لقد تابعت وللأسف الشديد ما تسعي إليه دول العالم بالمنظومة الدولية في الدخول إلي عصر الفضاء وسباق التسلح الالكتروني وقد سبقتنا دول كثيرة نذكر منها تركيا وإيران وعلي الساحة إسرائيل التي اهتمت اهتماما بالغا بإطلاق سفن الفضاء كان آخرها أفق 8 يدور بالمنظومة العربية ويعمل 24 ساعة قائما بأعمال التجسس وجمع المعلومات عن دول المنطقة العربية لتقف دائما علي جمع المعلومات الحديثة عن كل ما يتعلق بالأهداف الإستراتيجية ومدي ما وصلت إليه الدول العربية من أبحاث إستراتيجية في مجال التسليح خاصة المنظومات الصاروخية لكافة أنواع الصواريخ الميدانية بل استطاعت إسرائيل أن تطلق قمرا صناعيا علي إيران لأعمال التجسس علي المنشئات الإيرانية النووية ومدي ما وصلت إليه إيران في أعمال تخصيب اليورانيوم ومدي قدرتها علي تصنيع الأسلحة النووية ومدي كفاءتها - وإذا نظرنا نظرة واقعية علي ما يدور في مصر فيبدو أن المسئولين في مصر قد أهملوا البحث العلمي إهمالا شديدا دون أن يقدروا قيمة العلم ومدي تطويعه تطويعا ذكيا والقدرة علي استخدامه في الصناعات الاليكترونية بالرغم من أن مصر لديها ذخيرة جاهزة وكبيرة وعلي أعلي مستوي من العلماء الذين هاجروا إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية نتيجة للمعاملة السيئة والحقد الدفين من رؤسائهم ونظائرهم أيضا وأيضا عدم تقدير العلم والعلماء في مصر وغاب عن المسئولين بمصرنا الحبيبة أننا نعيش عصر العولمة الذي يتسم بالتطور الرهيب في التكنولوجيا سواء علي جانب المواصلات أو الاتصالات كذلك فهو يتسم بالشراسة ولا حياة فيه للأقزام وأن الحرب القادمة ليست حربا تقليدية بمسرح العمليات ولكنها تتسم باستخدام المنظومات الاليكترونية المتقدمة سعيا وراء إحداث الخلل التام بالمنظومات الدفاعية باستخدام الحرب الالكترونية لأعمال التشويش وإحداث الخلل والعطب التام بكافة الأجهزة الدفاعية بل يحدث المزيد علي مستوي الدول المتقدمة خاصة أنها قد استخدمت نظم الفضاء استخداما متطورا فأنشأت المحطات الفضائية بالفضاء الخارجي لتدمر أية أهداف علي سطح الأرض وهذا ما يطلق عليه حرب النجوم والذي بدأه بالفعل الرئيس رونالد ريجان إبان الثمانيات من القرن الماضي ( 20 ) واستمر رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية في تطويره وتحديثه علي درجة عالية من التقدم بل سعت الولاياتالمتحدة في تجربة العزيد من هذه الأسلحة الاليكترونية في حربها العدوانية علي العراق الشقيق واستخدمت بالفعل أجهزة الربوت الآلي ليحل محل الجنود في مهاجمة الأهداف الإستراتيجية العراقية والعمل علي تدميرها تدميرا تاما تجنبا للمزيد من الخسائر في القوات المهاجمة - وللأسف الشديد ينتابنا الحسرة الشديدة لأننا لا نقيم للزمن أي اعتبار ولا ندرك تماما لعدونا الرئيسي وهي إسرائيل مهما طال الزمان وللأسف الشديد لم نستطع أن نضع مكانة متميزة للبحث العلمي وصارت ميزانيته لا تتعدي مكافأة لاعبي الكرة في احدي المباريات لكرة القدم !!! - إنها حسرة شديد لأن نجعل مصر قزما شديدا تنحني قامته أمام هؤلاء العمالقة من الدول التي عرفت كيف تبني أنفسها وتواجه التحديات الجسيمة في زمن العولمة وتحافظ علي كرامتها وتحمي سيادتها وباليت الجميع يدرك ذلك فما نيل المطالب بالتمني والدعوات الساذجة التي لا تقدم ولا تؤخر !! فلنفسح للعلم مكانا متميزا ونخصص المزيد من الدخل القومي علي البحث العلمي ودراساته المتعددة في شتي المجالات الحيوية ونضم علمائنا إلي صدورنا ولنقدم لهم الحياة الكريمة اللائقة بهم وأسرهم بدلا من أن يفقدوا الولاء والانتماء لهذا الوطن و يتحولوا إلي طيور مهاجرة بعيدا بعيدا عن مصرنا الحبيبة !!! مع خالص تحياتي وتقديري إلي قرائي الأعزاء وان غدا لناظره قريب مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية