كتب - محمد عيد: رسائل عديدة وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاحه حقل ظهر للغاز الطبيعي ببورسعيد، بحضور عدد من الوزراء والنواب وكبار رجال الدولة، من أهمها رسائله التي وجهها لمجموعة من الأطراف أطلق عليها "قوى الشر". أكد خبراء حرص الرئيس على التصدي لكل من يريد التلاعب بأمن مصر، حيث كشف عن بعض القوى الخارجية التي تحاول المساس بأمن الوطن الاقتصادي والاستراتيجي، بالإضافة إلى بعض القوى المدنية والسياسية التي تحاول إثارة الفوضى والبلبة في مصر، أو محاولة العودة إلى نقطة الصفر وما شهدته البلاد في أحداث يناير 2011، بعدما حققته من إنجاز وتنمية على كافة الأصعدة المختلفة. وطالب الخبراء، الشعب المصري، بضرورة التكاتف مع مؤسسات الدولة والقيادة السياسية من أجل النهوض بالوطن وتفويت الفرصة على المتربصين، مؤكدين أن مصر تقوم ببناء مشروعات ضخمة سيكون لها أثر واضح على جميع المصريين في القريب العاجل، كمشروع حقل ظهر وغيره من المشروعات السابقة التي تم افتتاحها، والتي تحاول قوى خارجية عرقلة مسيرتها، من خلال محاولات فرض التوتر في العلاقات المصرية الإيطالية، لتعطيل هذا المشروع الضخم. وقال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان حريصاً على توجيه رسائل قوية وشديدة، لأوكار الشر الذين يريدون العودة لما شهدته مصر من فوضى وعدم استقرار قبل 7 سنوات، مشيراً إلى وجود أجندات خارجية تقدم الدعم الكامل لهؤلاء الخوارج، لتحريك أعمال التخريب في مصر، وهو ما لا يسمح به مجدداً حتى وإن كلفه ذلك حياته. وأوضح "الشهاوي"، أن حديث الرئيس عن تفويض جديد له لمحاربة الإرهاب، هو تأكيد منه على ثقته في هذا الشعب الذي يستمد منه قوته، فضلاً عن اصطفافه حول مؤسسات الدولة لحمايتها، لافتاً إلى أن دور الرجل العسكري يختلف كثيراً عن المدني، إذ يعتمد الأول على العمل أكثر من الحديث، وهو شعار القوات المسلحة "يد تبني ويد تحمل السلاح، ولم تكن هناك أية شعارات تتحدث عن الكلام. وأكد مستشار كلية القادة والأركان، ضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، رداً على الأطراف الإقليمية والدولية، التي تريد إضعاف الحياة السياسية والتقدم الاقتصادي في مصر، بخلق مناخ عام مضطرب، وحالة من عدم الاستقرار في البلاد، مشيراً إلى دور المعارضة غير البناءة، التي أطلقت على نفسها اسم "الحركة المدنية"، وراحت تدعو لمقاطعة الانتخابات دون أي مساهمات من القائمين عليها لبناء الوطن، وعلى رأسهم "حمدين صباحي" – حسب قوله. وتابع "الشهاوي" قائلاً: "إن ما تم افتتاحه من مشروعات قومية، لم يكن يتم إلا بتحقيق الاستقرار والأمن في البلاد، خاصة أن هناك دول كانت تحاول عرقلة ما وصل إليه مشروع حقل ظُهر، الذي يحقق نحو 200 مليون دولار كعائد يومي، وارتفاع في الاحتياطي ل 30 مليار قدم مكعب من الغاز". وقال اللواء نصر سالم، مدير المخابرات الحربية الأسبق، إن خطاب الرئيس السيسي، أوضح مدى حجم المخاطر الموجهة لمصر، مشيراً إلى أن هناك مخططات من أمريكا ودول أخرى تستهدف الأمن القومي المصري، مشيراً إلى أن المطالبات التي