حدثنى الدكتور محمود جامع الكادر الإخوانى العريق معاتباً كيف تهاجمنا فى مقالاتك بالوفد وأنت فى الأصل محسوباً علينا منذ أن كنت طالباً بالجامعة.. وبحكم علاقتى الخاصة بالدكتور جامع استمعت إلى عتابه خاصة أن شقيقه الدكتور أحمد الأستاذ بكلية الطب صديق عمرى وزميلى العزيز. والذى لا يعلمه أحد أن الدكتور محمود جامع وهو الإخوانى الأصيل كان صديقاً حميماً للرئيس أنور السادات ونجح فى التقريب بينه وبين جماعة الإخوان وكان له دور كبير فى الإفراج عن القيادات الإخوانية التى وضعها الرئيس جمال عبدالناصر فى السجون مثل المستشار صالح أبو رقيق والمستشار عبدالقادر حلمى وبعد ذلك كلفه الرئيس السادات بالسفر إلى السعودية للالتقاء بالقيادات الإخوانية الهاربة والتى أسقط عنها الرئيس عبدالناصر الجنسية المصرية.. وبالفعل التقى فى مكةالمكرمة بالشيخ يوسف القرضاوى والدكتور أحمد العسال والدكتور سالم نجم ورجال الأعمال المهندس طلعت مصطفى وعبدالعظيم لقمة وفوزى الفتى وطمأنهم واتفق معهم على العودة إلى مصر وإعادة الجنسية المصرية إليهم ورد اعتبارهم وبالفعل عادوا.. كما لعب دوراً كبيراً فى إخراج باقى القيادات الإخوانية من السجون بتعليمات من السادات شخصياً قلت للدكتور محمود جامع هل أصبح الإخوان فوق النقد.. وأسكرهم خمر السلطة.. ويظنون أنهم وكلاء الله على الأرض لقد أخرجهم الرئيس السادات من السجون ورد اعتبارهم وكان جزاؤه القتل وللعلم أن الجماعات الإسلامية فى جامعات وكليات الوجه البحرى أنشأها الدكتور محمود جامع بنفسه بتمويل ودعم من الرئيس السادات لتكون نواة لعودة تنظيم الإخوان هذه هى الحقيقة التى اعترف لى بها الدكتور جامع نفسه. بينما كان إنشاء الجماعة الإسلامية فى أسيوط تحت إشراف محافظها عثمان إسماعيل وبدعم من الرئيس السادات أيضاً وهى التى تبنت بعد ذلك أعمال العنف قلت له: يا دكتور جامع لابد أن نفرق بين الإسلام ديننا الحنيف والشريعة الإسلامية التى لا يختلف عليها أحد وبين الإسلام السياسى الطامع فى الاستيلاء على السلطة بأى شكل واحتكار كل شيء.. لا فرق إذا بين جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة وبين الحزب الوطنى المنحل، لا فرق الآن بين خيرت الشاطر المهيمن على الجماعة الى يريد أن يهيمن على الوطن وأحمد عز الذى هيمن على الحزب الوطنى وعجل بقيام ثورة 25 يناير.. يا دكتور جماعة الإخوان تؤمن بمبدأ السمع والطاعة وهو لا يصلح إلا فى النظم الاستبدادية المتخلفة فى العصور الوسطى.. إنهم لا يؤمنون بالحوار ولا بالرأى الآخر ولا بالديمقراطية ولا بالاختلاف الفكرى ومعهم بنفس الطريقة بعض التيارات السلفية الذين يظنون أنهم يحملون توكيلاً من الله.. عقلية الإخوان لا تختلف كثيراً عن عقلية الحزب الوطنى الذى احتكر السياسة وكل شىء ودمر مصر وكانت ثورة الشعب المصرى وهذا مصير كل المستبدين فهل سيلحق الإخوان بمصير الحزب السابق. الإخوان هم الذين أدخلوا مصر فى المتاهة السياسية التى نعيشها الآن، ضحكوا على المجلس العسكرى وفرضوا رجالهم بالتعديلات الدستورية ليجعلوا انتخابات مجلسى الشعب والشورى قبل وضع الدستور ليضمنوا سيطرتهم فى اختيار أعضاء الهيئة التأسيسية لوضع دستور على مقاسهم ونجحوا فى صفقة مشبوهة كالعادة مع حزب النور السلفى يجعل نصف أعضاء الهيئة التأسيسية من أعضاء البرلمان بالمخالفة لكل الأعراف الدستورية فى وضع الدساتير بدول العالم مما جعل الخائفين على مصر يلجأون إلى المحكمة الدستورية العليا لإبطال ما حدث من مخالفة فى تفسير الإعلان الدستوري، خاصة أنهم أيضاً سيختارون النصف الآخر فهل هذا معقول التلاعب بمستقبل أمة فى وضع دستورها؟ يا دكتور جامع وأنت الرجل المتفتح وصاحب الخبرة وعانيت أنت وشقيقك الدكتور أحمد من نظام مبارك والحزب الوطنى كيف تلومنى على النقد من أجل هذا الوطن وأنا الذى أثق بك.. كيف أثق بمن حرضوا على قتل من أخرجهم من السجون وأعاد لهم الجنسية ورد إليهم الاعتبار. كيف نثق بمن يتعاملون بمبدأ التقية ويعقدون الصفقات السرية مع النظام السابق وأخيراً مع الأمريكان فى قضية التمويل الأجنبى للحصول على الرضا الأمريكي؟ كيف نثق بمن لا يتعاملون بشفافية وهى ليست فى قاموسهم ويريدون احتكار كل شيء والاستيلاء على السلطة والحكم بأى طريقة كيف نثق بالحزب الوطنى الذى أصبح يحمل اسم جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، بالله عليك ما الفرق بين الاثنين.. الإجابة الآن أصبح يعلمها الشعب المصرى العبقرى.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.