كتبت إيمان الشعراوى: حققت ثورة ال30 من يونيو انجازات كثيرة على الصعيد السياسي، حيث استعادت مصر مكانتها وريادتها في العالم واستردت هويتها المصرية التي سعت جماعة الإخوان الإرهابية إلى سلبها وتشويهها، فضلا عن استكمال الاستحقاقات الدستورية التي نصت عليها خارطة الطريق والسير في اتجاه دولة مدنية ديمقراطية حديثة. الدستور في يناير عام 2014 صدر الاستحقاق الأول من خارطة الطريق بصدور دستور جديد للبلاد، حيث بدأ تنفيذه بتشكيل لجنة وطنية برئاسة عمرو موسى لتعديل الدستور، وتم اجراء استفتاء بعد أن وافقت عليه لجنة الخمسين فى 2 ديسمبر 2013. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات، المشرفة على إدارة عملية الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد أن أكثر من 19 مليون ناخب صوتوا ب«نعم» فى الاستفتاء على الدستور، وهو ما يعادل نسبة 98.%. الانتخابات الرئاسية تعتبر ثانى استحقاق انتخابى ضمن خارطة الطريق، والتي فاز فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى 2014 بعد تقدمه باستقالته من القوات المسلحة على منافسه حمدين صباحي أحد النشطاء السياسيين، وشهدت الانتخابات منافسة بين المرشحين، وأعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات النتيجة النهائية بفوز المرشح عبدالفتاح السيسى رئيسا لمصر بنسبة 96.94%. الانتخابات البرلمانية هي ثالث استحقاق انتخابى شهدته خارطة الطريق التى مثلت فيها المرأة أعلى نسبة في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية. حيث أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فتح باب الترشح لانتخابات مجلس النواب من 1 حتى 12 سبتمبر، على ان تجرى الانتخابات على مرحلتين الأولى يومى 18 ، 19 أكتوبر والثانية يومى 22 و23 نوفمبر. وجاء إجمالى عدد النواب المنتخبين 568 نائبا منهم 325 نائبا مستقلا و243 حزبيا يمثلون 19 حزباً سياسياً. وجاءت نسبة الشباب داخل البرلمان غير مسبوقة فى تاريخ مصر، حيث إن هناك 60 نائبا منتخبا تحت سن ال 35 سنة، و125 نائبا تتراوح أعمارهم بين 36 و45 عاما، ليصبح إجمالى عدد الشباب تحت قبة البرلمان 185 نائبا بنسبة 32.6% من إجمالى عدد النواب لتقترب من الثلث، كما أن نسبة تمثيل المرأة داخل مجلس النواب هى الأعلى أيضا فى تاريخ مصر، حيث بلغ عدد النائبات داخل البرلمان 89 نائبة منهن 75 منتخبة و14 معينة. انتخاب السيسي لولاية ثانية أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم عن انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية ولاية ثانية لرئاسة مصر بعد فوزه بنسبة 97.08 % من الأصوات الصحيحة. وشهد العالم بنزاهة هذه الانتخابات، حيث صارت العملية الانتخابية على ما يرام ولم تخطر الهيئة بأى مخالفات سوى بعض الشكاوى التى لم تؤثر على سير العملية الانتخابية ولم يتقدم أحد بطعن على أى قرار من قراراتها. استعادة مكانة مصر حرصت مصر منذ ثورة 30 يونيو على إعطاء الأولوية لرعاية مصالحها الحيوية، وسرعة استعادتها مكانتها ودورها المحوري وقوة تأثيرها في حل القضايا والمشكلات الإقليمية والعالمية، مؤكدة التزامها بالمبادئ والقيم التي تحكم العلاقات الدولية وترتكز على التعاون السلمي البناء في حل المشكلات وتنمية العلاقات وفق قواعد الاحترام المتبادل ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، مع توضيح رؤيتها وتأكيد موقفها الثابت في المساهمة في حل كافة القضايا الإقليمية والدولية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية. استرداد هوية مصر استعاد الشعب المصرى من خلال ثورة ال30 من يونيو هويته وصوب بها مساره ليثبت للعالم أجمع أن إرادته لا يمكن كسرها أو كبحها وأن عزيمته راسخة لتحقيق تطلعاته المشروعة فى حياة أفضل ومستقبل مشرق لأبنائه. الفئات المهمشة سياسياً أقر الدستور المصرى ضرورة وجود تمثيل مناسب للفئات المهمشة فى المجتمع سواء بالنسبة للمرأة أو الأقباط أو الشباب وذوى الاحتياجات الخاصة والمصريين بالخارج، حيث تنص المادة رقم 244 على أن «تعمل الدولة على تمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوى الإعاقة والمصريين المقيميين فى الخارج، تمثيلاً ملائماً فى أول مجلس للنواب يُنتخب بعد إقرار هذا الدستور، وذلك على النحو الذى يحدده القانون». وتقول الكاتبة سكينة فؤاد، إن ثورة الثلاثين من يونيو، كان لها عدد من الانجازات على الصعيد السياسي، موضحة أنها منعت استكمال المخطط الامريكي الصهيوني ومنعت تفكيك مصر، فضلًا عن الحرب على الارهاب الذي قادها جيشنا هو واحد من اقوى جيوش العالم والذي ما زال يواصل مواجهة الارهاب وتجفيف منابعه. وأشارت فؤاد، إلى أن الثورة واجهت ميراثا كبيرا من الفساد عانى منه المصريون على مدار سنين، فضلًا عن التأكيد على إرادة الشعب المصري لأنه الصانع الحقيقي لثورة ال30 من يونيو. وأضافت فؤاد، أن أبرز الانجازات كان فتح افاق العلاقات المصرية وانهاء احتكار وسيطرة القرار الامريكي وعودة مصر قلبا نابضا لقضايا امتها العربية، بالإضافة إلى عودتها لافريقيا وتنويع مصادر التسليح وعودة مصر لكونها رقماً صحيحا في المعادلة ومواصلة تدعيم اركان الدولة .