كتب - إسراء الشيخ وأحمد البحرواي: ليسوا بشرا بل ذئابا في صورة بشر نزعت الرحمة من قلوبهم فلوثوا أيديهم بدماء فلذات أكبادهم.. ذبحًا..وقتلًا.. وشنقًا.. وحرقًا. حينما يتخلى الأهل عن مشاعر الرحمة والإنسانية، فيذبحوا بأيديهم فلذات أكبادهم، لمجرد خلافات زوجية أو إرضاء لأحد الطرفين أو حتى للسعي وراء المال، ليدفع بالنهاية الطفل البرىء ثمن هذه الخلافات ويموت، عدة وقائع يظهر فيها انعدام الرحمة والإنسانية بل الأبوة في حد ذاتها والتجرد من كل معاني كلمة أب، فيتحول الأب لقاتل ولكن من يقتل ؟ يقتل نفسه قبل كل شيء. أب يستخدم المشاكل الزوجية كأداة للجريمة أب يقتل ابنه لينتقم من زوجته لرفضها العودة له واختار أن يحرق قلبها فحرق قلبه هو طفل صغير كان الرابط المشترك بين الزوجين، لم يشفع للزوجين فى الاستمرار بالحياة الزوجية طويلًا، حيث بدأت شكاوى الزوجة من زوجها لعدم امتلاكه المال الكافي لتلبية احتياجاتها، والزوج يبرر عدم امتلاكه للمال بقلة الحيلة والفقر، طالبًا من زوجته أن تمهله بعض الوقت حتى يدبر حاله، لكن الزوجة أعلنت تمردها على الزوج، والخلافات دفعت الزوجة لترك منزل الزوجية وتسافر لمنزل والدتها، وحين باءت كل محاولات الزوج بالفشل قرر العودة لمنزله برفقة طفله الذى ذهب معه لإحضار والدته، وفى طريق العودة لأهل الزوجة، تخلص الأب بدم بارد من ابنه ذبحًا، وبرر ذلك بأنه كان يعتقد أن الذى يجلس بجواره زوجته وليس ابنه. أب يعذب ابنه حتى الموت وزوجته تساعده فلاح تجرد من مشاعر الأبوة الإنسانية، فقام باحتجاز طفله الذي يبلغ من العمر 10 سنوات في إحدى غرف المنزل، بمساعدة زوجته وأقاما حفلة تعذيب بالضرب بالحديد الساخن وكبلا يديه وقدميه بالحبال، ولم يكتفا بالتعذيب فقط، بل قررت زوجة الأب منع الطعام والشراب عن الطفل لمدة عشرة أيام، بسبب قيام الطفل بسبها وإهانتها. أب يقتل ابنه لإرضاء زوجته الأب ينهي معاناة زوجته من مرض طفله، وقرر أن يقيم عليه "حفل تعذيب" هو زوجته، حتى فارق الطفل الحياة متأثرا بإصاباته، بعدما فكرت زوجة الأب في طريقة للتخلص من نجل زوجها البالغ من العمر 4 أعوام بسبب مرضه ب"التبول اللا إرادي"، حينما أزعجها الطفل فلم تجد طريقة غير أن تشكوا لزوجها، الذي لم يرفض لها طلبا. أب قتل طفلته لإعاقتها الذهنية عامل قتل ابنته المعاقة ذهنيًا بلا قلب يرحم إعاقتها الذهنية بعد انفصاله عن والداتها وزواجه بأخرى، فظل يعذبها بكل وحشية، لم تكن هذه أولى الحلقات من مسلسل التعذيب لها على يد والدها، حيث اعترف باعتياده ضربها وتعذيبها بمساعدة زوجته انتقامًا من والدة الطفلة، لم يتخيل أن هذه المرة سوف تُكتب نهايتها على يده، وعثر عليها الأهالي ملقاة وبها آثار لتعذيب وحروق وكدمات متفرقة في جميع أنحاء الجسم. ولكن هل يمكن اعتبار مثل هذه الحالات ظاهرة في المجتمع هل يجب أن ندق ناقوس الخطر ؟ يجيب على ذلك علماء النفس والاجتماع والأزهر، ومنهم الدكتور فتحي القناوي الأستاذ بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية قائلا "إنها ليست ظاهرة بل حالات عارضة" مؤكدا أن مثل هذه الحالات ما هي إلا نتاج النشأة والتربية غير السليمة. وقال أحمد مختار الكيال، أستاذ ورئيس قسم علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة بنها: "لا يجوز أن نصفها بأنها ظاهرة لأنها لم تخضع للدراسة الميدانية الدقيقة"، معللًا ظهور مثل هذه الحالات بالنسبة للأب بأن الهدف من وجود الابن لم يتحقق وأنه في هذه الحالة يفقد معنى الأبوة، ويتعامل مع ابنه على أنه شخص غريب، فيصبح شخصا عاديا ومعوقا له ولمسار الأسرة، وبخصوص حالات قتل الأطفال دون سبب أرجع ذلك إلى أنه مرض نفسي وخلل عقلي وأنها حالات شاذة لا يقاس عليها، مؤكدا أنه ليست هناك أي إحصائيات بهذا الصدد تنذر بوجود ظاهرة، مؤكدا أن الوضع الاقتصادي يؤدي إلى عملية انفجار داخل الأسرة مما يدفع لمثل هذه الجرائم. وأوضح سبل التصدي لمثل هذه الأشياء في عدة نقاط: أولا: أن نوضح صراحة للناس علاقة الآباء بالأبناء والأبناء بالآباء وأن نعتني بالدفء الأسري. ثانيًا: على السينما والدراما أن تراعي أثناء الأعمال الفنية عن الجرائم عدم إيصال تصور عن الواقع على أنها جرائم وفقط وأنه انحطاط في التعامل مع الآباء والابناء. ثالثًا: المؤسسات الإعلامية يجب أن تحث على التراحم والتسامح وما شابه ذلك. رابعًا: نعيد تحديد دور الأبناء والآباء في رسم السياسة الأسرية، فقد كانت السياسة الأسرية سابقا تختلف عن الوقت الحالى كانت تسودها احترام الآباء والطاعة العمياء، لكن الآن لم يعد ينفع هذا فيجب أن ندخل حرية الرأي ومشاركة الأبناء. وأجاب الدكتور عبد الله رشدي، الداعية الإسلامي، بأن حكم الدين في قتل الآباء للأبناء أنها حرام ، وأن سبل الحد منها ينبغي أن يكون عن طريق الإعلام.