عروض سجناء طرة، من رموز نظام «مبارك»، للتنازل عن بعض ثرواتهم مقابل تصالح الحكومة في الدعاوى القضائية المرفوعة ضدهم والمتعلقة بالفساد المالي , لا يعدو الا خيبة الامل التي اعترت هؤلاء و هيئة دفاعهم , و محاولة خبيثة منهم للافلات من العقاب , و هي الثقافة التي نخرت الدولة و الجسد المصري منذ عقود خلت . الجرائم المدعي ارتكابها من هؤلاء , ليست جرائم فردية تضرر منها فرد أو عدة أفراد في المجتمع , بل لحقت بسائر المجتمع المصري , و ليس مؤسسات الدولة فحسب , و من ثم لا عفو أو تصالح في مثل هذا النوع من الجرائم التي أضرت بالنظام العام في مصر . الافعال المؤثمة التي ارتكبها هؤلاء تتضمن : الغدر و و التربح و اهدار المال العام و الاستيلاء علي المال العام , و اختلاسه , و سرقته و الرشوة , و هنا تكمن خطورة مثل هذه الطائفة من جرائم المال العام , التي تحيق خطرا ليس بالمواطنين دافعي الضرائب و الرسوم و حسب , لكن ببنيان المجتمع ذاته . الشعب وحده هو الذي يستطيع الصفح لا العفو عن هذه الجرائم ---- أستاذ القانون الدولي