حرمة تجسيد الأنبياء ثابتة بالدليل من الكتاب والسنة الصهيونية وراء تجسيد الرسل فى السينما العالمية تمثيل شخصية الرسول فعل منع منه الشيطان ويريده الفنانون طالعتنا بعض الصحف مؤخرًا «الدستور 3-7-2018» وكذا عدد من وسائل التواصل الاجتماعى، بخبر يشير إلى استعداد عدد من الكتاب ومخرجى الأفلام، على رأسهم بشير الديك ومجدى أحمد على للتقدم بمذكرة لمؤسسة الأزهر والرقابة على المصنفات الفنية لبحث قرار منع تجسيد الأنبياء فى الأعمال الفنية فى ظل وجود عدد من الأعمال الجاهزة للخروج إلى النور.. وأن المخرج مجدى أحمد على صرح بقوله بأنه قد آن الأوان للتحرر من القيود على الإبداع والفن، خاصة فى هذه الإشكالية من خلال عمل محترم وراق تشرف عليه مؤسسة الأزهر.. وأن هذه الأعمال تنتشر فى مختلف دول العالم ولا يوجد دليل شرعى -كما يدعى- يمنع تجسيد الأنبياء على الشاشة!! ثلاث حقائق هامة: وبداية وللرد على هذه الدعوة، ومع افتراض حسن نية الداعين لها، وعدم إدراكهم للأدلة الشرعية التى تمنع تجسيد الأنبياء على الشاشة.. فإننا نؤكد ثلاث حقائق هامة غائبة عن أصحاب هذه الدعاوى أو مغيّبة عنهم، وذلك على النحو التالى: الحقيقة الأولى: يوجد بالفعل العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التى تحذر وتنهى نهيًا باتًا على الخوض فى سيرة حضرات الرسل والأنبياء بما لا يليق بهم أو ما يسىء إلى حضراتهم، فضلًا عن تجسيد شخصياتهم.. بل وتنهى أيضًا عن الخوض فى سيرة صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته.. وهو ما سوف نورده فى هذا المقال. الحقيقة الثانية: إن تجسيد الأنبياء والرسل فى أفلام السينما العالمية يدخل فى إطار الترويج لأكاذيب ومزاعم اليهود السياسية، التى تستند إلى زعمهم الباطل بأنهم ينتسبون إلى رسل الله سادتنا إبراهيم وموسى ويعقوب عليهم السلام، وتستهدف الزعم بأن لهم حقوقًا فى الأراضى والمقدسات الإسلامية ابتداء من المسجد الأقصى الذى يحتلونه بالفعل منذ عام 1967 وانتهاء بالكعبة المشرفة، كما كشف عن ذلك بن جوريون، أول رئيس وزراء إسرائيلى فى حديث له عقب انتصار إسرائيل عام 1967 قال فيه: «إن لنا حقوقًا فى الكعبة التى بناها أبونا إبراهام». الحقيقة الثالثة: إن كتب التفسير التى تتحدث عن قصص الرسول فى القرآن -وهى المرجع لكل الأعمال الفنية التى ستخوض فى قصص الأنبياء والرسل فى الأفلام والمسلسلات وغيرها- تستند بشكل كامل إلى الإسرائيليات بما فيها من مواد تاريخية زائفة أبعد ما تكون عن الحقائق الواردة فى آيات القصص القرآنى.. وهو أمر يجب أن نحذر منه حتى لا نقع فى الفخاخ التى نصبها لنا اليهود لإفساد عقيدتنا وإيماننا وبسط هيمنتهم على العالم الإسلامى، وتلويث عقول المسلمين بالأكاذيب والمفتريات الإسرائيلية. خطورة الاعتقاد بما جاء فى تفسير قصص الرسل من الإسرائيليات: لقد أرسل الله رسله الكرام ليبلغوا رسالاته إلى أقوامهم بأن يعبدوا الله وحده لا شريك له.. وأحاط الله حضراتهم.. بسياج الحفظ والعصمة الكاملة عن الهوى والنفس والشيطان، وأودع فى قلوبهم الصدق فى القول والأمانة فى التبليغ والتسليم بأمر الله، وتحلوا بالصبر والصلاة، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.. وقد وصف الله رسله الكرام بقوله تعالى «وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون» «الأنبياء 26 - 