في هذه المنطقة نكاد نجمع علي أغلب قضايانا, بينما المختلف عنا هو الأقلية في مجتمعاتنا. وهذا ما ثبت بنتائج انتخابات مجلسي الشعب والشورى. فما الداعي الآن لانتخاب رئيس جمهورية في انتخابات عامة يصوت فيها الملايين؟ ألا يكفي أن ينتخبه الفائزون في المجلسين وحدهم, باعتبار أن الشعب وكلهم في الحديث وفي اتخاذ القرارات نيابة عنهم؟ بل لماذا لا يختار الرئيس القادم من بينهم وهم الذين يمثلون الأغلبية؟ ولماذا لا يضعون الدستور الجديد للبلاد؟ أليس هذا هو المنطق؟ أليس هذا هو الحق؟ حقهم وحقنا عليهم؟. إذا كانت البلاد التي سبقتنا في اختراع نظم مجلسي الشعب والشورى ومنصب رئيس الجمهورية إلخ, فنحن يجب ألا نتقيد بتفاصيل هذه الاختراعات لأن لنا خصوصية مختلفة عنهم. نحن المؤمنين وهم الكفار. وهي بديهية لا تحتاج إلي أي إثبات. وهو سر قوتنا وتفوقنا علي العالمين. ومن المؤكد أننا سنسود العالم في وقت قريب, بعد أن تخلصنا من الاستعمار البغيض صاحب هذه الاختراعات الخبيثة التي تندرج كلها تحت مسميات كالديمقراطية بدلا من الشورى ومسمي الحرية (أي الليبرالية والعياذ بالله) وكذلك العدالة التي كنا أول من نادي بها وطبقناها لقرون طيلة الخلافة الإسلامية. فلماذا يتسامح البعض مع الأقلية من المختلفين عنا ويرضي أن يعطيهم حق المنافسة مع أن النتيجة معروفة سلفا لنا كسلفيين. ولماذا نهدر الأموال ونضيع وقت شعبنا مع أن وقتنا من ذهب بعكس غيرنا من أمم العالم؟ وما معني أن نتجادل في أمر الدستور مع أن الداني والقاصي يعرف أن القرآن دستورنا؟ سر تميزنا وبالتالي تفوقنا هو هذه الأغلبية التي تكاد تصل للإجماع, أما مشاكلنا ونقطة الضعف عندنا فهي هذا التسامح مع المختلف عنا. لكننا وقد طلع فجرنا من جديد فسوف نلزمه بالانصياع ونضع له الحدود التي لا يتجاوزها في الحديث والتفكير. فلا يعقل أننا كأغلبية علي خطأ والأقلية علي صواب. ثم إن الربيع العربي الذي ظهر في منطقتنا يؤكد ذلك ومن العيب أن تسبقنا اليمن وسوريا وليبيا وتونس والسودان والعراق والصومال وباقي الدول العربية ونتخلف نحن. ومن العيب أيضا أن يتولى مصري هو الظواهري قيادة تنظيم القاعدة خلافا لبن لادن ولا تكون الخلافة لمصري بعد ما يقرب من ألف وخمسمائة عام لم يجلس علي عرشها مصري من قبل. جاء الأوان لنصحح للكفرة داخل أوطاننا بل وخارجها , الخزعبلات التي حاولوا فرضها علينا.فكل مواطن عندنا من الذين صوتوا لنا في الانتخابات حتى أبسطهم علما, يعلمون علم اليقين أن الشمس تشرق من أجلنا نحن بالتحديد فهم يرونها تشرق من الشرق حيث نعيش ثم تظل تمضي حتى تتوسط كبد السماء وبعدها ترحل إلي الغرب ونراها بأعيننا وهي تسقط في الماء. فهل نكذب أعيننا وحواسنا؟ ألم يخلق الله الأرض مستوية ثابتة راسخة تحت أقدامنا لنمشي عليها نبني فوقها ونعمر الكون؟ فما بال المختلف عنا يردد قول الكفرة إن الأرض هي التي تتحرك وتدور حول الشمس لا العكس؟ ألم يتراجع المأفون الإيطالي المسمي جاليلو عن هذه الفكرة الخرقاء وأعتذر وأقر أنها لا تدور؟ ثم جاء وقت وأعمي الله عيون الكهنة, فعادوا يأخذون بكلامه؟ أو ربما تظاهروا فقط بذلك لينقلوا لنا أساطيرهم وأوهامهم؟. عن نفسي كنت شاهدا علي نقاش بين أحد الممثلين وهو أيضا من كبار المفكرين الذين يظهرون علي شاشة كل القنوات التليفزيونية وببن أحد المعتوهين, كان يزعم أن من يقف فوق سطح القمر, سيري الأرض فوقه. فتصدي له الممثل المفكر وأصر أن من يقف علي القمر سيري الأرض تحته. فسأله من يجادله: كيف يراها تحته ؟ هل يحدث ثقبا في أرض القمر لينظر منه إلي الأرض؟ أم يمشي إلي حافة القمر وينظر ليجد الأرض تحته؟. وهنا رد الممثل المفكر قائلا له بحزم: فلنغلق الكلام في هذا الموضوع. وأضطر محدثه أن يخرس. وبهذا وأد الممثل المفكر الفتنة. وهذا ما يجب فعله مع الأقلية درءاً للفتنة.