جوزى مريض بالشك إلى درجة الجنون.. حتى وصل شكه وغيرته إلى «السباك» أو «الكهربائى» وأى شخص أتعامل معه، حوَّل حياتى إلى جحيم بتصرفاته الشائنة والوساس الذى تمكن منه وسيطر عليه بعد الزواج، بهذه الكلمات بدأت هدى تروى تفاصيل مأساتها مع زوجها. جلست هدى على أحد المقاعد الخشبية داخل محكمة الأسرة بالتجمع الخامس تنظر هنا وهناك.. تتفقد كل من حولها فى صمت.. تحاول إخفاء الألم والحزن الذى يعتصرها، إلا أن دموعها تغلبت عليها، وهى تتذكر كيف كانت تحاول إرضاء زوجها بكل الطرق لحبها الشديد له.. إلا أن غيرته الشديدة أفقدته صوابه وجعلته يتعامل معها كالمجنون.. لا يفكر فى شيء سوى إبعادها عن كل من حولها.. تقول هدى: أثناء فترة الخطوبة كان بيغير عليّ لدرجة أنه منعنى من الضحك والهزار مع شقيقاتى البنات وأزواجهن، فى بادئ الأمر اعتقدت أن تلك الغيرة نابعة من حبه الشديد لىّ، وأنه مجرد وسواس يمكن تغييره مع الوقت وأستطيع مساعدته فى التخلص منه، إلا أننى فشلت فى ذلك، فقد تحولت تلك الغيرة إلى حد الجنون كادت تقضى على حياتى الزوجية، بعد أن أصبح يشك فى كل من حوله، ووصل به الحال أن يشك فى الكهربائى ومحصل الغاز وأى شخص أتعامل معه. وأضافت: «مشيت على المثل اللى بيقول جوزك على ما تعوديه بس للأسف لكن المثل لم يفلح معى والموضوع تطور وأصبح يشك أكثر»، مشيرة إلى أن زوجها بدأ الشك يزداد لديه بعد الزواج ووصل الأمر إلى أنه كان يشك فى البواب عندما كنت أطلب منه شراء بعض متطلبات المنزل من السوق بعد أن منعنى من الذهاب إليه بحجة خوفه علىّ من التعامل مع الباعة». وتابعت هدى وافقت على كل تصرفات زوجى منعاً لحدوث أى مشاكل بيننا، حفاظًا على بيتى، على الرغم من قيام شقيقاتى بالابتعاد عنى وعدم سؤالهن عنى لفترات طويلة بسبب جنون زوجى وغيرته من أزواجهن، تقبلت كل ذلك واعتقدت أن ذلك نابع من حبه لى وأنه مع الوقت سيتغير، تحدثت معه كثيراً، وحاولت أن أقنعه بأننى أحبه وأن كلامى مع جميع من حولى طبيعى وليس فيه ما يجعله يشك فىّ لكن دون جدوى. ظل الوضع كذلك إلى أن تعرف على أصدقاء السوء الذين تسببوا فى تغيير سلوكه حتى انقلبت حياته رأساً على عقب وأصبح شخصاً آخر، يتشاجر معى على أتفه الأشياء، ولم يكتف بذلك فقط بل كان يقوم بالتعدى على بالضرب والسب بألفاظ شائنة عندما أطالبه بالابتعاد عن هؤلاء الأشخاص الذين تسببوا فى سوء سلوكه. وأضافت الزوجة أنها فى إحدى المرات كانت تتحدث فى الهاتف مع صديقةٍ لها وأنهت المكالمة فى الوقت الذى دخل فيه زوجها، وهنا سيطر عليه الشك الذى تعوّدت عليه منذ أن ارتبطت به وقام بضربها، وعندما عاودت الاتصال على الرقم ذاته الذى كانت تتحدّث مع صاحبته لتثبت صدق كلامها بأنها كانت تهاتف صديقتها سألها: «ماذا كان يدور بينكما فى الحوار النسائي؟». حاولت إقناعه بأنه حوار عادى بين سيدتين فى شئون المنزل ولا يوجد ما يدعو إلى سوء الفهم إلا أنه تعدى عليها بالضرب المبرح وكاد يقتلنى. واختتمت هدى حديثها قائلة: طالبت منه وضع حد لشكه الزائد فى كل من حوله، خاصة بعد أن أصبح يشوه صورتى أمام الناس، وتسبب فى تجنب أسرتى وأصدقائى لى، وجعلنى أكرهه رغم أننى تزوجته بعد قصة حب طويلة، فقام بسبى، وفى إحدى المرات جاء السباك كى يقوم بتصليح الحنفية وعندما شاهده فى الشقة قام بطرده وتعدى على بالضرب والسب وقام بحبسى فى المنزل ومنعنى من زيارة أسرتى أو التحدث معهم فى الهاتف، حتى سئمت العيشة معه وقررت إقامة دعوى خلع كى أتخلص منه بعد أن وصل شكه إلى حد الجنون والمرض، بعد أن تحولت حياتى إلى جحيم كاد يقضى علىّ، وأصابنى بالانهيار العصبى وأساء إلى سمعتى وسمعة أسرتى.. فقد حولنى إلى امرأة شاذة ذات علاقات متلذذة من نسج خياله، تصورت أن الحياة ستكون هادئة سعيدة ولكن زوجى حولها إلى جحيم بسبب نار غيرته غير المبررة وغير المعقولة.