لا أحد يعرف لماذا انسحب اللواء سامح سيف اليزل من مساندة منصور حسن في معركة الرئاسة، ولا حتى لماذا ضمه منصور من البداية إلى فريقه الانتخابي، فقد فوجئنا جميعا أن سيف اليزل على رأس فريق منصور حسن الانتخابي، وفى اليوم التالي فوجئنا بإعلان سيف اليزل الانسحاب من المعركة، ورفضه الإفصاح عن أسباب الانسحاب، مؤكدا أنه سوف يحتفظ بها لنفسه، انتظرنا أن يخرج منصور حسن ويعلن هو الأسباب لكن للأسف التزم الصمت ولم يعلق على قرار اليزل. إلى هنا انتهت الواقعة، ولم أنشغل كثيرا ولا قليلا بالبحث في التفاصيل، لكن ما لفت انتباهي تداول بعض الحكايات حول أسباب الانسحاب، قد تستمع إليها من باب الفضول ثم تبدى اندهاشك بكلمة أو بجملة وينتهي الأمر، لكن لا أخفى عليكم عندما استمعت لبعض الحكايات من مصادر متفرقة توقفت أمام حكايتين، الأولى يعرفها القاصي والداني، والثانية يعرفها البعض فقط، من الحكايتين تستطيع أن تضع يديك على بعض ملامح المطبخ السياسي، وربما تتمكن من رسم تصور للمشهد الحالي. الحكاية الأولى أعادت انسحاب اليزل إلى أن بعض المقربين من منصور حسن نصحوه بإبعاد سيف اليزل، لماذا؟، لأنه(حسب الرواية) كان محسوبا وبقوة على النظام السابق، وكانت مهمته خلال السنوات الماضية تبرير قرارات الرئيس مبارك في الصحف والفضائيات، وقالوا له حسب ما حكى لى: إن سيف اليزل كان ومازال واجهة النظام ووجوده فى حملتك وتقديمه كنائب سوف يعرقلك، بل أكدوا له أنك خسرت المعركة قبل أن تخوضها، فوجود سيف اليزل على رأس فريقك سوف يقضى عليك، ويقال إن منصور حسن استجاب لهذه الدعوات، والتقى مع سيف اليزل وانتهت الجلسة بإعلان الأخير بكل احترام انسحابه محتفظا بالأسباب، هذه الحكاية لا أعرف مدى صحتها، ولست على يقين من وقوعها كما رويت لي، لكن ما أستطيع أن أؤكد عليه أن وجود سيف اليزل على رأس حملة منصور حسن كان سيضره كثيرا للأسباب التي ذكرت فى الحكاية، ولأسباب أخرى، منها أن منصور نفسه كان رئيس الاستشاري العسكري ووجود اليزل معه وهو من رجال المخابرات السابقين، سوف يدعم قصة أن منصور هو مرشح العسكري، خاصة أن بعض الأحزاب والقوى السياسية قد سبق ورشحته رئيسا توافقيا لمدة سنتين، من هنا انسحاب اليزل جاء لصالح منصور حسن، وقد يساعده كثيرا في خوض معركة بعيدا عن شبهة مرشح العسكري أو المرشح التوافقي. الحكاية الثانية التي تم تداولها في واقعة انسحاب سيف اليزل، نعود إلى عمرو موسى أمين جامعة الدول العربية السابق، قيل لي إن لسامح سيف اليزل أخا يدعى سمير سيف اليزل، وسمير هذا كان يعمل هو الآخر في جهاز المخابرات، وأنه ترك العمل بالجهاز منذ سنوات والتحق بوزارة الخارجية عندما تولى عمرو موسى وزارة الخارجية، وذكر أصحاب هذه الحكاية أن سمير سيف اليزل(شقيق سامح سيف اليزل) انتقل للعمل في جامعة الدول العربية بعد تولى عمرو موسى الأمانة العامة في سنة 2001، فقد قام موسى بتعيينه في وظيفة الأمين العام المساعد للشئون المالية والإدارية، وظل سمير في هذه الوظيفة حتى أسابيع ماضية، حيث تم عزله من وظيفته هذه وقام الأمين الحالي بتعيينه مراقبا عاما على الإدارة المالية، وأكد رواة هذه الحكاية أن سمير سيف اليزل من الشخصيات المقربة جدا من عمرو موسى، ويعد صديقه الصدوق، وأكدوا أيضا أنه أحد الشخصيات القيادية في فريق عمرو موسى الانتخابى، وذكر الرواة أن سمير سيف اليزل هو الذي دفع شقيقه سامح سيف اليزل للانسحاب بإيعاز من عمرو موسى. ما مدى صحة هذه الحكاية؟، الله اعلم، هل سمير سيف اليزل هو الذي دفع سامح سيف اليزل للانسحاب؟، ربما، هل بإيعاز من عمرو موسى؟، قد يكون، لكن ما يجب أن نتوقف أمامه في هذه الحكاية سؤالان: هل علاقة آل اليزل مازالت بجهاز المخابرات قائمة كوظيفة؟، ولماذا يعتمد بعض المرشحين للرئاسة على مساعدين من آل اليزل؟، وهل باقي المرشحين تساعدهم شخصيات من آل اليزل؟.