حوار - دينا دياب: نيللى كريم نجمة من العيار الثقيل، تبحث دائماً عن العمل الصعب، وفى كل رمضان، تراهن على عمل يكون مختلفاً ومميزاً ليضعها فى مقارنة مع نفسها، قدمت العام الماضى مسلسل «لأعلى سعر» وحقق نجاحاً ضخماً رغم أن قصته عادية، لكنها لعبت على مشاعر المرأة المقهورة التى تعاملت بعزة نفس لتحصل على ما تريد، قدمت شخصية راقصة باليه ليست بعيدة عن شخصيتها الحقيقية، إلا أن طبيعة موضوع العمل جعلته فى مصاف الأعلى مشاهدة خلال الموسم، وفى رمضان المقبل تقدم قصة مختلفة من خلال مسلسل «اختفاء» وصفتها بأنها عمل بعيد عن النكد.. حاورناها فقالت: فى البداية.. ماذا جذبك لسيناريو «اختفاء» لتشاركين به فى رمضان المقبل؟ - دائماً أبحث عن سيناريوهات مختلفة، موضوع يشعر الجمهور أنه يشاهد نفسه على الشاشة، وفى نفس الوقت يكون رسالة واضحة، مسلسل «اختفاء» عمل جديد ومختلف ليس كوميدياً ولا تراجيدياً لكنه مسلسل اجتماعى يرصد واقعاً أسرياً بشكل بسيط للغاية، يشبه وضع كثير من الأسر المصرية، خاصة السيدات، والمؤلف وضع اسم «اختفاء» مبدئى. تتعمدين فى أعمالك الأخيرة أن تكون مرتبطة بشخصيتك.. لأعلى سعر كنتِ راقصة باليه.. واختفاء تصورينه فى روسيا؟ - لم أختر روسيا من الأساس لكن المخرج هو من قرر ذلك، فالأحداث كلها تدور بين مصر وروسيا ولن أتحدث الروسية كما صرح البعض ضمن أحداث المسلسل، لكن السيناريو مرتبط ببعض المشاهد هناك لن أستطيع الكشف عنها، أما بالنسبة لاختيارى موضوعات لها علاقة بشخصيتى، فمن الطبيعى أن أميل للشخصيات التى تتحدث عن جزء منى، كل شخصية قدمتها كانت ملامسة لحياتى، بأى شكل سواء فى حياتى الاجتماعية أو النفسية، الفنان عندما يقدم عملاً لابد أن ينفعل معه، وأعترف أن أى عمل ملامس لى أجيد تقديمه، وإذا لم يكن ملامساً لى فعلى الأقل تكون انفعالاتى ووجهة نظرى فيه واضحة، وإلا سيشعر الجمهور إنى بمثل عليهم. هل ستقدمين الخيانة من جديد فى عملك القادم؟ - كل أزمة فى المجتمع وراءها خيانة، وليس المقصود خيانة زوجية، لكن تكفى أن تكون خيانة من شخص تحبه بصرف النظر عن العلاقة معه، فى مسلسلى القادم سيكون رحلة بحث سببها أيضاً الخيانة، لكنى لن أستطيع التحدث عن التفاصيل لأنه حتى الآن لم يتم الاستقرار على أبطال العمل بشكل نهائى، وسأقدم للجمهور مفاجأة وسيروننى بشكل مختلف تماماً، خاصة بعيداً عن النكد. فى أعمالك دائماً المرأة مظلومة.. لماذا؟ - لأنها بالفعل مظلومة، أنا امرأة لابد أن أقدم مسلسلى من وجهة نظر أنثوية، بالإضافة إلى أن المرأة ليست نصف المجتمع لكنها التمثيل لكل شىء فى الحياة، الواقع الاجتماعى كله يتوقف عند المرأة وليس معنى ذلك أن الرجل ليس مظلوماً، بالعكس الواقع فيه الظالم والمظلوم وكلامى ليس دفاعاً عن المرأة لكنه تحليل لكل أزمة تحدث فى المجتمع، القهر والظلم الذى تتعرض له المرأة يكون سبب كل شىء، إذا كانت المعاملة جيدة فستتنازل المرأة كثيراً، المرأة لها طباع كثيرة أهمها أن المادة تأتى بعد الإحساس، ولذلك فى كل أعمالى أنتصر للمرأة لأن هذا حقها، فى «ذات» قدمت المرأة المقهورة، و«سجن النسا» كان رد فعل لخيانة، و«لأعلى سعر» كانت امرأة أضعفها حب زوجها وقواها وجعها منه. هل أنت كئيبة كما تظهرين فى مسلسلاتك؟ - لا يوجد إنسان كئيب طوال الوقت، هناك إنسان عايش يضحك ويبكى ويحزن ويفرح، بنى آدم طبيعى، بالإضافة إلى أن تقديمى للعديد من المسلسلات الحزينة وراء بعضها وصلت للجمهور أننى كئيبة لكن هذا لا علاقة له بالواقع، الواقع هو ما أصبح كئيباً، الأشياء المفرحة ليست كثيرة، وإذا لم يبحث الإنسان عن طريق لكى يسعد نفسه فلن يسعده أحد، لذلك فهذه رسالتى الدائمة فى كل أعمالى، أبحث عن السعادة. ما بين أعمالك السينمائية والتليفزيونية.. هل تقارنى بين أدوارك؟ - ليست بمعنى المقارنة، لكننى دائماً أسعى للأفضل، أشاهد نفسى جيداً، وأقيم نفسى، أحاول أن أصل لأعلى درجة من التميز وهذا ليس عيباً، أنا أقدم فى كل شخصية أداء مختلفة، وشكلى أيضاً يكون مختلفاً، أتعايش مع الشخصية التى أقدمها قبل أن أبدأ فى تصويرها، وألبس الشخصية وعندما أنتهى منها أخلعها لألبس غيرها، لا أقول لنفسى هذا الدور أفضل من غيره، لكن أقول لنفسى إننى كان يجب أن أعلو فى أدائى بشكل أكبر، شخصياتى مختلفة وظروفهم الاجتماعية والنفسية مختلفة، ومن المستحيل أن كل شخصية تتصرف مثل الأخرى، وأنا أتعامل مع كل شخصية على حدة. ابتعدتِ عن السينما بعد فيلم «بشترى راجل»؟ - لم أبتعد بل أنا أبحث دائماً عن السيناريو الجديد، وأهتم كثيراً بتقديم أدوار تعيش فى السينما، وأعود هذا العام بفيلم إيطالى - مصرى سيتم تصويره فى رمضان، ما بين مصر وإيطاليا ويقوم بإخراجه مخرج مصرى فى أولى تجاربه الإخراجية، ولكنه موهوب جداً ويعمل على قصة الفيلم منذ ما يقرب من 3 سنوات، وهو بطولة جماعية وقصة حقيقية جذبتنى ومختلفة والبطولة سيتقاسمها ممثلون من مصر وإيطاليا. مبروك على درجة الماجستير.. هل ترين أهمية لأن يكون الفنان مثقفاً ودارساً؟ - الفنان لابد أن يعمل على نفسه دائماً، يشارك فى دورات تمثيلية ليطور من أدائه وفى دراسته وفى ثقافته، هو صورة لمجتمعه وصورة لبلده أمام العالم، وإذا لم يحافظ على ذلك لن يحبه جمهوره، وأنا سعيت لكى أحصل على درجة الماجستير من جامعة كامبريدج البريطانية، وسأواصل مسيرتى التعليمية وخلال استلامى الشهادة وجدت سيدة سعودية عمرها 77 عاماً تحصل على درجة الدكتوراه كنت سعيدة بها للغاية، وتمنيت لو أحصل على شهادتى قبل أن أشيخ. تم اختيارك مؤخراً لتكونى سفيرة لإحدى شركات المجوهرات العالمية.. كيف ترين ذلك؟ - أرانى صورة جيدة لبلدى، هذه الماركة يرتديها العالم كله، ومعنى أنهم اختارونى سفيرة لهم أننى أهم شريحة كبيرة من الجمهور، اعتبره نجاحاً، وتقدماً، وأى فنان بحاجة إلى توسيع قاعدته الجماهيرية والخروج للعالمية، كل نجوم العالم يقدمون إعلانات فى بلادهم، لكن الجميل أن تقدم الإعلانات فى الخارج أيضاً، وهناك فنانون أصبحوا نجوماً من خلال الإعلانات ومن الممكن أن يقدم الفنان إعلاناً يضره فكل شىء لها إيجاب وسلب وهذا يعتمد على الذكاء والحظ.