من الآن يستطيع كل مصري أن يحلم ويحدث نفسه قائلاً "أنا الرئيس القادم" وهي عبارة قالها بثقة زائدة غالبية مرشحي الرئاسة في حواراتهم الصحفية وليسوا هم فقط من يمكنهم الترشح فأنت أيضاً عزيزي القارئ تستطيع أن تصبح رئيساً أو وزيراً لمصر أياً كان تخصصك بشرط خدمة الصالح العام وتأييد الشعب لك وتلك هي إحدى انجازات ثورة 25 يناير العظيمة فبعد احتكار المؤسسة العسكرية لمنصبي الرئيس والوزير بطريقة التعيين المباشر أو بطريقة الاتفاقات والصفقات الشخصية حيث كان النظام المتبع أن يظل الرئيس في الحكم حتى يموت أو نموت نحن سجناً أو فقراً أو غيظاً بالإضافة لتعيين قيادات الجيش وزراء بعد المعاش فليس بغريب أن نرى مواطنين بسطاء يترشحون لهذا المنصب وربما يؤيدهم الشعب لإحساسهم بمعاناته وتقديمهم لحلول حقيقية وحتى إن لم ينجحوا فإن الترشح في حد ذاته مجرد تفر يغ لكبت نفسي بعد زمن الديكتاتورية وزمن التهميش لذلك من المتوقع زيادة عدد المرشحين فلا تعجب إذا وجدت "ظاظا " رئيساً للجمهورية أو موظفاً أو عاملاً بسيطاً أو فكهاني أو جزاراً يترشح لرئاسة الجمهورية فمنهم من يبحث عن الشهرة ومنهم من هو متميز بالفعل ولكن الجميل في الأمر أن الرئيس سيكون من أفراد الشعب ربما يكون صديقك أو جارك و ربما كان بالأمس يأكل طبق "كشري" في أحد المحلات الشعبية أو كان واقفاً في طابور مصلحة حكومية فالكثير من المبدعين والمخترعين والمفكرين المهمشين حياتهم بسيطة أكثر مما تتخيلون فلأول مرة يتم اختيار وانتخاب الرئيس من بين الشعب وأصبح في استطاعة أصحاب الكفاءات وأساتذة القانون والاقتصاد والطب والهندسة وشيوخ الأزهر وخبراء الإعلام والسياسة والمتخصصين في أي مجال الذين استبعدوا مراراً وتكراراً في الماضي من كل منصب حقيقي أو حتى منصب شرفي فقد منعت التيارات الدينية والمفكرين والمعارضين من تولي المناصب العليا بل كان جزاءهم المعتقلات والحرمان من مزاولة نشاطهم الآن يستطيعوا الترشح لمنصب رئيس الجمهورية و تستطيع مصر الاستفادة من خبراتهم ووطنيتهم وأصبح هناك تنوع في الهوية الفكرية والتخصصية للمرشحين وعندما حاول مبارك فتح باب الترشح للجميع كان ذلك لتنفيذ خديعة ماكرة بشروط خفية فمنع أصحاب الكفاءات ومن يتمتعون بالحب الشعبي من الترشح وسمح لمرشحين كبار السن ليسوا على قدر من الكفاءة والتواصل الشعبي ثم تدريجياً تم ترشيح جمال مبارك حتى يكون مبارك بلا منافس حقيقي تمهيداً لتنفيذ مخطط التوريث بدون عقبات لذلك كان مصير الدكتور أيمن نور السجن عقاباً له على الترشح أمام مبارك - وليس عيباً أو مكراً أن يترشح لمنصب الرئيس قيادات المؤسسة العسكرية خاصة أنهم يتمتعون بالخبرة وحسن التصرف في الأزمات ولكن الخطأ هو تعينهم بدون أن ينتخبهم الشعب في انتخابات نزيهة والجدير بالذكر أنه كانت هناك كفاءات داخل المؤسسة العسكرية في الماضي ولكن تم استبعادهم لخصومات شخصية - فتنوع الهوية الفكرية والتخصصية للمرشحين له عدة مميزات - إتاحة الفرصة لكل الكفاءات والتخصصات - زيادة الدافع والحافز وخلق روح التنافس بين المتميزين في كل التخصصات للانجاز واقتراح حلول ومشروعات نافعة لتكون نواة لبرنامج رئاسي يحقق التنمية لمصر - يعطينا فرصة أفضل لاختيار البرنامج الأفضل والفكر المناسب وفي النهاية نتمنى التوفيق لجميع المرشحين ونتمنى أن تكون انتخابات نزيهة تجعل مصر في صدارة التاريخ مرة أخرى لنبدأ مرحلة جديدة أهم وأصعب وهي مرحلة البناء والتنمية فهيا إلى العمل والتميز فلن يهمش فكر ولن يهدم إبداع بعد اليوم ولن يحرم الشعب من أصحاب الكفاءات