كتب - محمد التهامي تمتلئ محاكم الأسرة بالكثير من المنازعات العائلية التي لم يجد أصحابها أمامهم طريقا لحل هذه الخلافات سوي بالاستنجاد بالمحكمة لكي تفصل بينهما بعد أن وصلت بهما حد المشاكل لسد منيع يصعب استكمال الحياة وفقا لما ارتاءه الأزواج. وفي واقعة طريفة شهدتها محكمة الأسرة بزنانيري، وقفت سيدة في منتصف عقدها الثاني تطلب خلع زوجها مبررة رغبتها في ذلك لأنه يحتكر رغبتها في ارتداء الأزياء التي ترغب فيها فهو يمنعها من ارتداء البنطال ويجبرها علي ارتداء ''الجيبة'' أو العباء. على أريكة داخل أركان قاعة المحكمة جلست ''ميادة'' تحمل في يدها حافظة أوراق ، شاردة بذكرياتها واذا بصوت الحاجب الجهور مناديا ''محكمة '' لقطع عليها لحظة شرودها ، انتهت الزوجة سريعا ولملمت شتات أفكارها المبعثر في شريط ذكرياتها منذ طفولتها. ووقفت أمام منصة المحكمة وسردت مأساتها قائلة ''انا كأي فتاة ترغب في الاستمتاع بشبابها وحياتها في ارتداء ما تشاء من ملابس كما تعودت منذ نشأتها وسط أهلها، ولكنني رزقت بزوج ديكتاتور يمنعني من ذلك، لدرجة أنني أصبت بالإحباط ولم أشعر برفقته بمعني السعادة الزوجية. وتابعت: "تعرفت علي زوجي خلال حضوري مناسبة فرح أحد صديقاتي وفي ذلك التوقيت تعرفت عليه بعدما تبادلنا نظرات الإعجاب الأولية، وبعدها صارحني بحبه لي ورغبته في الارتباط بي، وتقدم بعدها لخطبتي وافق عليه أهلي تحقيقا لرغبتي، وخاصة انه كان ميسور الحال". بعد الزواج تقول الزوجة إنَّها اكتشفت فيه خصال وصفات غريبة فهو شخص أناني، وسكتت صاحبة الدعوى برهة واستكملت ''سيدي القاضي منذ أن ارتبط بي زوجي وهو يعلم أنني أرغب في ارتداء الملابس على أحدث موضة، ارتدي البنطلون، وهو كان لا يعترض علي ذلك، ولكني وجدته بعد زواجنا يرفض ارتداء البنطلون بحجة أن لباس غير متحشم وفقًا لوصفه". تتابع الذوجة: "أصبت بالذهول من تمسك زوجي بأشياء تافهة، ولكن إصراره على ذلك كان في استمرار، يختلق المشاكل والخلافات بيننا علي أتفه الأسباب لدرجة حولت حياتنا لجحيم، وعندما كنت أعترض ولا أوافق على رغبته في عدم ارتداء البنطلون كان يتعدي علي بالضرب والإهانة؛ أفقدني الثقة في نفسي". أضافت: ""ومع تمسكه بآرائه اسودت حياتنا ، تركت له الشقة وعدت الي بيت أهلي ، وطالبته أن يطلقني ولكنه رفض لكي يزلني ويجبرني علي العودة له مرة أخري". من جانبه قال الزوج ''لم أكن أدرك أن غيرتي الزائدة على زوجتي ستكون سببًا في خراب عش زوجيتنا"، صارخًا: "ايه اللي أنا أخطأت فيه، مش عاوز مراتي تلبس بنطلون ضيق حتي لا تكون عرضة المعاكسة والمضايقات خلال تواجدها خارج المنزل''. وتمسك كل من الزوجين برغبته ومطالبه؛ اختتمت الزوجة شكواها ''جوزي قبل ارتباطنا كان يعلم أنني أرتدي هذه الملابس ولم يعترض فماذا حدث؟!.