كتبت لميس الشرقاوي: بوتين لا يغفر الخيانة.. هكذا استهلت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية تقريرها حول الازمة الدبلوماسية الكبيرة بين روسيا وبريطانيا التي جندت الكولونيل السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، سيرجي سيكربال، عام 1995 لصالحها، قبل أن يتم اغتياله هو ابنته يوليا بغاز الاعصاب في 4 ماربس الجاري، حيث تسبب الحادث في ازمة كبيرة بين البلدين قد تؤدي لقطع العلاقات الدبلوماسية خاصة أن "بوتين لا ينوي الاعتذار"، بحسب ما أكدت الصحيفة. يقول الخبير الروسي في معهد العلاقات الدولية في براج مارك غاليوتي ، أن موسكو والكرملين لن يقدما اي اعتذار لما حدث: " البوتينية تتحدث عن نفسها في تلك القضية .. روسيا تحاول إظهار أن لديها القدرة على التصرف وانها كحصن منيع ضد تهديدات الداخل والخارج". تقول الصحيفة الامريكية أن الهجوم على سكريبال أضاف إلى مكانة الرئيس، على الأقل على مستوى قاعدته الشعبية في الداخل ، كمدافع لا يعرف الخوف عن الأمة ومستعد لفعل أي شيء ، بغض النظر عن الفعل ومدى خطورة رد الفعل، للتأكيد على أن روسيا قوة عظمى ينبغي ان يخافها أي شخص. واتبعت موسكو بدلا الرضوخ للمطالب البريطانية لتوضيح كيف انهت حياة العميل العسكري الروسي منهج الهجوم والرد الدبلوماسي العنيف، حيث نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء الاتهامات البريطانية واصفا اياها بأنها "هراء" وقال الباحث الروسي في المعهد البولندي للدراسات المتقدمة في وارسو، فلاديسلاف إنوزيمتسيف، إن حادثة غاز الأعصاب أظهرت أن "الحديث مع السيد بوتين أصبح بلا معنى ..والمسؤولون الروس لن يتحملوا اي مسؤولية مهما كانت الحقائق تدين موسكو، ولن يتغاضى بوتين عن أزمة جاسوس سابق خائن .. انها غرائز بوتين الطبيعية من خلال فرض السلطة السوداء وتهميش القوة الناعمة". وتضيف الصحيفة قائلة أن من بين كل الفضائل التي يفتخر بها بوتين ، هو مفهوم ان لا شيء لديه أهمية بالنسبة له اكبر من وقف الجواسيس عن تحدي تعهداته بأمان الدولة الروسية وانهم لن يفلتوا من العقاب ولو بعد حين.