قال محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إسرائيل ستكون "في حالة جنون تام" إذا شنت هجومًا عسكريًا على إيران، قائلا إن هذه الخطوة من شأنها أن تدفع الجمهورية الإسلامية إلى التصميم على امتلاك ترسانة نووية. وقال البرادعي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية في برلين، ردًا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستشن هجومًا قريبًا: "لا أعتقد ذلك. بصراحة، أرى أن أي أحد يعتزم شن هجوم على إيران سيكون في حالة جنون تام". وكانت إسرائيل شنت في الماضي هجمات على ما يشتبه أنها مواقع نووية في العراق وسورية. ورغم ذلك، أوضح البرادعي أنه في حال أقدمت إسرائيل على نفس الخطوة في إيران، فإن طهران سوف "تسلك طريقًا سريعًا للغاية لتطوير سلاح نووي بدعم من جميع الإيرانيين، وبدعم من الجميع تقريبًا في الشرق الأوسط والكثيرين في كل أنحاء العالم". تصاعدت حدة التوترات في الأشهر الأخيرة بين الغرب وإيران بشأن برنامج طهران النووي المثير للخلاف، مما زاد من التكهنات بأن إسرائيل، التي تعتبر أن امتلاك إيران لأسلحة نووية يشكل تهديدًا على وجودها، ربما تشن هجومًا عسكريًا وقائيًا على الجمهورية الإسلامية. وقال البرادعي: "أدعو الله ألا يحدث ذلك أبدًا .. وأعتقد أن الإسرائيليين أذكياء بما يكفي ليدركوا أن هذا من شأنه أن يضعف أمنهم وليس تعزيزه". وأكد قادة العالم اليوم الثلاثاء ضرورة التعاون الدولي لوقف "الإرهاب النووي"، أثناء لقائهم في قمة الأمن النووي الثانية المنعقدة بالعاصمة الكورية الجنوبية. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء اجتماع قادة 53 دولة في سول: "لا يزال التهديد قائما". وأضاف: "ما زال هناك عدد كبير للغاية من الفاعلين الأشرار الذين يبحثون عن هذه المواد الخطيرة .. لن يحتاج الأمر كثيرًا، بل حفنة أو ما شابه ذلك من هذه المواد، لقتل مئات الآلاف من الأبرياء". وأوضح أوباما، الذي قادت رؤيته لعالم خالٍ من الأسلحة النووية لعقد أول قمة للأمن النووي قبل عامين في واشنطن، أن "أمن العالم يتوقف على الإجراءات التي نتخذها". ركزت المناقشات في القمة على أفضل السبل لتأمين المواد والمنشآت النووية وحمايتها من "الإرهابيين". ومن المتوقع أن يكون تقليص مخزونات المواد النووية واحدًا من التعهدات الرئيسية التي سيتضمنها البيان الختامي الذي يصدر في نهاية القمة اليوم الثلاثاء. وقال رئيس كوريا الجنوبية لي ميونج باك اليوم الثلاثاء: "يجب إحراز تقدمات كبيرة في إنهاء استخدام المواد النووية وتقليصه إلى أدنى حد ممكن، بما في ذلك البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب". كما دعا لي ميونج باك إلى "تعزيز التعاون الدولي، الضرروي في رصد الاتجار غير المشروع في المواد النووية وتعقبه والرد عليه". ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن دبلوماسي بارز في سول طلب عدم الكشف عن هويته إن الوفود اتفقت على أن البيان الختامي للقمة "سيتعهد بتقليص الاستخدام السلمي للبلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب إلى أقل حد ممكن". ومن المقرر أن يناقش القادة أيضًا قدرة المنشآت النووية على مقاومة الكوارث الطبيعية، بعد تسرب مواد مشعة من المحطة النووية اليابانية في فوكوشيما جراء الزلزال القوي الذي ضرب اليابان في مارس 2011 وما أعقبه من أمواج مد عاتية (تسونامي). ويجري بحث البرنامجين النوويين لكوريا الشمالية وإيران في المناقشات التي تجرى على هامش القمة، رغم أنهما غير مدرجين على جدول الأعمال الرسمي لهذا الحدث.