كتب - مصطفى دنقل: أظهرت الإحصائيات العلمية الحديثة أن مرض السدة الرئوية يعد رابع سبب للوفاة فى البلاد متوسطة الدخل، وفى مصر يصيب 3.3% من السكان، وتأتى أسباب الوفاة فى المرضى نتيجة الإصابة بأمراض القلب يليها سرطان الرئة ثم الفشل التنفسى، وهو السبب الرابع للوفاة على مستوى العالم فى الوقت الحالى والسبب الأساسى لعملية زراعة الرئة فى العالم، وأهم أسبابه الرئيسية التدخين. وهناك أسباب أخرى أقل خطورة من التدخين مثل التلوث البيئى والتدخين السلبى بالإضافة إلى بعض الأمراض الوراثية التى تؤدى إلى حدوث انتفاخ رئوى نتيجة لنقص بعض البروتينات التى تحافظ على نسيج الرئة. يقول الدكتور نبيل الدبركى، أستاذ الأمراض الصدرية ورئيس الجمعية المصرية للصدر: إن السدة الرئوية عبارة عن التهاب مزمن مصحوب بضيق فى الشعب الهوائية يؤدى إلى انتفاخ بالرئتين، يترتب عليه شعور المريض بصعوبة التنفس مصحوبة بكحة وبلغم فى معظم الأحيان. وأهم أسباب السدة الرئوية: التدخين، والتلوث البيئى، والنزلات الشعبية المتكررة، وفى بعض الأحيان يكون السبب متعلقاً بطبيعة العمل مثل عمال المناجم، وبعض الصناعات التى تفترض فى العامل اتباع تعليمات الأمن الصناعى من لبس الأقنعة الواقية، وللأسف يهمل معظم العمال التعليمات، ويصابون فى كثير من الأحيان بالسدة الرئوية. ويضيف الدكتور نبيل الدبركى: السدة الرئوية تحتاج إلى تشخيص مبكر حتى يكون العلاج فعالاً، ويبدأ العلاج بالوقاية، والامتناع عن التدخين الذى هو حجر الزاوية فى علاج مثل هذه الأمراض سواء تدخين سيجار أو شيشة أو تدخين سلبى أو سيجارة إلكترونية، والعلاج الدوائى يكون باستعمال البخاخات الموسعة للشعب طويلة المفعول، واستعمال الأدوية الطاردة للبلغم والمضادات الحيوية، وفى بعض الأحيان يتطور المرض لدرجة أن المريض يعانى من نقص الأكسجين فى الدم، وقد نضطر لاستخدام الأكسجين فى مثل هذه الحالات، وغالباً ما يعانى مريض السدة الرئوية من عدة أعراض مصاحبة مثل ضعف العضلات وهبوط فى عضلة القلب أو ضعف أو ضيق الشريان التاجى، مما يؤدى إلى ذبحة صدرية، وبعض المرضى يصابون بهشاشة فى العظام وتغييرات مزاجية ونفسية لعجزهم عن أداء الحياة الطبيعية، مثل عدم النوم، وفى بعض الأحيان يعانون من اضطرابات فى التنفس أثناء النوم، مما يستلزم استخدام أجهزة معينة أثناء النوم.