فى أول يوم تقدم 200 مواطن لسحب أوراق الترشيح للرئاسة. تعليق لطيف على الفيس بوك تساءل: كل هؤلاء مرشحون فمن سينتخب؟! الحملة ستستمر شهرا تقريبا، فإذا تكرر هذا الرقم الكبير فى الأيام الباقية ستصبح حصيلة المرشحين 60 ألف مرشح.. ما شاء الله. عندما قيل للطابور الذى اصطف أمام اللجنة القضائية للانتخابات إن مجيئهم لا فائدة منه قبل أن يحصلوا على التوقيعات، رد أحدهم: من أين آتى بالتوكيلات وأدفع ثمنها فى الشهر العقارى وأنا غلبان لا أملك شيئا؟! اليوم الأول يعطى انطباعًا بأن كل مواطن يريد أن يصبح رئيسًا.. فهل يعنى هذا أن الإقبال على الانتخابات سيكون كبيرا! التصويت بكثافة فى الاقتراع، وحده يضمن نزاهة الانتخابات وشفافيتها وعدم تأثير الصفقات والتربيطات التى بدأت تقلق مشاهير المرشحين المحتملين من أمثال عمرو موسى وعبدالمنعم أبو الفتوح وهشام البسطويسي. الصفقات والتربيطات من طبيعة أى انتخابات.. وليثق الخائفون بأن حزب الحرية والعدالة مثلا ليس الشعب، وقس على ذلك النور والوفد وغيرهما، والصفقات التى يبرمونها لا تعنى شيكا على بياض للفوز بمنصب الرئيس. أتفهم حالة القلق التى أطلقها ترشح منصور حسن ومعه نائب عسكرى.. لكن ما كاد ينتهى اليوم الأول حتى قدم اللواء سامح سيف اليزل استقالته من الحملة رافضًا الكشف عن أسبابها، وقبلها حسن فورا دون أى محاولة لإثنائه، مع أن الاثنين كانا مجتمعين فى الليلة السابقة، ما يعنى أن حديث الصفقات وراء قرار الاستقالة. استعانة منصور حسن بنائب عسكرى أخاف جميع المنافسين وأعطى انطباعا بأنه مرشح العسكر، مع دعم فورى حصل عليه من حزب الوفد واحتمال الدعم من الإخوان.. لكن الانسحاب أيضًا قد يكون بضغط من العسكر بعد أن زاد وجود سيف اليزل الشكوك فى وجود مرشح بعينه يدعمونه، ومن ثم سيصبح فوزه حتى لو جاء صحيحًا وحقيقيًا عرضة للتشكيك بوجود تزوير. وهذا يعنى أنه لم يكن من الحكمة أن يأتى منصور حسن بسيف اليزل معه. وحتى بعد انسحاب الأخير فقد زادت الشكوك خصوصا أنه رفض الحديث عن السبب. أيا كان الأمر فلا يجب أن نقلق من الصفقات إذا جاءت الانتخابات حرة نزيهة.. التصويت بكثافة هو الضامن الوحيد، فلا يمكن تزوير أصوات 40 مليون مواطن فى ظل عيون مفتوحة على آخرها داخليا وعالميا على التجربة الأولى فى تاريخ مصر لاختيار حاكمها شعبيا. دعوهم يبرموا الصفقات ودعوا الشعب ينتخب.. وأنا شخصيا لا أخشى حدوث تزوير إلا إذا فوجئنا بتكرار المشهد الذى كانت عليه اللجان فى انتخابات مجلس الشورى.. خالية من الناخبين. [email protected]