27».. وواضح من هذا النص القرآنى أنه نزل فى تبيين خصائص رسل الله بصفة عامة فهم بما فيهم من خصوصية الخُلق والخَلق لا يقدمون على قول أو فعل إلا بأمر الله بحكم الاصطفاء الإلهى لهم.. ولا يتم الاصطفاء الإلهى لهم إلا بحكم الكمالات التى أودعها الله فى قلوبهم، فتنزهوا عن أى عصيان أو زلل أو معصية.. وهو ما يصدقه قوله تعالى «والله يعصمك من الناس» «المائدة 27».. لذلك جعل الله حضرات الرسل مصادر للتأسى والاقتداء فى العديد من الآيات، مثل قوله تعالى: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة»، «الأحزاب 21»، وقوله تعالى: «قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه» «الممتحنة 3»، وكذا قوله تعالى: «لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة»، «الممتحنة 6». لذلك فإنه من الخطورة بمكان أن يفتقد المسلمون القدوة والأسوة الحسنة فى حضرات الرسل الكرام إذا ما اعتقد المسلم الكثير مما ورد فى كتب التفسير من التطاول على حضراتهم وطعنهم واتهامهم بأسوأ الاتهامات.. تارة بالكذب وتارة بالتهالك على النساء والشهوات التى يعف عنها المؤمن الصادق فضلًا عن حضرات رسل الله الكرام عليهم الصلاة والسلام، وتارة ثالثة بالأمراض المنفّرة حتى أصبحت كتب التفسير محشوة بأسوأ القصص، على حين يصف المولى عز وجل القصص القرآنى بأنه أحسن القصص فى قوله تعالى: «نحن نقص عليك أحسن القصص» «يوسف 3».. ومن البديهى أن هذه الإسرائيليات والأباطيل عن حضرات الرسل تفسد عقيدة المسلمين، وتضعف إيمانهم بما يمكّن الأعداء وعلى رأسهم اليهود من الإسلام والمسلمين، لأن الله تعالى قد كفل النصر للمؤمنين فقط كما يقول تعالى «وكان حقًا علينا نصر المؤمنين» «الروم 47».. والإيمان الصحيح يتضمن الإيمان بحضرات الرسل، كما وصفهم المولى عز وجل، لا كما تصفهم الإسرائيليات وتطعن فى حضراتهم!! ومن البديهى أن أى عمل فنى سيكون مأخوذاً من كتب التراث بكل ما تحويه من الإسرائيليات، ومن ثم سيكون بمثابة إيذاء لحضرات رسل الله الكرام وتشويه لسيرتهم الشريفة، وإيذاء لله تعالى الذى اصطفاهم وأرسلهم برسالاته، وهو ما حذر منه المولى عز وجل فى قوله تعالى «إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً»، «الأحزاب 57».. فالافتراء على أى رسول وترديد الإسرائيليات وإلقاء التهم الهوجاء جزافًا على الرسل هو من أكبر الكبائر، وهو افتراء على الله عز وجل حذر منه فى قوله تعالى «إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون» «النحل 105».. ولعل فى تحذير المولى عز وجل ما يكفى لردع أى مسلم عن التفكير فى نشر الإسرائيليات والأكاذيب المفتراة على حضرات الرسل فى شكل أفلام سينمائية أو غيرها، تحت دعوى ما يسمونه «بالإبداع».. فأى إبداع هذا الذى يفسد عقيدة المسلمين ويبرر لهم ارتكاب الجرائم والفواحش بزعم أن الرسل -وحاشا الله- قد سبقتهم إلى ارتكابها؟!.. وأى إبداع هذا الذى يبيح للناس ويدعوهم إلى الاستخفاف والاستهانة بالرسل وبالدين، كما تفعل كافة الأعمال المسماة بالفنية فى الدول الأجنبية والتى يراد التأسى بها والسير على نهجها؟!! رسل الله صنعة إلهية خاصة: يقول المولى عز وجل فى شأن سيدنا رسول الله موسى عليه السلام «وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عينى» «طه 39» ويقول أيضًا: «ثم جئت على قدر يا موسى» «طه 40».. وهاتان