تلقي الشعب المصري من مسلميه وأقباطه خبر وفاة البابا شنودة وبطريرك الكرازة المرقسية بالحزن والأسي، وهي الوفاة التي فاجأت الجميع في وقت من أصعب ما تعيشه البلاد. عُرف "البابا شنودة" بآرائه الدينية المعتدلة وقيادته الحكيمة للكنيسة، فطالما حافظ علي وحدة الوطن بتصريحات نادي فيها بضرورة اعتبار مصر وطنا يعيش فينا، ولا نعيش فيه، وذلك في مواجهه الداعين لتقسيم البلاد مسلمين وأقباطا، والمتاجرين بقضايا اضطهاد الأقباط في مصر. "البابا شنودة" رحل بغتة في وقت تحتاج فيه مصر رجلا مثله يكون علي رأس أكبر الكنائس بافريقيا لمنع الداعين للتقسيم، خاصة في ظل وضع دستور جديد للبلاد، وانتخابات رئيس جديد قد لا يلقي ترحيبا من رجال الدين الأقباط المتشددين، حيث فقدت مصر كلمة رجل كان يلتف حوله ملايين الأقباط، رجل يعرف أن الوقت الراهن الذي تمر به مصر لا يحتاج للحناجر والمتاجرين بالقضايا، بل يحتاج لتوحيد صف الوطن. اشتهر البابا شنودة بأزمته التاريخية مع الرئيس الراحل محمد انور السادات ، عندما اعترض البابا علي اتفاقية السلام مع إسرائيل ، ورفض الذهاب مع الرئيس السادات فى زيارته الي اسرائيل عام 1977 ، وتزايدت الاتهامات من الاقباط الي السادات بأنه يريد تغذية التيار الاسلامي ، وهو مافسروه بانه يغذي العنف ضدهم . وقام الاقباط بتنظيم مظاهرة مناهضة ل"السادات" رفعوا فيها لافتات تصف ما يحدث للأقباط في مصر بأنه اضطهاد وهو بالقطع ما أضر بصورة "السادات" كثيرا فطلب من معاونيه أن يتصلوا بالبابا ليرسل من يوقف هذه المظاهرات، وعندما حدث هذا فعلا متأخرا بعض الشيء ظن "السادات" بأن البابا "شنودة" يتحداه، فكانت أن أصدرت أجهزة الأمن قرارا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي, الأمر الذي رفضه البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارا بدوره بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة.. و كان موقف البابا شنودة الاخير من ثورة 25يناير ، منح البابا الحرية للأقباط فى الكنيسة بان يختاروا النزول الي تظاهرات 25يناير من عدمه ، رافضا ان يملي عليهم اي قرار ، كما آثر الصمت تجاه موقفه من مبارك، وفي النهاية كان البابا رحلة عطاء، إلا انه رحل في وقت عصيب .