1 قرأنا فى جريدة الأهرام بتاريخ 11/10/2011 خبراً يقول «تنفيذ عقوبة الإعدام فى الكمونى مرتكب مذبحة قنا».. ولم نتذكر من هو هذا الكمونى الذى أعدم!! وجاء بعد ذلك فى الخبر أنه قام بإطلاق الرصاص عشوائياً على مجموعة من إخواننا الأقباط ليلة 6 يناير 2011، أثناء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وأسفر عن مصرع 7 أفراد منهم مسلم واحد وإصابة آخرين. 2 قرأنا أيضاً عن البلطجى الذى قتل ضابط الشرطة الشهير حازم محمود عزب، على الطريق عندما طلب منه الضابط إظهار رخص السيارة التى يقودها وقبض على القاتل واعترف وكان ذلك حوالى شهر سبتمبر 2011!! 3 قرأنا عن القبض على الجناة الذين قتلوا الشهيد ملازم أول شرطة محمد محمد موسى يوم الجمعة 23/3/2012!! 4 قرأنا خبر بتاريخ 29/3/2012 حول القبض على الجناة فى حادث مقتل ضابط الشرطة بالقليوبية الشهيد ملازم أول أسامة كامل محمد وإصابة أمين الشرطة عبده عاطف!! 5 قرأنا أياً عن القبض على قتلة نرمين خليل، مديرة إدارة الموارد البشرية، فى المهندسين لسرقة سيارتها!! 6 قرأنا كثيراً عن حوادث قتل وسرقة سيارات وخطف واغتصاب وسرقة البنوك وعربات نقل الأموال وتهريب السلاح وسرقة البنزين والسولار وبيعها فى السوق السوداء وأنه تم القبض على الجناة!! نسمع فقط عن القبض ولا نسمع عن القصاص!! 7 عندما تتدفق مياه نهر فى مجراه ولا يتم تصريف هذه المياه بالسرعة نفسها والكمية فإن المياه تفرق الأراضى التى يمر بها النهر!! 8 هناك سباق بين الجريمة والقصاص، وعندما يكون طوفان الجريمة أسرع وأكبر من القصاص والعدالة فإن ميزان الأمن يختل وتصبح للجريمة اليد العليا!! فى الظروف العادية فى أى مجتمع هناك توازن بين القصاص والجريمة إلى حد ما يحقق قدراً معقولاً من الأمن والأمان للمواطن.. ولكن فى الظروف غير العادية التى نعيشها الآن فى هذا الانفلات الأمنى لا يصلح فيها هذه المواجهة الطيئة!! الظروف العادية لها إجراءات والظروف غير العادية لها إجراءات!! 9 كم بلطجى قاتل استحق عقوبة الإعدام ونفذ فيه الحكم منذ بداية ثورة 25 يناير حتى الآن غير الكمونى بعد محاكمات استغرقت حوالى عشرة شهور؟!! وهذا الحكم والتنفيذ قيل إنه لأسباب تتعلق بالاحتقان الطائفى!! صدرت أحكام كثيرة عسكرية وغيرها بالسجن حتى المؤبد على بعض البلطجية دون أن يشكل ذلك الردع المطلوب لأن السجن متعود عليه البلطجى الذى يفخر دائماً بأن السجن للجدعان أما الإعدام لجرائم القتل وتهريب السلاح فهو الرادع الفعال وكذلك تغليظ العقوبات وتنفيذ الأحكام بسرعة!! 10 إذا كانت القضايا أكثر من إمكانيات المحاكم فلماذا لا تخصص محاكم خاصة استثنائية للبت فى هذه الجرائم فى أسرع وقت لكى يشكل الردع المطلوب؟!! 11 هناك بلطجية جدد دخلوا ساحة البلطجة لسهولة ارتكاب الجريمة وضعف مواجهتها وكثرة السلاح المهرب داخل البلاد الذى يفوق جرمه جرائم القتل الفردية لأنه يؤدى إلى قتل جماعى! لا سبيل لمكافحة ذلك إلا تغليظ عقوبة تهريب السلاح إلى الإعدام أيضاً!! يمكن التوصل بسهولة إلى كل هؤلاء وبمساعدة المواطنين بالإعلان عن أرقام تليفونات لاستقبال البلاغات مع التعهد بعدم إظهار المبلغ والإعلان عن مكافآت لمن يبلغ والتحذير بالعقوبات عن البلاغات الكاذبة!!. 12 بمناسبة الحديث عن البلطجة فى الشوارع فإنه يجب الإشارة إلى البلطجة الإعلامية التى تقوم بدور كبير فى زرع البلبلة والفتنة والفرقة بين المواطنين سواء بسذاجة وحسن نية أو سوء نية لأغراض شخصية أو تحقيق أغراض خارجية أو الادعاء باحتكار الحقيقة أو الاستعراض الشخصى والانفلات الأخلاقى وقلة الأدب!! وإلى متى يستمر تحريض المواطنين الأبرياء على خرق القانون وإشاعة الفوضى؟!! أين الردع هنا؟!! 13 الإخوة نجوم الفضائيات يفكرننا بأم دجدج الندابة التى كانت تدعو السيدات فى مناسبات العزاء إلى البكاء ولطم الخدود!! ولا يوجد رادع ذاتى لتغليب مصلحة الوطن العليا، كما لا يوجد رادع خوفاً من الاتهام بمحاربة حرية الرأى!! 14 مر على قيام الثورة حوالى أكثر من سنة ومازال الانفلات الأمنى والاعتصامات الفئوية التى كادت تفلس البلاد والمظاهرات وزاد عليها أخيراً خطر جديد اسمه الألتراس الذى نشأ فى غفلة من الزمن على الفوضى والتعصب الأعمى فى مباريات كرة القدم ثم تحول إلى فوضى من أجل أى شىء وكأن البلاد كانت ناقصة فوضى!! إدارة الأمور فى كل البلاد حتى المتقدمة تستخدم السياسة مع العصا لأن حقوق الوطن أهم من حقوق المجرم والمخرب. --------- خبير في الشئون الاستراتيجية