كتبت- أمنية إبراهيم: الشك قتّال؛ فمن ابتُليّ به فالنار مصيره، سيظل ينخر في قلبه حتى يأكله، فمن أغرب القضايا التي ممكن تشهدها محكمة الأسرة هي طلب ممرضة الخلع لأن زوجها مُصاب بداء الشك. الزوج وضع أجهزة تجسس فى البيت وبدأ فى مراقبتها خارج البيت؛ لأنه دائم الشك في سلوكها ما دفعها لاتخاذ قرار الانتحار أكثر من مرة للتخلص من حياتها والهروب من جحيم زوجها. وقفت منال أمام المحكمة تسرد قصتها مع زوجها والذى يعمل مدرس لغة عربية بإحدى المدارس الإعدادية قائلة لزوجى شخصية جذابة أحببته بسببها وعندما عرض على الزواج شعرت بأن الدنيا أعطتنى من الحظ الكثير وافقت على الفور وبعد عام ونصف من الخطوبة تم الزواج فى حفل عائلي جميل. تضيف منال: "بدأت حياتى الزوجية معه كانت أيامى الأولى معه من أسعد أيام حياتى لدرجة أننى تخيلت أن سعادة العالم تجمعت فى بيتي". تستطرد: "سرعان ما انقلب الحال وتحول زوجى إلى رجل يعشق الكآبة؛ حاولت التوصل إلى أسباب تغيره فاكتشفت ما لم يكن يخطر ببالى؛ فزوجى يشك فى سلوكى وبدأ فى افتعال المشاجرات معى بسبب غيرته العمياء وعندما حاولت تهدئته والاستماع إلى كافة أوامره حتى يشعر بالاطمئنان من ناحيتى أوهمنى بأنه قد تغير لكن الحقيقة كانت على العكس تمامًا". وتقول: "اكتشفت بأن زوجى قد قام بشراء هاتف محمول وقام بغلقه عن طريق كلمة سر بعد أن وضع عليه برنامج للتسجيل للاستماع إلى حوارتى وأنا فى البيت ولم يكتفِ بذلك بل أجبرنى على تنزيل برنامج تسجيل المكالمات حتى يستمع إلى جميع مكالمتى الهاتفية". وتتابع: "لم أتحمل الوضع حاولت الانتحار بعد إصابتى بمرض نفسي لفشلى فى حياتى معه لكن بكل أسف فشلت محاولاتى فى الانتحار وتم إنقاذي، وبدلا من أن يتغير زوجى زاد سوءًا وترك عمله وأهمله وتحول شغله الشاغل فى مراقبة تصرفاتى ليل نهار لدرجة أنه استأجر تاكسي للسير ورائي". أنهت حديثها للمحكمة: "لم أتحمل الوضع فلجأت للمحكمة لخلعه خاصة بعد أن رفض تطليقى أنهت الزوجة كلامها قائلة حياتى أصبحت كابوسًا مفزعًا أتمنى الخلاص منه فى أسرع وقت ممكن".