تتابعت فى سلطنة عُمان مناقشات وحوارات عميقة وبناءة أوضحت تميز الإعلام العمانى بالحيوية والقدرة على التطور والاستفادة من التقدم التقنى فى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، مع العمل على توظيفها لدعم استراتيجية التنمية مع إتاحة كافة السبل لكفالة حرية التعبير المقترنة بالمسئولية، وفقًا للسياسات التى يوجه بتنفيذها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان. كان محور هذه الحوارات البيان الذى ألقاه الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسنى، وزير الإعلام أمام مجلس الشورى، خلال جلسة اعتيادية عقدها المجلس، حيث استعرض العديد من المحاور الاستراتيجية، وفى مقدمتها: السياسة الإعلامية من حيث الرؤية والأهداف وآليات التنفيذ والتطلعات، وجهود الوزارة فى التعامل مع الإعلام الجديد انطلاقًا من قيم ومبادئ المجتمع العمانى، إلى جانب تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية وصقل مهاراتها وتجويد أدائها. كما أكد أيضًا الاهتمام العميق بتفعيل الشراكة الاستراتيجية بين الإعلام ومختلف قطاعات المجتمع ومؤسساته حسب السياسة العامة للإعلام، حيث يتم الحرص على تهيئة وتطوير البيئة التشريعية بما يتواكب مع الظواهر الجديدة فى مجال الإعلام الإلكترونى ووضع التشريعات لمكافحة القرصنة، وتفعيل المواثيق والمبادئ الأخلاقية المنظمة للممارسة المهنية للإعلام الإلكترونى بما يعزز حرية التعبير المقترنة بالمسئولية عبر تجديد القوانين والتشريعات، وإيجاد ميثاق شرف للمهنة الإعلامية، إضافة إلى إنشاء مركز للتدريب والتأهيل المستمر لتطوير الأداء الإعلامى، وإنشاء مركز متكامل للرصد وقياس الرأى العام يتمثل فى مركز الإعلام المجتمعى. تناولت المناقشات عدة محاور فى مقدمتها: واقع الإعلام العمانى من حيث الرؤية والأهداف والآليات التنفيذية والتطلعات، إضافة إلى خطط وبرامج إعداد الكوادر الوطنية، وكذلك دور وكالة الأنباء العمانية ومؤسسة عمان للصحافة والنشر فى تنفيذ السياسة الإعلامية، وجهود الملحقيات الإعلامية فى إيصال رسالة السلطنة لدول العالم، وتحدث البيان عن الاستثمار الإعلامى الخاص وآليات وبرامج الوزارة فى تشجيعه، وجهودها فى دعم ومساندة مؤسسات المجتمع المدنى ذات العلاقة. أكد الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسنى الحضور الإعلامى للسلطنة من خلال مختلف منصات الإعلام المجتمعى عبر حسابات الوزارة، ووكالة الأنباء العمانية، ودعم حسابات المؤسسات الإعلامية الأخرى بالتنسيق مع مركز التواصل الحكومى، والتخطيط لإطلاق منتدى حوارى سنوى يناقش قضايا الإعلام الإلكترونى بصورة عامة وقضايا الإعلام المجتمعى بصورة خاصة. وفى اتجاه موازٍ يتم العمل على تحديث سياسات التعامل مع الإعلام الجديد، انطلاقًا من قيم ومبادئ المجتمع العمانى، وتهدف إلى تحقيق عدة أهداف تتمثل فى العمل على حضور السلطنة فى مختلف الوسائط الإلكترونية وإبراز المنجزات والهوية العمانية والترويج لمختلف قطاعات التنمية، والمساهمة فى رفع مستوى وجودة المحتوى العمانى، والعمل على أن تكون مصدرًا معتمدًا للمعلومات. فى هذا الإطار تم تنفيذ عدد من المشاريع والمبادرات فى سبيل ذلك. أهمها استكمال مشروع التحول الرقمى عبر إطلاق بوابة إعلامية ستكون مصدرًا للمعلومات من خلال نشر البيانات الصحيحة والموثوقة عن السلطنة، وسيتم تدشينها خلال الأشهر القادمة بعدد من اللغات ستصل مع نهاية عام 2022 إلى عشر لغات عالمية. فى نفس المسار يتم تبنى استراتيجية واضحة وتتبعها الوزارة من أجل تحقيق رسالتها التى من بينها بناء نظام إدارى ومالى مرن فى المؤسسات الإعلامية يتسم بالكفاءة والفاعلية، ويحقق متطلبات اختصاصات هذه المؤسسات وخططها، وتطوير الرسالة الإعلامية بما يتفق وحاجات الجمهور وأولوياته، مع الأخذ فى الاعتبار تنوعها وجودتها وجاذبيتها وتعزيزها لعملية التنمية وتطوير التشريعات الإعلامية والمواثيق المهنية المنظمة للعمل الإعلامى فى السلطنة بما يحقق تطوير الأداء الإعلامى الحر والمسئول، مع تطوير رؤية وطنية حول عملية الاستثمار فى المجالات الإعلامية المتنوعة. على ضوء ذلك تتكامل الجهود من أجل تطوير الأداء