كتب زكى السعدنى ومحمد طاهر: تلقى د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى تقريرًا من الدكتور محمد القناوى رئيس جامعة المنصورة حول اكتشاف الفريق البحثى بالجامعة النوع الجديد من الديناصورات فى منطقة الواحات الخارجة بمحافظة الوادى الجديد برئاسة الدكتور هشام سلام مدير مركز الحفريات الفقارية بكلية العلوم جامعة المنصورة، أطلق على الديناصور الجديد، اسم «منصوراصورس» نسبة لجامعة المنصورة التى تولت تكاليف البعثة التى اكتشفته. أكد الوزير أن هذا الاكتشاف يعد الأول لفريق بحثى مصرى فى منطقة الوادى الجديد، مشيرًا إلى ضرورة أن تساعد الدولة كل الفرق البحثية فى كافة فروع العلوم وتقديم الدعم والرعاية اللازمة لهم من أجل رفع اسم مصر في مصاف الدول المتقدمة. وأضاف د. عبد الغفار أنه من المنتظر أن يتم تكريم الفريق البحثى صاحب هذا الاكتشاف الذى سيعود بالكثير من الخير على مصر. وأوضح أن حوالى 65 من المواقع الإلكترونية الأجنبية بالإضافة إلى عدد كبير من وكالات الأنباء والصحف العالمية تناقلت خبر هذا الاكتشاف الذى يلقي الضوء على فترة غامضة فى تاريخ الديناصورات بالقارة الإفريقية، والذي عاش قبل نحو من 70 إلى 80 مليون عام. واستقبل رئيس الجامعة الدكتور هشام سلام مدير مركز الحفريات الفقارية بكلية العلوم والدكتورة سناء السيد مدرس مساعد بقسم الجيولوجيا أعضاء الفريق البحثي بكلية العلوم والذي تمكن من العثور على حفريات لديناصور ضخم فى الواحات الداخلة أثناء رحلة استكشافية قام بها الفريق . وأكد الدكتور هشام سلام أن الاكتشاف الجديد يمثل تفوق علمي فريد سيضيف الكثير إلى سجل مصر الأحفورى وتم نشره فى مجلة نيتشر العلمية العالمية التي تُعدُّ واحدة من أهم المجلات العلمية على مستوى العالم. وأشار إلى أن 4 هياكل من الخمسة المكتشفة فى مصر نُقِلتْ إلى ألمانيا ودُمِّرتْ بالكامل خلال الحرب العالمية الثانية عُثر على 4 من الديناصورات السابقة فى الواحات البحرية وشحنها الباحث الألماني لمتحف ميونخ الألماني ودُمِّرتْ بالكامل أثناء الحرب العالمية الثانية وأضاف أن الديناصور المكتشف حديثاً ينتمي إلى عائلة الديناصورات النباتية طويلة العنق التى كانت شائعة فى جميع أنحاء العالم خلال العصر الطباشيري تلك العائلة معروفة بكونها أكبر الحيوانات البرية التي عرفها العِلْم حتى الآن، إلا أن الديناصور المكتشف حديثاً يختلف عنها فى العديد من الخصائص إذ إن وزنه يعادل تقريباً وزن فيلٍ أفريقي وهيكله يختلف عن هيكل الديناصورات الاعتيادية التي تنتمي لتلك العائلة. وأكد أن الكشف الجديد سيعمل على تفسير الانقراض الكبير الذي أصاب الديناصورات فى نهاية العصر الطباشيري قبل نحو 65 مليون سنة بعد أن استطاعوا الكشف عن ديناصور جديد، ويعمل الاكتشاف على تفسير الرابط المشترك بين «منصوراصورس» وأحد الديناصورات الأوروبية، فوجود رابط بين الديناصورين يعنى وجود علاقة ما، واحتمالية وجود «جسر» بين القارتين الأفريقية والأوروبية، ربط بينهما فى تلك العصور السحيقة. وأضاف أن قائمة القطع التي استخرجها الفريق: عظمتين من العضد، وأصبعاً واحداً من اليد، و3 أصابع من القدم، وجزءاً من الجمجمة، وجزءاً من الفك السفلى، وفقرات من الرقبة، وفقرات أخرى من الظهر والذيل، وعظام الكعبرة وبضعة أضلع. وأضاف أن الفريق قام بجمع العظام فى 19 «جاكيت» وهى مجموعة من المحافظ المُصنَّعة من الجبس، التى تهدف لحفظ العظام ونقلها بأمان. بعد تصوير الموقع والعظام عاد الفريق إلى الجامعة، كما تمت الاستعانة بفريق علمي أجنبي لعمل المناقشات العلمية حول طبيعة الكشف ونوعه لتأتى المفاجأة؛ فالعظام التى عثر عليها الفريق تنتمى لنوع جديد تماماً من الديناصورات، وأوضح أن هذا الديناصور لا شبيه له؛ بعد أن أجرى العلماء مجموعة من المقارنات بين الديناصورات التى تم اكتشافها حول العالم فى الفترة نفسها لاحظوا مجموعة من الاختلافات؛ ف«منصوراصورس» يتميّز بذقن طويل تم الاستدلال عليه بطول عظمة الفك، كما أن عدد أسنانه قليل جداً مقارنة بالنوع الذي ينتمي إليه؛ فداخل الفك لا يوجد سوى 10 أسنان فقط. لا تقتصر الاختلافات التي لاحظها الفريق العلمي على عدد الأسنان وعظمة الفك فحسب، بل امتدت لتشمل عظمة «الريديس» التى تحظى بنهاية عظمية أكبر من المعتاد، كما أن بها التواءً بزاوية 20 درجة، وهى زاوية مميزة لا توجد فى الأنواع الأخرى.