كتب - بوسي عبد الجواد ودينا دياب فريد الأطرش ملك العود الموسيقار الراحل فريد الأطرش حالة فريدة فى تاريخ الموسيقى والغناء فى العالم العربى وهو بلا شك أفضل من غنى للربيع حتى إنهم قالوا: لا يأتى الربيع إلا عندما يغنى له فريد. فى عام 1949 غنى فريد الربيع لأول مرة من خلال أحداث فيلم "عفريتة هانم" والغريب أن الشاعر الراحل مأمون الشناوى عرض عليه الأغنية بعد أن رفضتها كوكب الشرق أم كلثوم، وأصبحت هذه الأغنية أيقونة عيد الربيع فى كل عام، وكان فريد يغنيها كثيراً فى العديد من حفلاته، من ينسى حفل الربيع 26 أبريل 1970 حينما غنى فريد الربيع بتوزيع جديد وتوزيعات موسيقية بل وأضاف كلمات جديدة «للقلب ينسى هواة ولا حبيبى يرحمنى وكل ما اقول اه يزيد فى ظلمه ويإلمنى». إحساس صادق ومعبر لفنان أصيل عاش فنه طويلاً ومازال. سبعة عقود مرت ومازال «الربيع» فى المقدمة، أغانى فريد بشكل عام مازالت محفورة فى وجدان الملايين: أول همسة وزمان يا حب وحكاية غرامى وهلت ليالى وحياة عينيكى وبنادى عليك وسنة وسنتين وحبيبى ويا حبايبى يا غاليين وعلشان ماليش غيرك. قدم للسينما أكثر من 30 فيلماً منها: حبيب العمر وعفريتة هانم ورسالة غرام ومن أجل حبى والحب الكبير وزمان يا حب ونغم فى حياتى، ورحل عن دنيانا يوم 26 ديسمبر 1974 ومازال فنه خالداً فى وجدان الملايين. تحية لروح فريد فى عيد الربيع. السندريللا سعاد حسنى الفنانة الراحلة السندريللا سعاد حسنى كانت ومازالت حالة مختلفة فى تاريخ السينما المصرية فنانة شاملة بمعنى الكلمة ظهرت على الساحة السينمائية فى عام 1959 بفيلم "حسن ونعيمة" بعد أن اكتشفها عبدالرحمن الخميسى. ولكننا نتحدث اليوم عن سعاد حسنى كمطربة من نوع خاص جداً صوت مليء بالحيوية والمرح والانطلاق تشعر بسعادة ونشوى عندما تستمع إليها. غنت سعاد حسنى "الدنيا ربيع" وهى من تأليف صلاح جاهين وألحان كمال الطويل خلال أحداث فيلم "أميرة حبى أنا" 1975 وتم التصوير فى منطقة القناطر الخيرية. والتصوير كان رائعاً، سعاد تطير كالفراشة بين الورود وهى تقول «الشجر الناشف بقى ورور والطير بقى لعبى ومتهور وإحنا حنفرفش امتى امال دلوقتى ولا فى سبتمبر وكانت سعاد بصحبة العديد من النجوم أثناء تصوير الأغنية حسين فهمى وحسن مصطفى وسمير غانم وخيرية أحمد ومحمود التونى. الأغنية كانت عبارة عن حالة من السعادة والسرور بمناسبة عيد الربيع، غنت سعاد أيضاً فى هذا الفيلم أغنية "بمبى بمبى" وهى أغنية مرحة للغاية تم تصويرها فى الاسكندرية وحدائق المنتزه ولا ننسى "يا واد يا تقيل". صوت سعاد حسنى مازال يمثل السعادة والحيوية والانطلاق. رحم الله السندريللا التى أسعدت الملايين ومازالت بالدنيا ربيع. لسه الدنيا ربيع..صلاح چاهين.. عانى الاكتئاب فتولد الإبداع «الإبداع لا يأتى إلا من رحم المعاناة» مقولة لا تنفصل عن حياة الشاعر الكبير الراحل صلاح چاهين، الذى صاغ حروف شعره من نور فى تاريخ الشعر العربى والمصرى. فرض چاهين نفسه كشاعر فى كل مناسبة، 56 عاماً قضاها فى عالم الشعر، فكتب أغنيات دينية والعشق الوطنى، فتمخض بأجمل رباعياته وأشعاره الوطنية التى تغنى بها مطربو الوسط، ووصلت للمطربين الشباب، حتى أطلقوا عليه «شاعر الثورتين» بعد أن أثبت أنه باقٍ بأشعاره. أصيب بحالة اكتئاب شديدة تحولت بمرور الوقت لمرض مزمن وكانت سبباً فى وفاته بعد نكسة 1967 ووفاة الرئيس جمال عبدالناصر، حيث دخل مصحة نفسية ووافته المنية 1986. رغم ذلك حالة الاكتئاب أنتجت أجمل ما فى صدره من أشعار وطنية وساعدت فى تقديم واحدة من أبرز وأهم الأغنيات التى توقفت عندها أغنيات الاحتفال بأعياد الربيع. «الدنيا ربيع» كلمات الشاعر الراحل صلاح چاهين، وألحانها للمتجدد دائماً كمال الطويل، ظهرت عام 1974 وعاشت حتى الألفية الثالثة لتذوب أمامها جميع أغانى الربيع التى تغنت آنذاك، نجاح الأغنية فاق بكثير نجاح فيلم «أميرة حبى أنا» الذى كتبه وشارك فى إنتاجه چاهين، حتى أنه فى عام 1975 تم فصل أغنية «الدنيا ربيع» عن أحداث فيلم «أميرة حبى أنا» لتكون أول فيديو كليب للربيع يذاع كل عام. قصة إنتاج أغنية «الدنيا ربيع» تفسر كثيراً سبب بقاء هذه الأغنية حتى الآن النشيد الرسمى لاحتفالات شم النسيم، فالراحلة سعاد حسنى التقت صدفة فى إحدى إشارات المرور بالموسيقار كمال الطويل، وطلبت منه بمداعبتها المعهودة أن يقدم لحناً لكلمات أغنية كتبها صلاح چاهين ضمن أحداث فيلمها الجديد، وكان الطويل توقف لفترة عن التلحين فى تلك الفترة، ولم يبد عليه التردد فوافق على الفور، والتقى بالفعل كلاً من كمال الطويل وحسن الإمام وصلاح چاهين، ولم يستغرق منه تلحين الأغنية سوى 48 ساعة أمام أمواج بحر الإسكندرية، كما لم يستغرق تصويرها سوى 24 ساعة أيضاً بمنطقة القناطر الخيرية. ولا ننسى إبداعات صلاح چاهين الأخرى مع سعاد حسنى فى أغنيات «بمبى» و«يا واد يا تقيل» و«بانوا على أصلكوا» و«شيكا بيكا»، كان شاعراً مختلفاً يحمل مفردات جعلت لون الحياة بمبى بمبى.
