كتبت- رقية عبدالشافي: قالت هبة عيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن نسب الطلاق بين المتزوجون حديثًا كبيرة جدًا، وأرجعت ذلك لأسباب نفسية متعددة، لافتة إلى أن تلك الظاهرة منتشرة في المستويات الاجتماعية المتوسطة والمنخفضة كافة فهي غير قاصرة على فئة معينة. وأضافت عيسوي في تصريحات خاصة لبوابة الوفد، أنه من الحالات النفسية التي تكون سببًا بعد ذلك في الطلاق، هو أن الخوف المبكر من العنوسة أصبح أكبر من الطلاق، فالشباب الآن وخاصة الفتيات يعانون من "فوبيات العنوسة"، وبالتالي تركز معظم البنات أهدافها على العريس وكيفية اصطياده، وتتغاضى تمامًا عن عيوب الشخص بل من الممكن ألا تراها فيه، فالخوف يحركها إلى الإستمرار بالعلاقة دون التدقيق في الاختيار، وبعد الزواج تحدث الكارثة ويتم بعدها الطلاق. وأوضحت أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، هناك سبب نفسي آخر لا يأخذ الشباب احتياطهم منه، ألا وهو الثقة الزائدة في تغير طبع الطرف الآخر في العلاقة، غافلين على أنها سمات في الشخصية لا يمكن أن تتغير مها طال الزمن، فضلًا عن اعتقاد الطرفين تحمل المواقف والمشاكل التي تحدث وتناسيها وكأنها لم تكن، وبعد الزواج والاحتكاك الدائم بينهم سرعان ما يطفح الكيل بها، ويفرغ كل شخص منهما ما بداخله وذاكرته للطرف الآخر. ولفتت إلى أنه يقع عبء كبير على الأسرة، فهناك نوعين منها الأول: يعزز فكرة الخوف من العنوسة، والآخر: يعزز فكرة الرفض وعدم الارتباط والتدخل في حياة أولادهم بطريقة تهدد حياتهم الزوجية، مؤكدة أن عدم المثابرة والتكيف على الحياة الجديدة، وحب الشخص لذاته دون التفكير بالطرف الثاني بالعلاقة، أسباب قوية لوصول نهاية الحياة الزوجية إلى طريق مسدود. يذكر أن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أصدر تقاريره الشهرية عن حالات الزواج والطلاق في مصر، والتي كشفت ظواهر اجتماعية خطيرة، وطرحت مؤشرات عن الحال الذي وصل له المجتمع المصري من ارتفاع كبير في نسبة الطلاق عن كل المجتمعات الأخرى، حيث تشير الإحصائيات إلى أن مصر تتصدر أعلى نسبة طلاق في العالم.