كتب أحمد الجعفري: عرف عن أهل مصر حبهم لآل البيت وتبركهم بهم، فكثرت الأضرحة التي تحمل أسماءهم، ويحرص المصريون كل عام على إقامة الموالد الخاصة بهم بشكل منتظم. يستعد أتباع الطرق الصوفية للاحتفال بالليلة الختامية، الثلاثاء، بمولد «رئيسة الديوان» السيدة زينب، كما يطلق عليها محبوها. إمام وخطيب مسجد السيدة زينب، الدكتور أحمد البهي، الذي تحدث ل«الوفد» عن استعدادات المسجد لاستقبال الزوار والتدابير اللازمة في الليلة الختامية. وقال ان الاحتفال الرسمي بمولد السيدة زينب بدأ منذ أسبوع، وسوف ينتهي غداً الثلاثاء، وأطلق عليها «الليلة الختامية»، وهناك ترتيبات واستعدادات كاملة للمولد، منها تأمين المسجد من الخارج من رجال الشرطة، والتنسيق مع حي السيدة زينب لرفع الإشغالات والمخالفات لإفساح الطريق أمام الزائرين خلال أيام المولد. وهذا العام قمنا بتكثيف عدد أفراد شركة الأمن الخاص لتأمين المسجد من الداخل، وتفتيش الحقائب المغلقة، ومنع المشتبه بهم من الدخول للحفاظ على الزائرين. أيضًا تم منع توزيع المأكولات والمشروبات داخل المسجد، وإقامة الخدمات للحفاظ على نظافة المسجد، وتم التشديد على عدم دخول النساء إلى مصلى الرجال، إلى جانب تنظيم الحاضرات. وأشار البهى إلى أن الاحتفال منذ الأسبوع الأول للمولد يقتصر على أمسيات دينية ومديح لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وتشمل الأمسية قراءة القرآن والابتهالات، وكلمة لأحد علماء الأوقاف عن فضل آل البيت، إضافة إلى الإنشاد الديني. وفى الليلة الختامية سوف تفتح أبواب المسجد قبل صلاة الفجر بساعة، وتركيز العمالة بالمساجد لتسهيل الزيارة. ويتم توجيه الدعوة إلى كبار علماء الأزهر، ووزارة الأوقاف، لحضور الليلة الختامية، ومشاهير التلاوة في مصر، مثل الدكتور أحمد نعينع، والشيخ حلمي الجمل، والشيخ حجاج الهنداوي. السيدة زينب، رضي الله عنها، أو «زينب الكبرى»، هي ابنة الإمام علي بن أبي طالب، ووالدتها فاطمة الزهراء، وأخواها الحسن والحسين، وجدها نبي الله محمد - صلى الله عليه و سلم - توفيت أمها وكانت هي طفلة صغيرة، وأصبحت أُمًَّا للحسن والحسين ، وكانت عقيلة فصيحة واعظة في بيت النبوة، وكانت بليغة وكريمة. وظلت مع جدها محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى وكان عمرها خمس سنوات، وما شاهدته السيدة زينب في حياتها من المحن والمصائب والآلام والأحزان يفوق الوصف، فقد شهدت، وهي صغيرة السن، وفاة جدها رسول الله، وتأثيره على المسلمين عامة، وعلى أهل البيت خاصة، مأساة قتل سيدنا الحسن مسمومًا، وقتل سيدنا علي، كرم الله وجهه، ثم استشهاد الإمام الحسين. وهي من أولى نساء آل البيت التي لعبت دورًا سياسيًا فهي كانت لها مواقف شجاعة أمام الطغاة من «عبيد الله ابن زياد»، و"يزيد ابن معوية" ووقوفها أمام يزيد في دمشق تحدثت بلسان فصيح، وكذلك فعلت وهي خارجة من العراق، وبعد ذلك جاءت إلى مصر في الشهور الأخيرة من عمرها ومكثت 10 أشهر. استقبل أهل مصر السيدة زينب استقبالًا كبيرًا، ودعت هي لأهل مصر دعاءها المشهور «يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله، وأويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا»، ومكثت بمصر حتى وافتها المنية ودفنت هنا.