الإعلامى بما يعزز من مكانة سلطنة عُمان داخليًا وخارجيًا نتيجة تنظيم العمل الإعلامى والارتقاء بأداء الإعلاميين والالتزام بتقديم خدمات ذات فعالية وكفاءة عالية. وفى اتجاه مواز كثفت وزارة الإعلام جهودها لتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، من خلال إقامة الدورات التدريبية داخل السلطنة وخارجها، مع الحرص على إشراكهم فى الندوات والمؤتمرات وحلقات العمل ذات الصلة بالجانب الإعلامى. لذلك شاركت الوزارة خلال السنتين الأخيرتين فى نحو 164 دورة تدريبية داخلية وخارجية، وبلغ عدد المشاركين فيها 951 مشاركاً. من أبرزها برنامج مهارات التعامل مع وسائل الإعلام عبر خمس مراحل، كما تم إيفاد عدد من الإعلاميين من عدة جهات على نفقة الوزارة لحضور ورش عمل ودورات تدريبية. كما تبذل الوزارة جهودًا مستمرة لتطوير أداء موظفيها وكافة الصحفيين والإعلاميين العاملين فى القطاع الإعلامى العام والخاص سعيًا لتمكينهم من اكتساب مختلف المهارات وهو ما يأمل أن يتم تفعيله بشكل أكبر عبر مركز التدريب الإعلامى. من جانبها، واصلت وسائل الإعلام الخليجية والعربية الاهتمام بمتابعة أصداء البيان. ركزت العديد من وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعى على أنه تضمن العديد من الحقائق الإيجابية والإنجازات المهمة. أوضحت التحليلات أن البيان عكس كفاءة الإعلام العمانى وقدرته على التطور والاستفادة من التطور التكنولوجى والعمل على توظيفه لخدمة التنمية والمجتمع، وهو ما يتم التعامل معه برؤية واضحة وخطوات مدروسة، بما فى ذلك إعداد الكوادر الإعلامية المتخصصة وتعزيز حرية التعبير المقترن بالمسئولية، حيث أوضح الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسنى أن النقد مقبول ولكن الإساءة مرفوضة، وأن الإعلام العمانى يتجه نحو المستقبل من منطلق إدراك أهمية وضرورة تعميق وتوسيع الشراكة بين الإعلام وقطاعات وهيئات المجتمع المختلفة، باعتبار أن الإعلام فى النهاية يعبر عن مصالح وتطلعات الدولة والمجتمع والمواطن. كما أكدت وسائل الإعلام فى السلطنة أهمية محتوى البيان. من جانبها، ثمنت جريدة عمان قيام مجلس الشورى، فى إطار مهامه واختصاصاته، باستضافة الوزراء لإلقاء بيانات حول أنشطة الوزارات فى قطاعات محددة، وأكدت أهمية نقل هذه البيانات والمناقشات عبر وسائل الإعلام المختلفة، بوصف ذلك يعتبر أسلوباً على جانب كبير من الأهمية فى الممارسة الديمقراطية من ناحية، وفى تحقيق درجة عالية من التواصل والتفاعل بين الحكومة والمواطنين، عبر مجلس الشورى من ناحية ثانية. ويعكس ذلك الاهتمام المجتمعى واسع النطاق بتلك البيانات والمناقشات المصاحبة لها، خاصة أنها تلقى الكثير من الضوء على الجهود المبذولة من جانب الحكومة على صعيد التنمية المستدامة فى القطاعات المختلفة. فى هذا الإطار شهد مجلس الشورى، على مدى يومين، مناقشات اتسمت بالوضوح والصراحة، وبالمتابعة الواعية من جانب أعضاء المجلس لأنشطة الإعلام العمانى بجوانبه ووسائله المختلفة، وما يقوم به من إسهام فى تحقيق وتوفير نافذة واسعة للاطلاع وللتواصل والتفاعل بين المواطن العمانى وما يجرى من حوله من تطورات، على الصعيدين الداخلى والخارجى، مع التعبير عن مواقف السلطنة وسياساتها حيال مختلف التطورات الجارية من حولها، بوضوح وصراحة وبعيدًا عن الضجيج، وبحرص دائم أيضًا على تحقيق السلام والاستقرار والازدهار لكل الدول والشعوب الشقيقة والصديقة فى المنطقة ومن حولها. نوهت التحليلات بأهمية العديد من المرتكزات المهمة التى تضمنها البيان وفى مقدمتها: دراسة مقترح إنشاء مدينة إعلامية ذكية بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، وإصدار تصاريح لعدد من الإذاعات الأهلية، وإنشاء مركز للتدريب الإعلامى، وتفعيل الشراكة بين وزارة الإعلام ومركز اتصالات الخدمات الحكومية، وتطوير الرسالة الإعلامية بما يتفق مع احتياجات الجمهور وأولوياته، مع العناية بوسائل الإعلام الجديد والتفاعل معها وتطوير أدواتها وعناصرها البشرية، وبما يحقق فى النهاية التعبير عن الهوية العمانية والحفاظ على التاريخ والتراث والقيم العمانية وهو ما يؤكد عليه دومًا السلطان قابوس بن سعيد.