يصادف اليوم الذكرى ال50 لوفاة الفنان الكوميدي عبد السلام النابلسي، الذي ولد في 23 من أغسطس عام 1899 في لبنان، فلسطيني الأصل وعاش في مصر. كانت بدايته السينمائية في فيلم (غادة الصحراء) عام 1929، شارك مع يوسف وهبي في أفلامه كمساعد مخرج، وفي عام 1947 تفرغ تمامًا للتمثيل فدخل مجال الكوميديا، حيثُ كانت موجة الأفلام الكوميدية هي السائدة في ذلك الوقت. شارك النابلسي الكوميديان الرائع إسماعيل ياسين في أفلامه وعملا كثنائي ناجح سويا، ومن أشهر أفلامهم (حلاق السيدات) وشاركتهم البطولة زينات صدقي، ستيفان روستي، وفيلم إسماعيل ياسين في الجيش، شاركتهم في البطولة سميرة أحمد، عبد المنعم إبراهيم، وفيلم إسماعيل ياسين في البوليس الحربي الذي شاركت فيه فريدة فهمي، رياض القصبجي. وشارك مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في العديد من الأفلام الناجحة وترك فيها بصمة كوميدية خاصة بجانب رومانسية عبد الحليم ومنها :فيلم (يوم من عمري) وشاركتهم في البطولة الفنانة زبيدة ثروت ومحمود المليجي، وفيلم (حكاية حب) بطولة الفنانة مريم فخر الدين، وفيلم (ليالي الحب) بطولة الفنانة آمال فريد. وبعد نجاحه الساحق في مجال التمثيل، وأصبح الفنان الكوميدي الأول في مصر، عمل مديرًا للشركة المتحدة للأفلام في لبنان، وساهم في زيادة عدد الأفلام المنتجة هناك، وأهمها فيلم (شارع الحب) وشاركته فيه الفنانة الكبيرة صباح. لم يدم النجاح والاستقرار المادي والمهني طويلًا.حيث أعلن إفلاسه بعد أن أفلس البنك الذي كان يدخر فيه أمواله، ومن هنا بدأت رحلته مع المرض، وعانى طويلًا من آلام المعدة. وبالرغم من معاناته مع المرض سافر إلى تونس ليشارك الفنانة صباح في فيلم (رحلة السعادة) بسبب حاجته للمال، وبعد عودته من تونس أخذت حالته تزداد سوءًا إلى أن إمتنع عن الطعام تماماً قبل أيام من رحيله ، وكانت ليلة 5يوليو 1968 الليلة الأخيرة في حياة النابلسي، التي شهدت إسدال الستار عن معاناته ومرضه وإفلاسه، وتولى المطرب وصديق عمره الفنان فريد الأطرش تكاليف الجنازة، وكشفت زوجته بعد وفاته أنه كان مريضاً بالقلب لكنه لم يعترف بهذا المرض أبداً حتى لا يتجاهله المخرجين والمنتجين. رحل عبد السلام النابلسي تاركا إرثا فنيا، فقد أحب الفن وأخلص له في صحته ومرضه، وأدخل الفكاهة على قلوب الكثير من الجماهير، فستظل روحه الخفيفة وبسمته المشرقة عناصر تدرس لمن يريد أن يحذو حذوه في الكوميديا وحب الفن.