وكيف لك أن تبوح بالحزن والوجع ، لاتبح ...فمن عينيك يطل الشجن ، تهفو لحضن أمك ، للضحك واللعب ، للمسة فوق رأسك ، لقنديل يضئ دربك فتبصر ، لكنك ستكبر حتما ، وتتذكر أن القلوب البيضاء كانت أحنّ ، حين ضمّت فؤادك العصفور ، تبثك السكينة والأمان ، أحبّتك وبين الرموش كان موئلك ، قلوب دافئة تتوق للعطاء فلا تتجمل اليوم لليتيم نسرع الخطى ، الدفء والحب قبل الخبز دائما ، الطفل هدية الله للوالدين ، ينعمان بأجمل ماصنع الله ، يسبغان عليه من الحنان ، من حسن الخلق ، فإذا فقد الولد أمّه أو أبواه فالوحدة رفيق أبدىّ ، وياول من يكون الشارع مأوى له ، أو من يضطر للعيش فى كنف زوجة أبيه أو زوج أمه ، وكانا بلا رحمة بلا مشاعر بلا حب فحدائق الأشواك وسادته ، المر شرابه ، الخوف أحلامه ، تضيق به الأيام ، ضائع تائه ، قصص تروى عن ذاك وتلك ، أطفال لم تحظ بعطف كان الشيطان فى الطريق إليهم ، مرتديا ثوب طبيب تجرد من كل دين هكذا حدث بالأسكندرية وتحديدا بمنطقة العطارين حين راح هذا الطبيب فى أبشع جريمة أخلاقية ، يستدرج أطفال الشوارع الفقراء المحرومين من الوالدين ، من الأسرة ، من الأهل ، الخال والعم ، يستدرجهم من أجل إستئصال أعضائهم البشرية ، والتبرع بالدم ، يتم ذلك داخل أحد المراكز الطبية الشهيرة بسموحة ، يغريهم بالمال ، ينتزع الأعضاء ثم يتنكر للوعود ، إضطر بعض أطفال الشوارع للإبلاغ عنه لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده ، مات الضمير والضحية أطفال بلا عائل ، أيتام ربما لكن ليس كل يتيم من فقد والديه ، قد يشعر باليتم ووالديه على قيد الحياة من تنكرا لفلذات أكباده ، وقذف بهم الى الشارع ، فيتلقفهم أصدقاء السوء حيث الإدمان والإجرام ، النوم فى الطرقات ، أسفل الكبارى وأعلاها ، وفى مقابل عشرة جنيهات ووجبتين رأيناهم فى المظاهرات يلقون بكرات اللهب تحرق الوطن ، مأجورين أينما حل الهدم والتخريب ، قسوة الأهل والزمن تغتال البراءة فتموت الأحلام ، ملايين الأطفال يجوبون الأرصفة ينقبون عن بقايا أطعمة الأغنياء فى صناديق القمامة ، يتسولون ، مرضى يمزقون الأفئدة فى يوم اليتيم فلنمد اليدا ، نحنو عليهم برفق ، ولنتذكر أنهم ضحية الفقر والجوع والعشوائيات ، ضحية الجهل والحرمان من كل متع الحياة ، حفاة يتوقون للحلوى ورداء العيد ، لنتذكر أطفال الشقاء والوحدة أيتاما كانوا أو أطفال شوارع ، فى يوم اليتيم لم تعد تجدى الكلمات والخطب ، الشعر والنثر ، الصور والتذكار ، الحب قبس من نور إن أظلم الطريق ، من المؤكد سيتبدل المسار