تعد المتاحف من أكثر الأماكن التي تحكي عن حضارات البلاد لما تحويه من قطع تعبر عن ثقافات الشعوب وعراقتها وعاداتهم وتقاليدهم القديمة. وفقدت اليوم البرازيل واحدا من أهم متاحفها وهو المتحف الوطني الموجود في ريو دي جانيرو، والذي يعود إلى 200 عام ماضيين، بسبب حريق نشب به دمر أكثر من 20 مترًا بالمتحف. بدأ الحريق في المتحف عقب إغلاقه يوم الأحد حتى صباح يوم الاثنين، وأكد اثنين من نوابه أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات، لكن الخسارة التي لحقت بالعلوم والتاريخ والثقافة البرازيلية كانت لا تحصى. يعد المتحف الوطني بالبرازيل من أكبر المتاحف التاريخ في أمريكا اللاتينية، حيث كان يحوي مجموعات وقطع لا تقدر بثمن يزيد عمرها عن مائة عام. قال أحد النواب في المتحف ويدعى "لويز دوارتي" لشبكة "جلوبو" التلفزيونية، إن ما حدث كارثة، لأن المتحف يحتوي على الكثير من القطع التي تحمل تراث البرازيل. وأفاد تليفزيون جلوبو بأن بعض رجال الإطفاء لم يكن لديهم ما يكفي من الماء لمحاربة الحريق، مما جعلهم لم يتمكنوا من إخماده في وقت قصير. كما يحتوي المتحف على قطع أثرية مصرية يونانية وكان به أشهر قطعة والتي تدعى "لوزيا"، وهي هيكل عظمي عمره 12000 عام، بالإضافة إلى حفريات وديناصورات ونيازك من الأمريكيتين تم العثور عليهم في عام 1874. حاول المختصون إنقاذ بعض القطع في مبنى آخر ولكن يعتقد أن الكثير من المجموعات الثمينة قد تم تدميرها. ووصف رئيس البرازيل "ميشيل تامر" حدث حريق المتحف بأنه يوم مأساوي تشهده البلاد بعد فقدان 200 عام من البحث والمعرفة. وفي إطار إنقاذ المتحف، أقام المتحف صفقة بالتعاون مع بنك التنمية التابع للحكومة البرازيلية للحصول على أموال تتضمن مشروع للوقاية من الحرائق.