الآيتان وغيرهما الكثير تفيد أن رسل الله هم صنعة إلهية خاصة أن بعثهم فى حكم القدر الإلهى المقدور.. وبالتالى فإن حضراتهم هم أفضل وأكمل أهل الأرض جميعًا خَلقاً وخُلقا، وهم مصادر الاقتداء والتأسى فى كل قول أو فعل يأتونه.. فأقوالهم وأفعالهم هى بأمر إلهى ووحى من الله تعالى لحضراتهم.. فمن ذا الذى يستطيع أو يجرؤ على القول إنه قادر على تجسيد شخصية رسول هو صنعة إلهية خاصة على عين المولى عز وجل ومحفوظ ومحفوف بالعناية والرعاية الإلهية الكاملة؟!! ولقد وصف المولى عز وجل سيدنا إبراهيم بأنه خليل الله فى قوله تعالى «واتخذ الله إبراهيم خليلاً» «النساء 125».. فهل يقبل من أى إنسان يجسد شخصية الرسول وهو لا يدرى المعانى والحقائق التى تكمن وراء الوصف الإلهى لسيدنا ابراهيم بأنه «خليل الله»؟!! وهل يقبل من أى إنسان أن يصور المعجزات الإلهية التى أجراها الله على يد سيدنا إبراهيم أو سيدنا موسى أو سيدنا عيسى أو باقى حضرات الرسل، وهو لا يدرى شيئاً عن حقيقة هذه المعجزات؟!!.. إن أى تمثيل أو إخراج سينمائى يصور المعجزات الإلهية التى وردت فى آيات القرآن على أيدى الرسل لن يعدو أن يكون تشويهًا لهذه المعجزات.. وهو أبعد ما يكون عن الحقيقة، ولا يخرج عن رؤية صاحب هذا العمل الفنى المزعوم واعتقاده فى شأن هذه المعجزات!!.. أما حقيقة المعجزات فلا يدركها ولا يعلمها إلا من أطلعه الله من المؤمنين على هذه الحقيقة. ولقد بين المولى عز وجل أن حضرات الرسل هم آيات الله فى الوجود، كما جاء فى قوله تعالى عن سيدنا عيسى والسيدة مريم «وجعلنا ابن مريم وأمه آية» «المؤمنون 50».. فهل يقبل المسلم أن يقف أى إنسان ليتقمص شخصية رسول من الرسل وصفه الله تعالى بأنه «آية» لله تعالى؟!!.. إن أى تصوير أو تمثيل أو تشخيص لحضرات الرسل لا يعدو أن يكون تشويهًا وإساءة لآيات الله فى الوجود وهم حضرات رسل الله عليهم أفضل الصلاة والسلام. خصوصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينت آيات القرآن العديدة خصوصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فكلام الرسول هو وحى من الله تعالى على حكم قوله عز وجل «وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحى يوحى» «النجم 3-4».. فإذا كانت كل كلمة ينطق بها الرسول بوحى من الله تعالى.. فمن ذا الذى يستطيع أو يجرؤ على كتابة سيناريو فيلم يزعم أنه كلام الرسول والذى هو وحى من الله تعالى؟!! كما تتبين خصوصية سيدنا رسو ل الله صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى: «قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور» «المائدة 15- 16» فإذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نورًا فى ذاته.. وإذا كان الحديث الشريف عن السيدة عائشة يصف الرسول بأنه «قرآن يمشى على الأرض».. وإذا كان حضرته هو الأسوة الحسنة فى كمال الأخلاق وحسن الأدب على حكم قوله تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم» «القلم 4»، والحديث الشريف «أدبنى ربى فأحسن تأديبى».. فمن ذا الذى يستطيع أو يجرؤ على تمثيل حضرته؟!!.. وإذا كان المولى عز وجل قد بين أن الرسول ليس كسائر البشر، وأنه منسوب للذات الإلهية وذلك فى قوله تعالى «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين» «الأحزاب 40».. فمن ذا الذى يستطيع أو يجرؤ على تمثيل شخصية