واستطرد صديقى محمد بدوى البورسعيدى الحر حديثه متسائلاً: احنا ليه ياعم أحمد ناسيين السفارة الأمريكية والسفارة الإسرائيلية؟ قلت: مش فاهم. فصرخ فى وجهى قائلاً: عيب عيب ياعم أحمد تقول إنك مش فاهم واحنا معتبرينك أبوالمصريين. قلت: بالراحة على يامحمد ولازم تراعى السن. ضحك وقال: ربنا يديك طولة العمر عشان البلد دى وشعبها اللى بيحيك زى عينيه ويمكن أكثر. ثم أكمل متسائلاً: يدخل دماغك برضه ان واحد بورسعيدى يرفع علم إسرائيل. قلت: لا يا محمد ما يدخلش دماغى ولا دماغ أى مخلوق. قال: هل تعلم ياعم أحمد إن بورسعيد مفروض عليها حصار زى حصار قطاع غزة بالضبط، نفس الأسلوب ونفس الطريقة.. ماسألتش نفسك عن العلاقة بين الحصارين؟ قلت: صحيح ياواد يامحمد كلنا فاتت علينا الحكاية دى. قال ضاحكاً: أليس فيلم من رجل رشيد. قلت ضاحكاً: رشيد فى السجن دلوقتى قال: واللا ما حد فى السجن دلوقتى غير الشعب المصرى الطيب. قال: أول مرة اخترقت طائرة أمريكية المجال الجوى لمصر المحروسة «على رأيك» وهبطت فى المطار بدون إذن، وحملت الجواسيس وخلعت وسابتنا فى حيص بيص نضرب أخماس فى أسداس انتظرنا البرلمان المنتخب ينطق يقول تلت التلاتة كام ما فتحش بقه لغاية وقتنا هذا قلنا البركة فى المجلس العسكرى المفروض علينا من شيخ المنسر حسنى مبارك المخلوع طلع ما عندوش أى نوع من أنواع البركة قلنا بس ما فيش بقى غير حكومة الدكتور الجنزورى هى دى اللى عليها القصد والنية برضه شرحه مافيش نفس خارج أو نفس داخل المذكورة عبارة عن جثة بتحكم بلد فى حالة ثورة ودى برضه من عجايب مصر المحروسة. قلت: والأعجب ياواد يا محمد اننا كل مادا بنحبها اكثر انت فاكر وكل يوم فى حبك تزيد الممنوعات وكل يوم باحبك أكتر من اللى فات قال لى: ودا كلام يتنسى برضه ياعم احمد.. وهل تعلم يا عم أحمد ان ستة وعشرين نوع من الأدوية اتمنع دخول لها أثناء الحصار وتسببت فى موت مجموعة من المرضى؟ قلت: مع الأسف نحن لا نعلم هنا عما يدور داخل المدينة الباسلة. فضحك قائلاً: وحياتك ولا داخل القاهرة عاصمة مصر المحروسة ضباب ياعم ضباب. قلت: قريباً سينقشع الضباب بإذن الله وعزيمة الثوار صدقنى يا محمد ان ما نعيشه الآن هو مجرد ظرف طارئ.