تحرض على المظاهرات وعدم التصويت فى الانتخابات الرئاسية القادمة، ستؤثر بالسلب على الاقتصاد والأمن القومي المصري. وأكد "سالم" أن الأجهزة الأمنية تبذل قصاري جهدها للمحافظة على سلامة وأمن البلاد، لافتًا إلى أن الرئيس أكد في خطابه، أنه سيرد على تلك المخططات بشكل قوي خلال الفترة القادمة، مستبشرًا بالخير لمصر، خاصة بعد افتتاح هذه الحقل، والذي سيصل إنتاجه نهاية العام المقبل 2019، بطاقة انتاجية تصل إلى 2.7 مليار قدم يوميًا. وأوضح مدير المخابرات الحربية الأسبق، أن مواجهة الإرهاب والحفاظ علي الدولة لا يزال التفويض فيها سارياً، لذا يجب علينا ألا نسمح أبدًا لمجموعة الكارهين بالعودة مرة أخرى. وأكد العميد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، أن رسائل الرئيس كانت واضحة جيداً بشأن محاولات بعض الدول استهداف مصر عسكرياً، بعد فشل أجهزتها المخابراتية في ضرب الاقتصاد وبث جراثيم الإرهاب، لزعزعة أمنها القومي والاستراتيجي والاجتماعي والاقتصادي، واصفاً حديثه بالغضب الشديد الذي غلبت عليه اللهجة الانفعالية، لتتحول لرسائل تحذيرية قوية حاسمة في مواجهة الخطر. وأوضح "صابر" أن حديث الرئيس عن مشاهد مصر قبل 7 سنوات، يؤكد عدم تقاعس الدولة وأجهزتها عن مهمتها، ووعيها الكامل، بوجود عصابة شر تسعى إلى عودة الجماعة مره أخري، من خلال الزعم بأنها فصيل سياسي معارض يجب أن يعود إلي الساحة السياسية، لتنفذ المخططات والمؤامرات التي تستهدف الوطن وأمنه واستقراره. وطالب خبير مكافحة الإرهاب الدولي، بالتكاتف القوي حول مؤسسات الدولة والمشاركة الواسعة في الانتخابات الرئاسية القادمة، للتصدي لقوى الشر، التي أشار لها الرئيس خلال خطابه، مشيرًا إلى أن السيسي لم يقصد إهانة ولكن جاء خطابه للرد على من يشككون فى الانتخابات. وأكد اللواء محمد أبو زيد، عضو مجلس النواب، أن الرئيس السيسى يدرك جيدا حجم التحديات والمؤامرات التى تحاك ضد الوطن، مطالبا الشعب المصرى بالحذر من هذه الجماعات أو محاولة نشر الفوضى من جديد لأننا نعلم كم المعاناة خلال السنوات القليلة الماضية لإعادة بناء الدولة. وأوضح عضو مجلس النواب، أن حديث الرئيس بمثابة رسالة للوجوه التى تحاول العودة للظهور فى المشهد وتنفيذ مخططات أهل الشر ولمن يقف خلفهم أيضا موضحا أن حديثه يعد رسالة أيضًا للإعلام المصرى للحذر من هذه الجماعات بالإضافة إلى تأكيده على أنه لا يسعى إلى شهرة ولكنه يهدف إلى بناء دولة كبيرة بالرهان على وعى المصريين. وأكد "أبوزيد" أن الكلمة جاءت تعبيراً عن إرادة صلبة لإعادة بناء الدولة والحفاظ عليها فى ظل المسئولية التى يتحملها الرئيس أمام الشعب المصرى، وتعبير عن صدق الرئيس وإدراكه بأن مصر تقع فى قلب المؤامرة التى تحاك ضد المنطقة، مشيراً إلى أن الشعب المصرى يجب أن يدرك محاولات بث الفتنة ويتوحد خلف القيادة السياسية التى تملك آيادى بيضاء واستطاعت أن تحافظ على الدولة المصرية من الفشل والسقوط منذ عام 2013، وأن تبدأ مرحلة إعادة بناء الدولة وفق خطط التنمية الشاملة، مشددًا على أن الشعب المصرى لن يقبل أن تعود حالة الفوضى مرة أخرى.