الرسول الذى له هذه الخصوصية الإلهية؟! ولقد بينت الأحاديث الشريفة أن رؤية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هى رؤية صادقة، وأن الشيطان لا يمكن أن يتمثل بحضرته كما جاء فى الحديث الشريف «من رآنى فقد رآنى حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بى».. وهى فضل إلهى ينعم الله به على المؤمنين فى الأمة.. ومن ثم فلا يجوز مطلقًا التشبه بالرسول أو تمثيل هيئته بأى صورة كانت فى أى عمل فنى، لأن ذلك بمثابة «تلبيس إبليس» على المسلم فى دينه وتشويه للرؤية الصادقة للمسلم إذا تفضل الله تعالى عليه برؤية الرسول.. وفى ضوء هذه الحقيقة فإن تمثيل شخصية الرسول هو عمل شيطانى يعاقب المولى عز وجل من يرتكبه ومن يدعو إليه أشد العقاب. لقد أمرنا المولى عز وجل بأن نعزز سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونوقره فى قوله تعالى: «لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً» «الفتح 9».. وهذا الأمر من الله للمؤمنين بتوقير الرسول يتعارض مع قيام أى إنسان بالتشبه بحضرته وتمثيل دوره والتحدث بلسانه الشريف. خصوصية صحابة سيدنا رسول الله وأهل بيته: وصف المولى عز وجل صحابة سيدنا رسول الله بأعظم الصفات فى قوله تعالى «محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود» «29 الفتح» وفى قوله تعالى «والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم» «التوبة 100».. وبين المولى عز وجل أن حضرات الصحابة هم مصادر التأسى والاقتداء فى قوله تعالى «أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده» «الأنعام 90».. كما وصفهم سيدنا رسول الله بأنهم نجوم للهداية فى الحديث الشريف «أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم».. واختص حضرته صحابته الكرام بأعظم الصفات مثل قوله عن سيدنا أبى بكر «ما طلعت الشمس ولا غربت على رجل أفضل من أبى بكر إلا أن يكون نبياً» وقوله «أبوبكر عينى». وكذلك قوله عن سيدنا عمر «إن الشيطان ليفر منك يا عمر».. ووصف المولى عز وجل أهل البيت بأعظم الصفات فى قوله تعالى: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً» «33 الأحزاب». ومن البديهى أن كتب التراث - وهى مصدر القصص للأفلام والمسلسلات التى يراد التصريح بها - تحفل بالطعن فى صحابة سيدنا رسول الله وأهل البيت والمدسوسات والإسرائيليات التى تسىء إلى حضراتهم جميعاً، وتنشر الفتن وسوء المعتقد عن الصحابة وأهل البيت.. ولقد حذرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المسلك أشد التحذير فى حديثه الشريف «الله الله فى أصحابى لا تتخذوهم غرضًا بعدى من أحبهم فبحبى أحبهم ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم» وكذلك فى الحديث الشريف «إذا ذكرت أصحابى فأمسكوا».. حيث يحذر سيدنا رسول الله المسلمين فى هذين الحديثين أشد التحذير من الخوض فى سيرة الصحابة وأهل البيت بما لا يليق بحضراتهم أو الطعن فيهم والافتراء عليهم.. وإذا كان المولى عز وجل يحذر من يعادى وليًا من أولياء الله أو يؤذيه بقول أو بفعل بالحرب من الله تعادى كما جاء فى الحديث القدسى «من عادى لى وليًا فقد آذنته بالحرب».. فما بالنا بمن يؤذى صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الكرام؟!! سد الذرائع وإغلاق باب الفتنة بعد أن عرضنا الكثير من المخاطر والفتن