزيوني آخر، صرح "راتب" بأنه إذا عُرض عليه عمل مع محمد صبحي وعادل إمام في نفس الوقت، سيختار صبحي، معللا بذلك قائلا :"أشعر بالراحة وجو العائلة في العمل مع صبحي بجانب علاقة الصداقة والأخوة بيننا". وظهر دور السند الحقيقي عند وفاة زوجة الفنان محمد صبحي نيفين رامز عام 2016، وحزن عليها صبحي حزن شديد، وأصر راتب على الحضور للعزاء رغم مرضه للوقوف بجانب ابنه الروحي صبحي في أحلك ظروفه، وكان من أول الحاضرين في العزاء على كرسيه المتحرك. العلاقة التي تجمع بين جميل وصبحي نادراً ما تتواجد في الوسط الفني الملي الآن بالمشاحنات والمنافسات، وستظل باقية فترة طويلة، رغم وفاة الفنان جميل راتب، حيث حرص صبحي على حضور جنازته بالأمس وظهرت عليه علامات الحزن الشديدة. وكان صبحي قد نعى الفنان الراحل بكلمات مؤثرة قائلا :"وداعا جميل راتب ،ابي الحبيب وصديقي الحميم وفناني المفضل .. النبيل الخلوق الراقي .. لقد عرفتك إنسانا وفنانا واعلم كم كنت تحبني بصدق وتحترم عملي .. انك فنانا عظيما لم تأخذ حقك ربما بذهابك يتذكرون تكريمك الحقيقي .. وداعا ومعك أطيب سيرة وأعظم تاريخ وأعظم انجازا انسانيا .. فقدت الْيَوْمَ الكثير ولا متعة فن بعدك .. ومعك : ابنك محمد صبحي أو ونيس".