تمكن علماء بريطانيون من تحديد أكثر من 500 منطقة جينية جديدة تؤثر على ارتفاع ضغط الدم لدى الإنسان، والذي يعد عامل الخطر الرئيسي للسكتات الدماغية وأمراض القلب. وقام فريق من العلماء فى جامعة "كوين مارى"( QMUL) فى لندن، بتحليل الحمض النووي لأكثر من مليون شخص، وكانت النتائج العثور على أكثر من 3 أضعاف عدد المناطق الوراثية المرتبطة بضغط الدم المرتفع ليصل إجماليها إلى 1000 منطقة. واقترحت النتائج – التى نشرت فى مجلة "نيتشر جينيتكس" الطبية – أن جميع المتغيرات الجينية تزيد من مخاطر الإصابة بضغط الدم المرتفع لدى الشخص بمقدار 3,34 مرة، كما أنها تجعل الفرد أكثر عرضة بنحو 1.52 مرة للمعاناة من مضاعفات ذات الصلة، مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، كما تشارك بعض مناطق الجينات المكتشفة حديثا أيضا فى أمراض أخرى، وبالتالي يمكن معالجتها بالعقاقير المتاحة . وقال الدكتور مارك كولفيلد الأستاذ في جامعة "كيمتول" البريطانية "يمكننا فى ظل المعلومات المتوصل إليها، حساب درجة الخطر الجيني لشخص ما فيما يتعلق بارتفاع ضغط الدم في وقت لاحق من حياته"، وأضاف أنه "يمكن للأطباء، من خلال اتباع نهج دقيق للأدوية، استهداف تدخلات نمط الحياة المبكر لأولئك الذين لديهم مخاطر وراثية عالية، مثل فقدان الوزن الزائد، والحد من استهلاك الكحوليات وزيادة معدل ممارسة النشاط الرياضي". كما تلقى الدراسة الضوء على الدور القوى لهذه الجينات، ليس فقط في الأوعية الدموية، بل أيضا داخل الغدد الكظرية فوق الكلى وفى دهون الجسم. ومن جانبه، قال جيريمي بيرسون المدير الطبي المساعد في "مؤسسة الطب البريطانية" إن معرفة الجينات التي تسبب ارتفاع ضغط الدم قد تساعدنا على تحديد الأشخاص المعرضين للخطر قبل حدوث الضرر، كما يمكن علاج أولئك المعرضين للخطر - إما مع تغيرات في الأدوية المعالجة أو نمط الحياة - ومن المحتمل أن تمنع الآلاف من النوبات القلبية والسكتات الدماغية سنويا.