التى سوف تنشأ عن الموافقة على إظهار وتمثيل شخصيات الرسل وكبار الصحابة وأهل البيت فى الأفلام والمسلسلات السينمائية أو التليفزيونية استجابة لطلب بعض العاملين فى الحقل الفنى وتشبهًا بما يجرى فى الدول الأجنبية.. فإنما نذكر المسلمين جميعًا وعلى رأسهم العلماء والمسئولون عن اتخاذ القرار بالقاعدة الفقهية «درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة».. فهذه الدعوة المشبوهة لن تؤدى إلا إلى الفرقة وانتشار الفتن والخلافات والصراعات الفكرية بل والدموية فى المجتمعات الإسلامية فى مصر والدول الإسلامية الأخرى، فضلاً عن نشر الإسرائيليات والأباطيل وسوء المعتقد فى حضرات الرسل وفى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى كبار الصحابة وأهل البيت.. وهذه المفاسد ظاهرة أشد الظهور، ومن ثم فلا بد من درئها سدًا للذرائع.. فليس هناك منفعة من وراء هذه الدعوة المشبوهة التى لن تثمر إلا إضعاف الأمة وتفريقها فوق ما تعانيه من الفرقة والضعف، والذى نبأنا به وحذرنا منه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف «يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها قالوا أو عن قلة نحن يومئذ يارسول الله قال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل».. وإذا كانت رحمة سيدنا رسول الله تتمثل فى قوله «يوشك» أى أن هذا الأمر لن يكتمل بإذن الله، فان علينا أن نأخذ بأسباب درء الفتن وإغلاق الأبواب دونها.. ومن بينها هذه الفتنة الجديدة التى ليس لها أى مبرر والتى تطالب بإباحة إظهار الرسل وكبار الصحابة فى الأعمال الفنية والسينمائية!! خلاصة القول: إن هذه الدعوة التى برزت مؤخرًا على لسان بعض رجال السينما فى مصر للسماح بتمثيل الرسول والأنبياء ليست جديدة.. فقد ظهرت ورفضت فى مرات عديدة خلال السنوات الماضية.. ولكن خطورة هذه الدعوة فى هذا الوقت أنها تستهدف إشعال نيران فتنة جديدة تستغلها الجماعات المتطرفة والإرهابية إذا ما استجابت الدولة لهذه الدعوة الخبيثة، حيث تتهم الدولة ومؤسساتها بالتفريط فى الثوابت الدينية المستقرة منذ قرون وأبرزها عصمة رسل الله وأنبيائه، ورفض التعريض بهم فى وسائل الإعلام بأى صورة لا تليق بحضراتهم.. فضلًا عن اتهام المسئولين فى مصر بأنهم يخضعون للضغوط من المنظمات الدولية بدعوى المحافظة على حرية الرأى والإبداع والديمقراطية وغيرها من الشعارات من أجل الطعن فى الدين ومعتقدات المسلمين. ومن الجدير بالذكر أن هذه الدعوة إلى إظهار الرسل والأنبياء والصحابة وتمثيل أدوراهم فى أفلام سينمائية ارتبطت طوال العقود الماضية فى السينما الأجنبية بالدعوة إلى الفحش والممارسات غير الأخلاقية، بنشر الإسرائيليات ومزاعم اليهود التى تطعن فى حضرات الرسل، مثل سيدنا داود وسيدنا سليمان وسيدنا يوسف والذين ارتبطت بحضراتهم أسوأ المطاعن والاتهامات غير الأخلاقية.. وهو ما يريد البعض نشره فى مصر لتدمير نفوس الشباب وإفساد معتقداتهم وتقويض المجتمعات الإسلامية ونشر المفاسد فيها على النحو السائد فى المجتمعات الأجنبية. ومن هنا تبرز أهمية الموقف الذى سوف تتخذه مؤسسات الدولة وخاصة الأزهر فى مواجهة هذه الدعوات المشبوهة وعدم الاستجابة لأى ضغوط من أفراد أو مؤسسات، حفاظًا على المعتقدات السليمة وعلى وحدة الأمة واجتماع قلوبها على قلب رجل واحد. اللواء متقاعد/ حسام سويلم