كتب - عبدالحميد الصياد: بوجه بشوش، وبابتسامة دائمة على وجهه، ودندنة لا تفارق شفتَيه، يستقبلك المبتهل الشاب ذو الثلاثين عاماً، تتأمل وجهه إذا كنتَ من عشّاق فن التواشيح والابتهالات الدينية، فتميّزه على الفور، وتدرك أنه صاحب ذلك الصوت الرخيم العذب، الذى يشدو على أثير إذاعة القرآن الكريم. كانت نشأة المبتهل الشاب الشيخ شريف عبدالمنعم خليف، المحاسب بأحد البنوك الحكومية بالقاهرة، فى كُتاب والده لها أثر عظيم فى صقل موهبته، فقد ظهرت بوادر الموهبة مبكراً بإلقاء التواشيح والابتهالات والأدعية الدينية، ما دفع والده للاعتناء به، وتنمية تلك الموهبة، حيث قام فى البداية بتحفيظه القرآن الكريم، وكان كثيراً ما يصطحبه معه فى مجالس العزاء وحلقات الذكر والإنشاد، ليروى ظمأه وشغفه من هذا اللون من الفن، بل قام بتقديمه فى الخامسة عشرة من عمره للجمهور، بقرية «أم دينار» فى الجيزة والقرى المجاورة، كقارئ للقرآن الكريم ومبتهل فى العديد من المناسبات. وكعادة أصحاب المواهب الذين يريدون لها أن ترى النور، أخذ ينهل المبتهل الشاب، مواليد عام 1988، خريج كلية التجارة بجامعة القاهرة، من مَعين عدد من مشايخ هذا الفن الأصيل، على رأسهم الشيخ على محمود، والشيخ محمد الفيومى، والشيخ محمد عمران، وغيرهم من عمالقة الإذاعة. أما عن حلم حياته الذى تحقق، وأمنية والدَيه التى انتظراها بفارغ الصبر، وهى الالتحاق بإذاعة القرآن الكريم، فيقول المبتهل الشاب: «بدأت رحلتى مع أمنيتى بالالتحاق بالإذاعة المصرية، حينما تعرفت على عملاق الابتهالات الشيخ محمد الهلباوى، رحمه الله، المبتهل الكبير بالإذاعة المصرية، عام 2009، وحينما استمع إلى صوتى لمحت علامات الإعجاب على وجهه، وشجّعنى كثيراً، بل قام بتدريسى فن المقامات الصوتية، فأنا تلميذه وأفتخر بذلك، وحينما تأكّد رحمه الله أننى أُتقن هذا الفن تماماً، حثّنى على التقدم إلى الإذاعة عام 2010، وبفضل من الله اجتزتُ جميع الاختبارات، بل أيقنت أن الله لا يُضيع أجر مَن أحسن عملاً، حينما أثنى على أدائى أعضاء لجنة الاختبارت جميعاً». اهتمّ الشيخ شريف بالموسيقى، وتعاون مع عدد من الملحنين الموسيقيين، منهم الملحن حسام صقر، كما اعتزم أن يقدم كلمات جديدة لمحبّيه وعشّاقه، فتعاون مع عدد من الشعراء، منهم محمد على راشد، وأبوطالب محمود، وطارق إسماعيل. وفى فجر يوم مشرق، صبيحة يوم جمعة مبارك، وفى حضرة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين، بمسجده الشريف، ما بين المنبر والمقام، وبجوار والده الشيخ الوقور، وسط جمع غفير من أهله ومحبّيه وأهل قريته، وبدموع اختلطت بمشاعر الفرح، غرّد الكروان الصغير، الشيخ شريف، فى أول ابتهال له على أثير إذاعة القرآن الكريم بمناسبة هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، يوم 15 سبتمبر عام 2017 قائلاً: حِفظُ العبادِ على الكريمِ قضاه ربُ العبادِ وما لنا إلا هو فاستبشروا بالبيعِ يا آل التُّقى إن الذى أوفى العهودَ اللهُ هذا يقينُ نبينِا فى ربهِ بالهجرةِ الغراءِ قد نجّاهُ وناشد المبتهل الشاب الدولةَ تشجيع شباب المبتهلين أُسوة بغيرهم من أصحاب الفنون الأخرى، حيث يرى أن الجيل الحالى من المبتهلين ستكون لهم بصمة واضحة فى هذا المجال، إذا ما تم دعمهم مادياً ومعنوياً.