أعلن ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، أمس الثلاثاء، قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإيران، على خلفية دعم الاخيرة لجبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، مؤكدًا أن المغرب ستغلق سفارتها بطهران، وستطرد السفير الإيراني في الرباط. وذكر سعد الدين العثماني، رئيس الوزراء المغربي أن قرار قطع العلاقات مع إيران "مغربي خالص" بعد أن ثبت بأنها تدعم جبهة الانفصاليين عسكريًا بشكل مباشر وغير مباشر. وجبهة البوليساريو أو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، تأسست عام 1973م، وتهدف لتحرير الصحراء الغربية من السيادة المغربية وفقًا لما تراه الجبهة بأنها استعمارًا، لتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وبدأ الصراع حول هذا الملف منذ انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية سنة 1975، وبسطت المغرب سلطتها الإدارية عليها، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل جبهة البوليساريو التي تعتبر الرباط "بلدا محتلا" وتطالب باستقلال الصحراء وخروجها عن سيادة الدولة المغربية. وتوالت الصراعات بين المغرب وجبهة البوليساريو على مدار ثلاث عقود، ومن ثم عقد مفاوضات لحل مشكلة الصحراء والتي باءت بالفشل من قبل منظمة الوحدة الأفريقية ومنظمة الأممالمتحدة للوصول لحل سلمي، إلا أن الخلافات عادت مجددًا خلال الاسابيع القليلة الماضية بعد إتهام المملكة المغربية لإيران بدعم جبهة البوليساريو. وقال محمد محسن أبو النور، الخبير في الشئون الإيرانية، إن قرار المغرب بقطع العلاقات مع إيران يعد السمة البارزة في تاريخ العلاقات بينهما منذ نجاح الثورة الايرانية عام 1979م، مشيرًا إلى أن هناك حالة عداء بين الخميني الرئيس الايراني، وملك المغرب الحسن الثاني، وانقطعت العلاقات عام 1981م ثم عادت عام 1991م، ثم انقطعت مرة أخرى عام 2009م وعادت 2016، ومن ثم إعلان المملكة المغربية بإنقطاعها في مايو الجاري. وأشار، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن السلطات المغربية تقول إن هناك مسئولين دبلوماسيين في السفارة الايرانية بالجزائر عقدوا لقاءً مع قادة حزب الله التابع لجبهة بوليساريو لحفر الانفاق على الحدود المغربية، وبالتالي فإن السمة الدائمة بين الرباط وطهران هي توتر العلاقات. وأكد أبو النور، أن إعلان قطر تضامنها مع المغرب يأتي لعدة أسباب تكمن في أن قطر تريد أن تثبت للعالم أنها ليست موالية لايران في العمليات الخارجية، فضًلا عن أن قطر والمغرب تربطهما علاقات أيدلوجية نظرًا لان كلاهما من دول المحور السني، موضحًا أن إيران ثبت تورطها في دعم جبهة البوليساريو وفقًا للتقارير المغربية. وعن السيناريوهات المحتملة الفترة المقبلة، رأى الخبير في الشئون الايرانية، أن إيران ستواصل دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية لتقويض السياسة المغربية ونشر التشيع بالمغرب ومحاصرتها عن طريق الجزائر ليكون لايران ذراع بالمحيط الاطلسي، مؤكدًا أن إيران تنظر للمغرب نظرة جيواستراتيجية في منتهى الاهمية. واختتم حديثه قائًلا: "إيران تريد معاقبة المغرب بسبب علاقات الصداقة بين الملك محمد السادس وبين رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وأيضًا بين دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، والدور الذي تلعبه المغرب لمناهضة الحوثيين في اليمن وذلك في إطار عاصفة الحزم التي بدأت منذ ثلاثة أعوام، كما أن إيران تريد نصر الحليف الاساسي لها وهي الجزائر نظرًا لان لديها مشاكل حدودية مع المغرب والتي تدعم جبهة البوليساريو المرفوضة من قبل السلطات المغربية".