كتبت- نرمين عِشرة: على الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم لتغيير المناهج بحسب نظام التعليم الجديد، إلا أن مناهج الصفوف التي لا يطبق عليها ما زالت تشكل عبئا ثقيلا على أولياء الأمور. واشتكى أولياء أمور طلاب الصفين الرابع والخامس الابتدائي من الحشو في المناهج وصعوبته على الطلاب في هذا العمر ما يشكل عبئا معنويا ونفسيا عليهم خلال العام الدراسي. وأعرب أولياء الأمور عن تذمرهم بعد رؤية المناهج، مطالبين الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بالنظر إلى مناهج الصفوف من الثاني الابتدائي وحتى الثالث الإعدادي حرصا على مصلحة الطلاب. استغاثت نجوى إبراهيم، ولية أمر، بوزير التعليم من منهج الصف الرابع الابتدائي الذي وصفته بالمعقد، قائلة: "أنا جالي اكتئاب لما شفت المنهج". واستنكرت نجوى أن يدرس طفل كم المعلومات المتواجد في منهج الصف الرابع الابتدائي، لافتة إلى أن هذا المنهج يجبر الطالب على الحفظ المؤقت والاهتمام بالامتحان وليس التعلم. ورأى هشام صلاح، ولي أمر، أن مناهج المرحلة الابتدائية ثقيلة وصعبة على الكبار قبل الأطفال، متساءلا: "لماذا نعقد الأطفال في هذا السن الصغير من الدراسة ونزرع داخلهم كره التعليم؟". ودعا صلاح إلى تدريس المناهج بصورة مبسطة والاكتفاء بالمعلومات التي تفيد الطلاب وتساعده على استكمال دراسته ومساعدته في حياته العملية فيما بعد، مشيرا إلى أن الكتب حاليا ملئية بالحشو الذي لا يفيد. وطالبت هند سلطان، ولية أمر، باستخدام المواد التفاعلية والأفلام ال3D والكارتون في تبسيط المناهج وتوصيل المعلومات للطفل المتعلق بمثل تلك المواد، وأن يعتمد المعلمين على الأنشطة والألعاب التعليمية. وذكرت هند أن استخدام الأجهزة الإلكترونية في إيصال المعلومات ستحبب الطفل في المدرسة وتشغل وقته بأشياء مفيدة، وتنشط عقله، وتساعده على التركيز والتحصيل الدراسي؛ لأن سن الطفل في هذا الوقت هو سن اللعب والنشاط. وقالت ياسمين محمود، معلمة وولية أمر، إن مشكلة المناهج تكمن في كمية المعلومات غير المترابطة وغير الملائمة لسن الطالب، فمثلا منهج العلوم والدراسات للصف الرابع الابتدائي لا تتناسب مع كونها موجهة لطفل أول مرة يدرس تلك المواد. وأضافت أن عدم تجانس المعلومات في المناهج يجعل الطفل يكره المذاكرة والتعليم لأن عقله يقف عاجزا أمام الفهم، مطالبة بضررة تبسيط المناهج وإزالة الحشو وربط جميع المعلومات ببعضها. ونوّه عبد الحميد الجندي، ولي أمر، بأن مناهج الصفين الخامس والسادس الابتدائي تحتاج إلى "نسف" وليس تعديلن لأن بها معلومات غير تأسيسية للطفل ولا يحتاجها فيما بعد. وقالت مريم جرجس، ولية أمر، إنها تموت بمعنى الكلمة عندما تحاول أن تستوعب كم المناهج في الصف الخامس الابتدائي، ولا تعرف كيف توصلها لابنتها البالغ عمرها 10 سنوات، في حين أنها لا تستطيع فهمه. وأضافت مريم أن المناهج تحتاج إلى إعادة هيكلة وتبسيط وتوضيح المعلومات وليس مجرد معلومات لا علاقة لها ببعض، لا يستطيع ولي الأمر استيعابها حتى يفهمها الطفل. ووصف إبراهيم ماضي، ولي أمر، الصف الرابع الابتدائي ب "السنة الكبيسة" لما يلاقيه الأطفال من صغوبة في تلقي المواد التي يتعرف عليها لأول مرة كالعلوم والدراسات، قائلا: "المواد كارثة". وأوضح ماضي أنه وزوجته يبذل مجهود مع ابنه لتوصيل المعلومة إلا أنه لا يستطيع استيعابها، مشيرا إلى أن يتفهم حال الطفل لأن المادة غير مترابطة وبها حشو غير مهم. وأكد الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم والمشرف العام على امتحانات الثانوية العامة، أن هناك لجنة تدرس تخفيف المناهج الدراسية من الصف الثانى الابتدائى إلى الثالث الاعدادى بنسبة 15%. وأضاف حجازي أن الوزارة تعمل على تحقيق متعة التعلم وإزالة الحشو من المناهج، وهو ما طبقته بالفعل في المناهج الدراسية الجديدة. وأوضح حجازي أن تحقيق متعة التعلم يتم من خلال عدة عوامل منها تخفيف المناهج وتقديمها فى أنشطة مبهجة للطلاب والتقييم المستمر القائم على ما اكتسبه الطالب من نواتج التعلم.
